القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 22 أغسطس – آب 2020 “
السبت الثاني عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيس الشهيد أغاثونيكوس ورفاقه
بروكيمنات الرسائل 1:6
إِفرَحوا بِٱلرَّبِّ وَٱبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقون، وَٱفتَخِروا يا جَميعَ ٱلمُستَقيمي ٱلقُلوب.
-طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت ذُنوبُهُم، وَٱلَّذينَ سُتِرَت خَطاياهُم. (لحن 6)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 5-1:2.31-26:1
يا إِخوَة، أُنظُروا دَعوَتَكُم. لَيسَ كَثيرونَ حُكَماءَ بِحَسَبِ ٱلجَسَدِ، وَلا كَثيرونَ أَقوياءَ، وَلا كَثيرونَ شُرَفاءَ،
بَلِ ٱختارَ ٱللهُ ٱلجّاهِلَ مِنَ ٱلعالَمِ لِيُخزِيَ ٱلحُكَماءَ، وَٱختارَ ٱللهُ ٱلضَّعيفَ مِنَ ٱلعالَمِ لِيُخزِيَ ٱلقَويّ.
وَٱختارَ ٱللهُ ٱلخَسيسَ مِنَ ٱلعالَمِ وَٱلحَقيرَ وَغَيرَ ٱلمَوجودِ لِيُعدِمَ ٱلمَوجودَ،
لِكَي لا يَفتَخِرَ وَلا جَسَدٌ أَمامَهُ.
وَبِهِ أَنتُم في ٱلمَسيحِ يَسوعَ، ٱلَّذي صارَ لَنا مِنَ ٱللهِ حِكمَةً وَبِرًّا وَقَداسَةً وَفِداء.
حَتّى إِنَّهُ كَما كُتِب: «مَن يَفتَخِر، فَليَفتَخِر بِٱلرَّبّ».
وَأَنا لَمّا أَتَيتُكُم أَيُّها ٱلإِخوَةُ، لَم آتِ بِبَراعَةِ ٱلكَلامِ أَو ٱلحِكمَةِ، مُبَشِّرًا لَكُم بِشَهادَةِ ٱللهِ،
لِأَنّي حَكَمتُ بِأَن لا أَعرِفَ بَينَكُم شَيئًا، إِلاّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ وَإِيّاهُ مَصلوبًا.
وَأَنا كُنتُ عِندَكُم في ضُعفٍ وَخَوفٍ وَٱرتِعادٍ كَثير.
وَكانَ كَلامي وَكِرازَتي لا بِأَقوالٍ مُقنِعَةٍ مِن حِكمَةٍ بَشَرِيَّةٍ، بَل بِبُرهانِ ٱلرّوحِ وَٱلقُوَّةِ،
لِكَي يَكونَ إيمانُكُم لا عَن حِكمَةِ ٱلبَشَرِ، بَل عَن قُوَّةِ ٱلله.
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 34-29:20
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ خارِجٌ مِن أَريحا تَبِعَهُ جَمعٌ كَثيرٌ،
وَإِذا بِأَعمَيَينِ جالِسَينِ عَلى ٱلطَّريق. فَلَمّا سَمِعا أَنَّ يَسوعَ مُجتازٌ صَرَخا قائِلين: «إِرحَمنا يا رَبُّ، يا ٱبنَ داوُد!»
فَزَجَرَهُما ٱلجَمعُ لِيَسكُتا، فَٱزدادا صِياحًا قائِلين: «إِرحَمنا يا رَبُّ، يا ٱبنَ داوُد!»
فَوَقَفَ يَسوعُ وَناداهُما وَقال: «ماذا تُريدانِ أَن أَصنَعَ لَكُما؟»
قالا لَهُ: «يا رَبُّ، أَن تُفتَحَ أَعيُنُنا!»
فَتَحَنَّنَ يَسوعُ وَلَمَسَ أَعيُنَهُما، وَلِلوَقتِ ٱنفَتَحَت أَعيُنُهُما وَتَبِعاه.
التعليق الكتابي :
القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 – 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
عظات حول الإنجيل، العظة الثانية
« إِرحَمنا يا رَبُّ، يا ٱبنَ داوُد ! »
ليهتف كلُّ إنسان جالس في ظلماتٍ تجعل منه أعمى… فليصرخ من كلّ نفسه: “رُحْماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع!”. ولكن لنسمع أيضًا ما تبع صراخ الأعمى: “فانتَهَرَه الَّذينَ يَسيرونَ في المُقَدِّمَةِ لِيَسكُت” (لو 18: 39). من هم هؤلاء؟ إنّهم هنا ليرمزوا إلى رغبات حالتنا في هذا العالم، مُسَبِّبَة الاضطرابات، إلى رذائل الإنسان وضجيجها، الّتي تريد أن تمنع مجيء الرّب يسوع المسيح فينا، فتشوّش فكرنا بزرع التجربة فيه وتريد أن تخفي صوت قلبِنا المُصلّي. غالبًا ما يحصل، في الواقع، أنّ إرادتنا في الرجوع إلى الله من جديد…، وجهدنا في إبعاد خطايانا بواسطة الصلاة، تحاربهما صورة الخطايا: تتلاشى يقظة نفسنا عند ملامستها، فترمي الحيرة في قلبنا وتخنق صوت صلاتنا…
ماذا فعل إذًا هذا الأعمى ليتلقّى النور رغم كلّ هذه العوائق؟ “صاحَ أَشَدَّ الصِّياح: رُحْماكَ، يا ابنَ داود!”… نعم، بقدر ما يرهقنا ضجيج رغباتنا، بقدر ما علينا أن نزيد صلاتنا إصرارًا… بقدر ما يكون صوت قلبنا مكبوتًا، بقدر ما عليه أن يصرّ بقوّة حتّى يطغى على ضجيج أفكارنا المجتاحة ويلمس أذن الربّ الأمينة. أعتقد أنّ كلّ إنسانٍ سيرى نفسه في هذه الصورة: حينن نرغب ونجتهد في صرف قلبنا عن هذا العالم لنُعيدَه إلى الله…، تكثر الأفكار البغيضة الّتي يجب علينا محاربتها. تجتمع تلك الأفكار بطريقة تجعل من إبعادها عن عيون قلبنا أمرًا صعبًا بالرّغم من رغبتنا المقدّسة… ولكن عندما نثبت بقوّة في الصلاة، نوقف في نفسنا الرّب يسوع الّذي يمرّ على حسب ما جاء في الإنجيل: “فوَقفَ يسوعُ وقال: اُدْعوهُ”.