القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 6 أبريل – نيسان 2022 “
الأربعاء قبل الشعانين
تذكار أبينا البار إفتيخيوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة
بروكيمنات الرسائل
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 13-7:4
يا إِخوَة، لِكُلِّ واحِدٍ مِنّا أُعطِيَت ٱلنِّعمَةُ عَلى مِقدارِ مَوهِبَةِ ٱلمَسيح.
لِذَلِكَ يَقول: «لَمّا صَعِدَ إِلى ٱلعُلى سَبى سَبيًا وَأَعطى ٱلنّاسَ عَطايا».
فَكَونُهُ صَعِدَ هَل هُوَ إِلاّ أنَّهُ نَزَلَ أَوَّلاً إِلى أَسافِلِ ٱلأَرض؟
فٱلَّذي نَزَلَ هُوَ نَفسُهُ ٱلَّذي صَعِدَ أَيضًا فَوقَ ٱلسَّماواتِ كُلِّها، لِيَملَأَ كُلَّ شَيء.
وَهُوَ ٱلَّذي جَعَلَ بَعضًا رُسُلاً، وَبَعضًا أَنبِياءَ، وَبَعضًا مُبَشِّرينَ، وَبَعضًا رُعاةً وَمُعَلِّمينَ،
لِأَجلِ تَكميلِ ٱلقِدّيسينَ، لِأَجلِ عَمَلِ ٱلخِدمَةِ، لِأَجلِ بُنيانِ جَسَدِ ٱلمَسيحِ،
إِلى أَن نَنتَهِيَ جَميعُنا إِلى وَحدَةِ ٱلإيمانِ وَمَعرِفَةِ ٱبنِ ٱللهِ، إِلى رَجُلٍ كامِلٍ، إِلى مِقدارِ قامَةِ مِلءِ ٱلمَسيح.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس لوقا 21-16:12
قالَ ٱلرَّبُّ هَذا ٱلمَثَل: «إِنسانٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت ضَيعَتُهُ،
فَجَعَلَ يُفَكِّرُ في نَفسِهِ قائِلاً: ماذا أَفعَلُ، فَإِنَّهُ لَيسَ لي مَوضِعٌ أَخزُنُ فيهِ غِلالي؟
ثُمَّ قال: أَفعَلُ هَذا: أَهدِمُ أَهرائي وَأَبني أَوسَعَ مِنها، وَأَخزُنُ هُناكَ جَميعَ غِلالي وَخَيراتي،
وَأَقولُ لِنَفسي: يا نَفسِ، لَكِ خَيراتٌ كَثيرَةٌ مَوضوعَةٌ لِسِنينَ كَثيرَة. فَٱستَريحي وَكُلي وَٱشرَبي وَتَنَعَّمي!
فَقالَ لَهُ ٱلله: يا جاهِل! في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ تُطلَبُ مِنكَ نَفسُكَ، فَهَذا ٱلَّذي أَعدَدتَهُ لِمَن يَكون؟
هَكذا مَن يَدَّخِرُ لِنَفسِهِ وَلا يَغتَني لِأَجلِ ٱلله». وَلَمّا قالَ هَذا صاح: «مَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!
التعليق الكتابي :
القدّيس باسيليوس (نحو 330 – 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة
العظة 6، عن الغِنى
«ماذا أَعمَل؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي»
“ماذا أَعمَل؟… أَهدِمُ أَهرائي وأَبْني أَكبرَ مِنها”! لماذا أنتجت هذه الأرض هذا الكم من الخيرات لإنسان لا يعرف أن يستخدم غلّته؟ ذلك لكي نرى طيبة الله اللامتناهية ونعمته على الكلّ. “لأنّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأشرارِ والأخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأبرارِ والفُجّار” (مت 5: 45) … هكذا كانت بركة الله على ذلك الإنسان الغني: أرض خصبة، طقس جيّد، بذر وافر، ثيران للفلاحة، وكلّ ما يضمن النجاح. بالمقابل، ماذا يفعل ذلك الزارع؟ مزاج سيّء، بغض وأنانيّة. تلك كانت طريقته لشكر مانحه النعمة.
إنّ ذلك الغنيّ نسي أنّنا ننتمي كلّنا إلى الطبيعة البشريّة نفسها، إذ لم يفكّر في توزيع الفائض على الفقراء؛ لم يأخذ بعين الاعتبار الوصايا الإلهية: “لا تَمنعِ الإِحْسانَ عن أَهلِه إِذا كان في يَدِكَ أَن تَصنَعَه” (أم 3: 27)، “لا تُفارِقْكَ الرَّحمَةُ والحَقّ، بَلِ اْشدُدْهما في عُنُقِكَ واْكتُبْهما على لَوحَ قَلبِكَ” (أم 3: 3) أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو… أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ” (إش 58: 6-7). إن كلام الأنبياء والحكماء بأجمعهم كأنّي به موجّه نحو هذا الغني، لكنّه رفض الإصغاء إليه. إنّ أهراءه ضاقت لتخزين القمح كلّه، لكنّ قلبه كان جائعًا. لم يكن يريد أن يتخلّص من أيّ كميّة بالرغم من عدم استطاعته تخزين كلّ شيء. كان هذا الموضوع يزعجه وكان يتساءل باستمرار “ماذا أَعمَل؟” مَن يمكنه ألاّ يشفق على إنسان مهووس كهذا؟ كانت الوفرة تجعله حزينًا… كان يرثي نفسه كالمعوزين: “ماذا أفعل؟ كيف أحصل على الطعام والملبس؟”
اعترف أيّها الإنسان بالذي أعطاك تلك الوفرة. فكّر بنفسك قليلاً: مَن أنت؟ مَن أوصاك بتلك المهمّة؟ لماذا تمّ اختيارك؟ إنّك خادم الله الطيّب؛ من واجبك خدمة رفاقك… “ماذا أَعمَل؟” الجواب سهل: “سأًشْبِعُ الجائعين، وأدعو الفقراء… تعالوا أيّها الجياع والعطاش، هلمّوا وانهلوا من العطايا الممنوحة من الله والتي تتدفّق كالنبع الجاري”.