القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 6 أكتوبر – تشرين الأول 2020 “
تذكار القدّيس الرسول المجيد توما
بروكيمنات الرسائل 1:104
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 16-9:4
يا إِخوَة، إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ، كَأَنّا مَجعولونَ لِلمَوتِ، لِأَنّا قَد صِرنا مَشهَدًا لِلعالَمِ وَٱلمَلائِكَةِ وَٱلبَشَر.
نَحنُ جُهّالٌ مِن أَجلِ ٱلمَسيحِ، أَمّا أَنتُم فَحُكَماءُ في ٱلمَسيح. نَحنُ ضُعَفاءُ، أَمّا أَنتُم فَأَقوياء. أَنتُم مُكَرَّمونَ، أَمّا نَحنُ فَمُهانون.
وَحَتّى هَذهِ ٱلسّاعَةِ نَجوعُ وَنَعطَشُ، وَنَعرَى وَنُلطَمُ، وَلا قَرارَ لَنا.
وَنَتعَبُ عامِلينَ بِأَيدينا. نُشتَمُ فَنُبارِكُ، نُضطَهَدُ فَنَحتَمِل.
يُشَنَّعُ عَلَينا فَنَتَضَرَّع. قَد صِرنا كَأَقذارِ ٱلعالَمِ، كَأَوساخٍ يَستَخبِثُها ٱلجَميعُ حَتّى ٱلآن.
وَلا أَكتُبُ ذَلِكَ لِإِخجالِكُم، لَكِنّي أَعِظُكُم كَأَولادي ٱلأَحِبّاء.
لِأَنَّهُ وَلَو كانَ لَكُم رِبواتٌ مِنَ ٱلمُعَلِّمينَ في ٱلمَسيحِ، لَيسَ لَكُم آباءٌ كَثيرونَ، لِأَنّي أَنا وَلَدتُكُم في ٱلمَسيحِ يَسوعَ بِٱلإِنجيل.
فَأَطلُبُ إِلَيكُم أَن تَكونوا بي مُقتَدين.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس يوحنّا 31-19:20
في عَشِيَّةِ ذَلِكَ ٱليَومِ عَينِهِ وَهُوَ ٱلأَوَّلُ مِنَ ٱلأُسبوعِ، وَٱلأَبوابُ مُغلَقَةٌ حَيثُ كانَ ٱلتَّلاميذُ مُجتَمِعينَ خَوفًا مِنَ ٱليَهودِ، جاءَ يَسوعُ ووقَفَ في ٱلوَسَطِ وَقالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!»
وَلَمّا قالَ هَذا، أَراهُم يَدَيهِ وَجَنبَهُ، فَفَرِحَ ٱلتَّلاميذُ إِذ أَبصَروا ٱلرَّبّ.
وَقالَ لَهُم يَسوعُ ثانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَما أَرسَلَني ٱلآبُ، كَذَلِكَ أَنا أُرسِلُكُم».
وَلَمّا قالَ هَذا نَفَخَ فيهِم وَقالَ لَهُم: «خُذوا ٱلرّوحَ ٱلقُدُس.
مَن غَفَرتُم خَطاياهُم تُغفَرُ لَهُم، وَمَن أَمسَكتُم خَطاياهُم أُمسِكَت».
وَإِنَّ توما أَحَدَ ٱلِٱثنَي عَشَرَ، ٱلَّذي يُقالُ لَهُ ٱلتَّوأَمُ، لَم يَكُن مَعَهُم حينَ جاءَ يَسوع.
فَقالَ لَهُ ٱلتَّلاميذُ ٱلآخَرون: «إِنَّنا قَد رَأَينا ٱلرَّبّ» فَقالَ لَهُم: «إِن لَم أَرَ مَوضِعَ ٱلمَساميرِ في يَدَيهِ، وَأَضَع إِصبَعي في مَوضِعِ ٱلمَساميرِ، وَأَضَع يَدي في جَنبِهِ، لا أُومِن!»
