القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 24 أكتوبر – تشرين الأول 2020 “
السبت الحادي والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الخامس بعد الصليب)
تذكار القدّيس العظيم في الشهداء الحارث والذين معه
بروكيمنات الرسائل 1:6
إِفرَحوا بِٱلرَّبِّ وَٱبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقون، وَٱفتَخِروا يا جَميعَ ٱلمُستَقيمي ٱلقُلوب.
-طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت ذُنوبُهُم، وَٱلَّذينَ سُتِرَت خَطاياهُم. (لحن 6)
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 18-12:3
يا إِخوَة، إِذ لَنا مِثلُ هَذا ٱلرَّجاءِ نَتَصَرَّفُ بِجُرأَةٍ كَبيرة.
وَلَيسَ كَموسى ٱلَّذي كانَ يَجعَلُ بُرقُعًا عَلى وَجهِهِ، لِكَي لا يَتَفَرَّسَ بَنو إِسرائيلَ في آخِرَةِ ما يُبطَل.
بَل أُعمِيَت بَصائِرُهُم، لِأَنَّ ذَلِكَ ٱلبُرقُعَ نَفسَهُ باقٍ حَتّى هَذا ٱليَومِ عِندَ قِراءَةِ ٱلعَهدِ ٱلعَتيقِ غَيرَ مَكشوفٍ إِذ يُبطَلُ في ٱلمَسيح.
بَل حَتّى ٱليَومَ، إِذا قُرِئَ موسى، فَعَلى قُلوبِهِم بُرقُعٌ مَوضوع.
لَكِنَّهُم حينَ يَرجِعونَ إِلى ٱلرَّبِّ، يُرفَعُ ٱلبُرقُع.
وَٱلحالُ أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلرّوحُ. وَحَيثُ يَكونُ روحُ ٱلرَّبِّ، فَهُناكَ ٱلحُرِّيَّة.
أَمّا نَحنُ جَميعًا، ٱلنّاظِرينَ بِوَجهٍ مَكشوفٍ مَجدَ ٱلرَّبِّ كَما في مِرآةٍ، فَنَتَحَوَّلُ إِلى تِلكَ ٱلصّورَةِ بِعَينِها مِن مَجدٍ إِلى مَجدٍ، كَما مِنَ ٱلرَّبِّ ٱلرّوح.
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس لوقا 10-1b:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَخَلَ يَسوعُ كَفَرناحوم.
وَكانَ لِقائِدِ مِئَةٍ عَبدٌ مَريضٌ قَد أَشرَفَ عَلى ٱلمَوتِ، وَكانَ عَزيزًا عَلَيه.
فَلَمّا سَمِعَ بِيَسوعَ، أَرسَلَ إِلَيهِ شُيوخَ ٱليَهودِ يَطلُبونَ إِلَيهِ أَن يَأتِيَ وَيُنقِذَ عَبدَهُ.
فَلَمّا جاؤوا إِلى يَسوعَ جَعَلوا يَتَضَرَّعونَ إِلَيهِ بِإِلحاحٍ قائِلين: «إِنَّهُ مُستَحِقٌ أَن تَمنَحَهُ هَذا،
فَهُوَ يُحِبُّ أُمَّتَنا، وَقَد بَنى لَنا ٱلمَجمَع».
فَمَضى يَسوعُ مَعَهُم. وَفيما هُوَ غَيرُ بَعيدٍ عَنِ ٱلبَيتِ، أَرسَلَ إِلَيهِ قائِدُ ٱلمِئَةِ أَصدِقاءَ قائِلاً لَهُ: «يا سَيِّدُ، لا تُتعِب نَفسَك. فَإِنّي لَستُ أَهلاً أَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي.
لِذَلِكَ لَم أَحسَب نَفسي أَهلاً أَن أَجِيءَ إِلَيكَ، وَلَكِن قُل كَلِمَةً فَيَبرَأَ فَتاي.
فَإِنّي أَنا أَيضًا إِنسانٌ مُرَتَّبٌ تَحتَ سُلطانٍ، وَلي جُندٌ تَحتَ يَدي، أَقولُ لِهَذا: إِذهَب! فَيَذهَب، وَلِآخَر: إِئتِ! فَيَأتي، وَلِعَبدي: إِفعَل هٰذا! فَيَفعَل».
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ ذَلِكَ تَعَجَّبَ مِنهُ، وَٱلتَفَتَ إِلى ٱلجَمعِ ٱلَّذي يَتبَعُهُ وَقال: «أَقولُ لَكُم: إِنّي لَم أَجِد مِثلَ هَذا ٱلإيمانِ وَلا في إِسرائيل!»
وَرَجَعَ ٱلمُرسَلونَ إِلى ٱلبَيتِ، فَوَجَدوا ٱلعَبدَ ٱلمَريضَ مُعافًى.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 62
« يا رَبّ، لا تُزعِج نَفسَكَ، فَإِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي »
في قراءة الإنجيل، سمعنا الرّب يسوع يمتدح إيماننا المقرون بالتواضع. حين وعدَ الرّب يسوع قائد المئة بالذهاب إلى بيته ليشفيَ خادِمه، أجابه هذا: “إنّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي، لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي”. فبقوله لست أهلاً، أظهر ذاته أهلاً، لا ليدخل المسيحُ بيته فحسب، بل قلبه أيضًا…
فلو دخل الربّ يسوع بيته بدون أن يلِج قلبه، فإنّه لن يكون له الكثير من السعادة. في الواقع، إنّ الرّب يسوع المسيح، المعلّم في التواضع بمثاله وبكلامه، قد جلس إلى المائدة في بيت فرّيسيّ متكبّر، إسمه سمعان (راجع لو7: 36). ورغم أنّه كان جالسًا إلى مائدته، غير أنّه لم يكن في قلبه: ففي بيت الفرّيسيّ ذاك، لم يكن “لابنِ الإِنسان ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه” (لو 9: 58). أمّا هنا، فكان خلاف ذلك، إذ لم يدخل بيت قائد المئة، لكنّه ملك قلبه…
هكذا إذًا امتدح الربّ إيمان قائد المئة المقرون بالتواضع. فحين قال: “لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي”، أجابه الربّ: “أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل”… لقد أتى الربّ إلى الشعب الإسرائيلي بحسب الجسد، لكي يبحث أوّلاً في هذا الشعب عن الخروف الضّال (راجع لو 15: 4)… ونحن أيضًا، كبشرٍ، لا يُمكننا أبدًا تقييم إيمان البشر الآخرين. إنّ ذاك الذي يرى أعماق القلوب، والذي لا يُضلّه أحدٌ، شهِد عمّا كان قلب ذاك الرجل، سامعًا كلمته المليئة بالتواضع ومانحًا إيّاه بالمقابل كلمةً تشفي.