القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 10 يناير – كانون الثاني 2021 “
اليوم الرابع بعد الظهور تُطلب فِيهِ رسالة الأربعاء العشرون بعد العنصرة
تذكار أبينا في القدّيسين غريغوريوس أسقف نيصي
البار مركيانوس الكاهن قيّم الكنيسة العظمى
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 30-24:2
يا إِخوَة، أَثِقُ في ٱلرَّبِّ بِأَنّي أَنا نَفسي سَأَقدَمُ أَيضًا عاجِلاً.
وَقَد رَأَيتُ مِنَ ٱللاَّزِمِ أَن أَبعَثَ إِلَيكُم إِبَفرُديتُسَ أَخي، وَمُعاوِني، وَرَفيقي في ٱلتَّجَنُّدِ، وَرَسولُكُم ٱلَّذي خَدَمَني في حاجاتي،
لِأَنَّهُ كانَ مُشتاقًا إِلَيكُم جَميعًا وَمُكتَئِبًا لِسَماعِكُم بِمَرَضِهِ.
فَإِنَّهُ مَرِضَ حَتّى قارَبَ ٱلمَوتَ، لَكِنَّ ٱللهَ قَد رئِفَ بِهِ. وَلَيسَ بِهِ فَقَط، بَل بي أَيضًا لِئَلاَّ يَكونَ لي غَمٌّ عَلى غَمّ.
فَعَجَّلتُ بَعثَهُ، حَتّى إِذا رَأَيتُموهُ ثانِيَةً تَفرَحونَ، وَأَكونُ أَنا أَقَلَّ غَمًّا.
فَٱقبَلوهُ في ٱلرَّبِّ بِكُلِّ فَرَحٍ، وَعامِلوا أَمثالَهُ بِالإِكرام.
فَإِنَّهُ أَشرَفَ عَلى ٱلمَوتِ مِن أَجلِ عَمَلِ ٱلمَسيحِ، مُخاطِرًا بِنَفسِهِ لِيَسُدَّ ما نَقَصَ مِن خِدمَتِكُم لي.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس لوقا 22-18:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ يُصَلّي عَلى ٱنفِرادٍ كانَ تَلاميذُهُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُم قائِلاً: «مَن تَقولُ ٱلجُموعُ إِنّي أَنا؟»
فَأَجابوا: «يَقولونَ إِنَّكَ يوحَنّا ٱلمَعمَدان، وَآخَرون: إِنَّكَ إيلِيّا، وَآخَرون: إِنَّ نَبِيًّا مِنَ ٱلأَقدَمينَ قَد قام».
فَقالَ لَهُم: «وَأَنتُم، مَن تَقولونَ إِنّي أَنا؟» أَجابَ بُطرُسُ وَقال: «إِنَّكَ مَسيحُ ٱلله!»
فَأَوصاهُم مُشَدِّدًا أَلاَّ يَقولوا ذَلِكَ لِأَحَدٍ
قائِلاً: «إِنَّهُ يَنبَغي لِٱبنِ ٱلإِنسانِ أَن يَتَأَلَّمَ كَثيرًا، وَأَن يَرذُلَهُ ٱلشُّيوخُ وَرُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةُ، وَأَن يُقتَلَ، وَيَقومَ في ٱليَومِ ٱلثّالِث».
التعليق الكتابي :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
الإرشاد الرسولي: سرّ المحبّة (Sacramentum caritatis)، العدد 77
«ومَن أَنا في قَولِكُم أَنتم؟»
يجب الاعتراف بأنّ أحد أخطر تأثيرات العلمانيّة (في المجتمع) يتمثّل بواقعة حصر الإيمان المسيحي ضمن هوامش الوجود، كأنّ هذا الإيمان غير مجدٍ في كلّ ما يتعلّق بالحياة اليوميّة للبشر. إنّ فشل نمط الحياة الّذي يعتبر “أنّ الله غير موجود” أصبح الآن واضحًا أمام عيون الجميع. لذلك، أصبح ضروريًّا اليوم إعادة اكتشاف أنّ الرّب يسوع المسيح ليس مجرّد قناعة شخصيّة أو عقيدة نظريّة، بل هو شخص واقعي، أدّى دخوله في التاريخ إلى تجديد حياة الجميع.
لذا، فإنّ الإفخارستيا، كمنبع وكقمّة لحياة الكنيسة ولمهمّتها، يجب أن تُترجم من خلال الرُّوحانيّة، ومن خلال الحياة “وفقًا للرُّوح” (راجع رو 8: 4؛ غل 5: 16+25). بالفعل، إنّه لأمر معبّر أن يقوم القدّيس بولس، في المقطع من الرسالة إلى أهل رومة حيث يدعو إلى عيش العبادة الرُّوحيّة الحقيقيّة، بالتذكير في الوقت عينه بضرورة تغيير نمط العيش والتفكير: “لا تَتشَبَّهُوا بِهذِه الدُّنيا، بل تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم لِتَتَبيَّنوا ما هي مَشيئَةُ الله، أَي ما هو صالِحٌ وما هو مَرْضِيٌّ وما هو كامِل” (رو 12: 2). بهذه الطريقة، أشار رسول الأمم إلى الرّابط بين العبادة الروحيّة الحقيقيّة (رو 12: 1)، وضرورة إيجاد طريقة جديدة لفهم الوجود ولإدارة الحياة. إنّ تجديد طريقة التفكير هو جزء لا يتجزّأ من الشكل الإفخارستي للحياة المسيحيّة، “فإِذا تَمَّ ذلِكَ لم نَبْقَ أَطْفالاً تَتقاذَفُهم أَمْواجُ المَذاهِب” (أف 4: 14).