stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 4 يونيو – حزيران 2022 “

246views

سبت الراقدين

تذكار أبينا في القدّيسين متروفانيس رئيس أساقفة القسطنطينيّة

بروكيمنات الرسائل

نُفوسُهُم في ٱلخَيراتِ تَسكُن، وَذُرِّيَتَهُم تَرِثُ ٱلأَرض.
-إِلَيكَ يا رَبُّ أَصرُخ، إِلَهي لا تَتَصامَم عَنّي. (لحن 6)

سفر أعمال الرسل 31-1:28

في تلكَ الأيَّام، لمّا نَجا الذينَ معَ بُولُسَ مِن سفرِ البَحر، عَرَفوا أَنَّ ٱلجَزيرَةَ تُسَمّى مالِطَة.
فَعامَلَنا ٱلبَرابِرَةُ بِمُؤانَسَةٍ غَيرَ ٱعتِيادِيَّةٍ، لِأَنَّهُم قَد أَضرَموا نارًا وَقَبِلونا كُلَّنا عِندَهُم بِسَبَبِ ٱلمَطَرِ ٱلهاطِلِ وَٱلبَرد.
وَجَمَعَ بولُسُ كَثيرًا ٱلحَطَبِ وَوَضَعَهُ عَلى ٱلنّارِ، فَخَرَجَت مِنَ ٱلحَرارَةِ أَفعى وَنَشِبَت في يَدِهِ.
فَلَمّا رَأى ٱلبَرابِرَةُ ٱلحَيَوانَ مُتَعَلِّقًا بِيَدِهِ قالَ بَعضُهُم لِبَعض: «لا جَرَمَ أَنَّ هَذا ٱلرَّجُلَ قاتِل. فَإِنَّهُ بَعدَ أَن نَجا مِنَ ٱلبَحرِ لَم يَدَعهُ ٱلعَدلُ يَحيا».
لَكِنَّهُ قَد نَفَضَ ٱلحَيَوانَ إِلى ٱلنّارِ وَلَم يَمَسَّهُ أَذًى.
وَأَمّا هُم فَكانوا يَتَوَقَّعونَ أَنَّهُ سَيَنتَفِخُ أَو يَسقُطُ بَغتَةً مَيتًا. وَلَمّا طالَ ٱنتِظارُهُم وَرَأَوا أَنَّهُ لَم يُصِبهُ ضَرَرٌ، تَغَيَّروا وَجَعَلوا يَقولون: «إِنَّهُ إِلَه!»
وَكانَ في نَواحي ذَلِكَ ٱلمَكانِ ضِياعٌ لِكَبيرِ ٱلجَزيرَةِ ٱلمُسَمّى بُبلِيوسَ، ٱلَّذي قَبِلَنا وَأَضافَنا بِلُطفٍ ثَلاثَةَ أَيّام.
وَكانَ أَبو بُبلِيوسَ مُلقًى قَد أَخَذَتهُ ٱلحُمّى وَٱلزُّحارُ، فَدَخَلَ إِلَيهِ بولُسُ وَصَلّى وَوَضَعَ يَدَيهِ عَلَيهِ فَشَفاه.
وَبَعدَ حُدوثِ ذَلِكَ، كانَ جَميعُ ٱلَّذينَ بِهِم أَمراضٌ في ٱلجَزيرَةِ يَأتونَ إِلَيهِ وَيُشفَون.
فَأَكرَمونا إِكرامًا جَزيلاً، وَعِندَ إِقلاعِنا زَوَّدونا ما نَحتاجُ إِلَيه.
وَبَعدَ ثَلاثَةِ أَشهُرٍ أَقلَعنا في سَفينَةٍ مِنَ ٱلإِسكَندَرِيَّةِ، كانَت قَد شَتَت في ٱلجَزيرَةِ، وَعَلَيها عَلامَةُ ٱلجَوزاء.
فَأَرسَينا في سِراكوسا وَمَكَثنا هُناكَ ثَلاثَةَ أَيّام.
ثُمَّ مِن هُناكَ دُرنا وَأَقبَلنا إِلى راجِيون. وَبَعدَ يَومٍ هَبَّت ريحُ ٱلجَنوبِ، فَأَتَينا في ٱليَومِ ٱلثّاني إِلى بوطِيولَ،
حَيثُ وَجَدنا إِخوَةً، فَسَأَلونا أَن نَمكُثَ عِندَهُم سَبعَةَ أَيّام. وَهَكذا جِئنا إِلى رومَة.
وَهُناكَ لَمّا سَمِعَ ٱلإِخوَةُ بِخَبَرِنا، خَرَجوا لِلِقائِنا إِلى سوقِ أَبِّيوسَ وَٱلحَوانيتِ ٱلثَّلاثَةِ، وَإِذ رَآهُم بولُسُ، شَكَرَ ٱللهَ وَتَشَجَّع.