وَبَعدَ ثَمانِيَةِ أَيّامٍ كانَ تَلاميذُهُ أَيضًا داخِلاً وَتوما مَعَهُم، فَأَتى يَسوعُ وَٱلأَبوابُ مُغلَقَةٌ، وَوَقَفَ في ٱلوَسَطِ وَقال: «أَلسَّلامُ لَكُم!»
ثُمَّ قالَ لِتوما: «هاتِ إِصبَعَكَ إِلى هَهُنا وَعايِن يَدَيّ، وَهاتِ يَدَكَ وَضَعها في جَنبي، وَلا تَكُن غَيرَ مُؤمِنٍ بَل مُؤمِنًا».
أَجابَ توما وَقالَ لَهُ: «رَبّي وَإِلَهي!»
قالَ لَهُ يَسوع: «لِأَنَّكَ رَأَيتَني يا توما آمَنتَ! طوبى لِلَّذينَ لَم يَروا وَآمَنوا».
وَآياتٍ أُخَرَ كَثيرَةً صَنَعَ يَسوعُ أَمامَ تَلاميذِهِ، لَم تُكتَب في هَذا ٱلكِتابِ،
وَإِنَّما كُتِبَت هَذِهِ، لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ ٱبنُ ٱللهِ، وَلِتَكونَ لَكُم إِذا آمَنتُم ٱلحَياةُ بِاسمِهِ.
التعليق الكتابي :
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 – 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
عظات أبرشيّة بسيطة (Parochial and Plain Sermons, PPS) الجزء الثاني، العظة 2: “الإيمان من دون مشاهدة”
ضعفُ إيمان توما، ينبوعُ نِعَمٍ للكنيسة
يجب ألاّ نعتبر أنّ القدّيس توما كان مختلفًا كثيرًا عن باقي الرسل. كلّهم، بطريقة أو بأخرى، فَقَدوا الثقة في وعود الرّب يسوع المسيح عندما رأَوه مقبوضًا عليه ليُصلَب. وعندما وُضِعَ في القبر، دُفِنَ رجاؤهم معه، وعندما حَملوا إليهم البشرى بأنّه قام، لم يؤمِنْ بذلك أحدٌ. عندما ظهرَ لهم، “وبَّخَهم بعدم إيمانهم وقساوة قلوبهم” (مر 16: 14)… اقتنَعَ توما في النهاية، لأنّه رأى الرّب يسوع المسيح في آخر الأمر. في المقابل، من المؤكّد أنّه ليس تلميذًا متحفّظًا وفاترًا؛ لأنّه كان قد أعربَ في السابق عن رغبته في مشاطرة الخطر المُحدِق بسيّده وفي التألّم معه…: “فَلنَمضِ نحن أيضًا لنموتَ معه!” (يو 11: 16). فإنّه بسبب توما، عرّضَ الرُّسل حياتهم للخطر مع معلِّمِهم.
إذًا، فقد أحبّ القدّيس توما معلِّمَه، كرسولٍ حقيقيٍّ، ووضعَ ذاته بتصرّفه. لكنّه عندما رآه مصلوبًا، ضعُف إيمانه لوقتٍ، كالآخرين… فانفَصَلَ، رافضًا الشهادة ليس من شخصٍ واحدٍ فقط، لكن من عشرةٍ آخرين، من مريم المجدليّة ومن نسوةٍ أُخريات… كان بحاجة، على ما يبدو، إلى دليلٍ منظورٍ لما هو غير منظور، علامة ناجعة آتية من السماء، كسُلَّم ملائكة يعقوب (راجع تك 28: 12)، ليهدّئ اضطرابه من خلال إظهار الهدف من الطريق في لحظة الانطلاق. لقد سكنَه توقٌ خفيّ إلى اليقين، لكنّ هذا اليقين ظهرَ إلى العلن عند البشرى بقيامة الرّب يسوع المسيح.
لقد قَبِلَ مخلِّصَنا بضعف توما، واستجاب لتوقه، لكنّه قال له: “لأنّك رأيتَني آمَنتَ. طوبى للذين آمنوا ولم يرَوا”. بهذه الطريقة خَدَمَه كلّ تلاميذه، حتّى في ضعفهم، لكي يحوّلَ هذا الضعف إلى تعاليم لكنيسته وإلى تشجيع لها.