295views
الثلاثاء الثاني بعد العنصرة
تذكار القدّيس الشهيد يستينوس ورفاقه
بروكيمنات الرسائل 1:3
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 12-4:4
يا إِخوَة، إنَّ ٱلَّذي يَعمَلُ، لا تُحسَبُ لَهُ ٱلأُجرَةُ نِعمَةً بَل دَينًا.
وَأَمّا ٱلَّذي لا يَعمَلُ بَل يُؤمِنُ بِمَن يُبَرِّرُ ٱلكافِرَ، فَإِنَّ إيمانَهُ يُحسَبُ لَهُ بِرًّا.
وَهَكَذا يُعلِنُ داوُدُ أَيضًا ٱلطّوبى لِلإِنسانِ ٱلَّذي يَحسُبُ لَهُ ٱللهُ بِرًّا بِدونِ أَعمالٍ قائِلاً:
«طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت آثامُهُم، وَسُتِرَت خَطاياهُم.
طوبى لِلرَّجُلِ ٱلَّذي لا يَحسُبُ عَلَيهِ ٱلرَّبُّ خَطيئَة».
أَفَلِلخِتانِ فَقَط هَذهِ ٱلطّوبى أَم لِلقَلَفِ أَيضًا؟ فَإِنّا نَقولُ إِنَّ ٱلإيمانَ حُسِبَ لِإِبرَهيمَ بِرًّا.
فَكَيفَ حُسِب؟ أَ إِذ كانَ في ٱلخِتانِ أَم إِذ كانَ في ٱلقَلَف؟ إِنَّهُ لَم يَكُن في ٱلخِتانِ بَل في ٱلقَلَف.
وَقَد أَخَذَ سِمَةَ ٱلخِتانِ خاتَمًا لِبِرِّ ٱلإيمانِ ٱلَّذي كانَ في ٱلقَلَفِ، لِيَكونَ أَبًا لِجَميعِ ٱلَّذينَ يُؤمِنونَ وَهُم في ٱلقَلَفِ، لِكَي يُحسَبَ ٱلبِرُّ لَهُم أَيضًا،
وَأَبًا لِلخِتانِ، لِلَّذينَ لَيسوا مِنَ ٱلخِتانِ فَقَط، بَل يَقتَفونَ أَيضًا آثارَ إيمانِ أَبينا إِبرَهيمَ، ٱلَّذي كانَ لَهُ في ٱلقَلَف.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس متّى 21-15:7
قالَ ٱلرَّبّ: «إِحذَروا مِنَ ٱلأَنبِياءِ ٱلكَذَبَةِ ٱلَّذينَ يَأتونَكُم في ثِيابِ خِرافٍ، وَهُم في ٱلباطِنِ ذِئابٌ خاطِفَة!
مِن ثِمارِهِم تَعرِفونَهُم. هَل يُجتَنى مِنَ ٱلشَّوكِ عِنَبٌ، أَو مِنَ ٱلعَوسَجِ تين؟
هَكذا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثمِرُ ثِمارًا جَيِّدَةً، وَأَمّا ٱلشَّجَرَةُ ٱلرَّديئَةُ فَتُثمِرُ ثِمارًا رَديئَة.
لا تَستَطيعُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَن تُثمِرَ ثِمارًا رَديئَةً، وَلا شَجَرَةٌ رَديئَةٌ أَن تُثمِرَ ثِمارًا جَيِّدَة.
كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقطَعُ وَتُلقى في ٱلنّار.
فَمِن ثِمارِهِم إِذَن تَعرِفونَهُم!
لَيسَ كُلُّ مَن يَقولُ لي: يا رَبُّ، يا رَبُّ، يَدخُلُ مَلَكوتَ ٱلسَّماوات، بلِ ٱلَّذي يَعمَلُ إِرادَةَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
التعليق الكتابي :
القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة 24 عن نشيد الأناشيد
” كُلُّ شَجَرةٍ تُعرَفُ مِن ثَمَرِها ” (لو 6: 44)
إذا كنتم تؤمنون بالمسيح، اعملوا أعمال المسيح، لكي يحيا إيمانكم؛ فتُنشّط المحبّة هذا الإيمان، ويكون العمل له البرهان. أنتم مَن تدّعون المكوث في يسوع المسيح، يجب أن تسيروا مثله. إذا كنتم تسعون إلى المجد، وإذا كنتم تحسدون سعداء هذا العالم، وإذا كنتم تسيئون الكلام بحقّ الغائبين وإذا كنتم تردّون الشرّ بالشرّ، فهذه أمور لم يفعلها المسيح. تقولون إنّكم تعرفون الله، لكنّ أعمالكم تنفي ذلك…: “هذا الشعب يكرّمني بشفتيه وأمّا قلبه فبعيد منّي” (أش29: 13؛ متى15: 8)…
غير أنّ الإيمان، حتّى الإيمان القويم، لا يكفي لصنع القدّيسين ولصنع الأبرار، إذا لم يعمل في المحبّة. فمَن كان بلا محبّة يعجز عن حبّ العروس، كنيسة المسيح. ولا تستطيع الأعمال من دون الإيمان، حتّى الأعمال التي تُنفّذ في البرّ، أن تجعل القلب مستقيمًا. ولا يمكننا أن ننسب البرّ للإنسان الذي لا يُرضي الله؛ إذ إنّه “بِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رضا الله” (عب11: 6). فمَن لا يرضي الله، لا يستطيع الله أن يرضيه. لكن مَن يرضى بالله لا يستطيع أن يغضب الله. ومَن لا يرضى بالله، لا يرضى بالكنيسة العروس أيضًا. فكيف إذًا يكون بارًّا، مَن لا يحبّ الله ولا كنيسته التي قيل فيها: “فلذلكَ أَحبَتك العَذارى” (نش1: 3).
بالنسبة إلى القدّيس، لا يكفي الإيمان من دون الأعمال، ولا الأعمال من دون الإيمان، من أجل استقامة النفس. أيّها الإخوة، نحن المؤمنين بالمسيح، يجب أن نحاول اتّباع طريق قويم. فلنرفع إلى الله قلوبنا وأيدينا معًا، لكي نكون أبرارًا بكليّتنا، فنؤكّد بأعمال البرّ استقامة إيماننا، ونحبّ الكنيسة العروس ويُحبّنا العريس ربّنا يسوع المسيح الذي باركه الله إلى أبد الآبدين.