وَلَمّا دَخَلنا رومَةَ، سَلَّمَ قائِدُ ٱلمِئَةِ ٱلأَسرى إِلى قائِدِ ٱلمُعَسكَر. وَأَمّا بولُسُ، فَأُذِنَ لَهُ أَن يُقيمَ وَحدَهُ مَعَ ٱلجُندِيِّ ٱلَّذي يَحرُسُهُ.
وَبَعدَ ثَلاثَةِ أَيّامٍ دَعا بولُسُ وُجوهَ ٱليَهود. فَلَمّا ٱجتَمَعوا قالَ لَهُم: «أَيُّها ٱلرِّجالُ ٱلإِخوَةُ، مَعَ أَنّي لَم أَصنَع شَيئًا بِحَقِّ ٱلشَّعبِ وَسُنَنِ آبائِنا، قَد أُسلِمتُ مِن أورَشَليمَ إِلى أَيدي ٱلرّومانِيّينَ أَسيرًا.
وَهَؤلاءِ بَعدَ أَن فَحَصوني أَرادوا أَن يُطلِقوني، لِأَنَّها لَم تَكُن فِيَّ عِلَّةٌ توجِبُ ٱلمَوت.
لَكِنَّ ٱليَهودَ قاوَموا، فَٱضطُرِرتُ أَن أَرفَعَ دَعوايَ إِلى قَيصَرَ، لا كَأَنَّ عِندي شَيئًا أَشكو بِهِ أُمَّتي.
فَلِذَلِكَ دَعَوتُكُم لِأَراكُم وَأُكَلِّمُكُم، لِأَنّي مِن أَجلِ رَجاءِ إِسرائيلَ أَنا موثَقٌ بِهَذِهِ ٱلسِّلسِلَة».
وَأَمّا هُم فَقالوا لَهُ: «لَم تَبلُغنا مِنَ ٱليَهودِيَّةِ كُتُبٌ في أَمرِكَ، وَلا قَدِمَ أَحَدٌ مِنَ ٱلإِخوَةِ يُخبِرُنا أَو يُكَلِّمُنا عَنكَ بِشَيءٍ مِنَ ٱلسّوء.
بَيدَ أَنّا نَرومُ أَن نَسمَعَ مِنكَ ماذا تَرى. فَإِنَّهُ مِن جِهَةِ هَذا ٱلمَذهَبِ، مَعلومٌ عِندَنا أَنَّهُ يُقاوَمُ في كُلِّ مكان».
وَإِذ عَيَّنوا لَهُ يَومًا أَتى إِلَيهِ في مَنـزِلِهِ عَدَدٌ أَكبَر. فَطَفِقَ يَشرَحُ لَهُم شاهِدًا بِمَلَكوتِ ٱللهِ، وَمُقنِعًا إِيّاهُم في ما يَخُصُّ يَسوعَ مِن ناموسِ موسى وَمِنَ ٱلأَنبِياءِ، مِنَ ٱلصَّباحِ إِلى ٱلمَساء.
فَكانَ بَعضُهُم يَقتَنِعُ بِما قيلَ وَبَعضُهُم لا يُؤمِن.
وَلَمّا لَم يَتَّفِقوا فيما بَينَهُم وَأَخَذوا يَنصَرِفونَ، ٱكتَفى بولُسُ بِأَن قال: «حَسَنًا كَلَّمَ ٱلرّوحُ ٱلقُدُسُ آباءَكُم بِأَشَعيا ٱلنَّبيِّ
قائِلاً: إِنطَلِق إِلى هَذا ٱلشَّعبِ وَقُل: سَماعًا تَسمَعونَ وَلا تَفهَمونَ، وَنَظَرًا تَنظُرونَ وَلا تُبصِرون.
لِأَنَّهُ قَد غَلُظَ قَلبُ هَذا ٱلشَّعبِ، وَثَقُلَت آذانُهُم عَنِ ٱلسَّماعِ، وَأَغمَضوا عُيونَهُم. لِئَلاّ يُبصِروا بِأَعيُنِهِم وَلا يَسمَعوا بِآذانِهِم وَلا يَفهَموا بِقُلوبِهِم وَيَرجِعوا إِلَيَّ، فَأَشفِيَهُم.
فَليَكُن مَعلومًا عِندَكُم أَنَّ خَلاصَ ٱللهِ هَذا قَد أُرسِلَ إِلى ٱلأُمَمِ، وَهُم يَسمَعونَهُ».
وَلَمّا قالَ هَذا خَرَجَ ٱليَهودُ، وَلَهُم مُباحَثَةٌ كَثيرَةٌ فيما بَينَهُم.
وَأَقامَ بولُسُ سَنَتَينِ كامِلَتَينِ في بَيتٍ ٱستَأجَرَهُ. وَكانَ يَقبَلُ جَميعَ ٱلَّذينَ يَقصِدونَهُ،
مُبَشِّرًا بِمَلَكوتِ اللهِ، وَمُعَلِّمًا ما يَختَصُّ بِٱلرَّبِّ يَسوعَ ٱلمَسيحِ بِكُلِّ جُرأَةٍ وَبِلا مانِع.

هلِّلويَّات الإنجيل

طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-إِستَجِب لَنا يا أَللهُ مُخَلِّصَنا، يا رَجاءَ جَميعِ أَقاصي ٱلأَرضِ وَٱلَّذينَ في ٱلبَحرِ بَعيدًا. (لحن 8)

إنجيل القدّيس يوحنّا 25-15b:21

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَظهَرَ يَسوعُ نَفسَهُ لِتَلاميذِهِ مِن بَعدِ ما قامَ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ، وَقالَ لِسِمعانَ بُطرُس: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثرَ مِن هَؤُلاء؟» قالَ لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ: «إِرعَ خِرافي».
قالَ لَهُ ثانِيَةً: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» قالَ لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ: «إِرعَ غَنَمي».
قالَ لَهُ ثالِثَةً: «يا سِمعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني؟» فَحَزِنَ بُطرُسُ لِأَنَّهُ قالَ لَهُ مَرَّةً ثالِثَةً: أَتُحِبُّني؟ فَقالَ لَهُ: «يا رَبُّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء. أَنتَ تَعرِفُ أَنّي أُحِبُّكَ». قالَ لَهُ يَسوع: «إِرعَ غَنَمي.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكَ: إِذ كُنتَ شابًّا، كُنتَ تُمَنطِقُ ذاتَكَ وَتَذهَبُ حَيثُ تَشاء. فَإِذا شِختَ، فَسَتَمُدُّ يَدَيكَ، وَآخَرُ يُمَنطِقُكَ وَيَذهَبُ بِكَ حَيثُ لا تَشاء».
وَإِنَّما قالَ هَذا، لِيَدُلَّ بِأَيَّةِ ميتَةٍ سَوفَ يُمَجِّدُ ٱلله. وَلَمّا قالَ هَذا، قالَ لَهُ: «إِتبَعني».
فَٱلتَفَتَ بُطرُسُ، فَرَأى ٱلتِّلميذَ ٱلَّذي كانَ يَسوعُ يُحِبُّهُ يَتبَعُهُ، وَهُوَ ٱلَّذي كانَ ٱتَّكَأَ في ٱلعَشاءِ عَلى صَدرِهِ، وَقال: «يا رَبُّ، مَنِ ٱلَّذي يُسلِمُكَ؟»
فَلَمّا رَآهُ بُطرُسُ، قالَ لِيَسوع: «يا رَبُّ، ما لِهَذا؟»
قالَ لَهُ يَسوع: «إِن شِئتُ أَنا أَن يَثبُتَ إِلى أَن أَجيءَ، فَماذا لَكَ؟ أَنتَ ٱتبَعني!»
فَشاعَ بَينَ ٱلإِخوَةِ هَذا ٱلقول: إِنَّ ذَلِكَ ٱلتِّلميذَ لا يَموت! وَلَم يَقُل لَهُ يَسوعُ إِنَّهُ لا يَموتُ بَل: «إِن شِئتُ أَنا أَن يَثبُتَ إِلى أَن أَجيءَ، فَماذا لَكَ؟»
هَذا هُوَ ٱلتِّلميذُ ٱلشّاهِدُ بِهَذِهِ ٱلأُمورِ وَٱلكاتِبُ لَها، وَقَد عَلِمنا أَنَّ شَهادَتَهُ حَقّ.
وَأَشياءُ أُخَرُ كَثيرَةٌ صَنَعَها يَسوعُ، لَو أَنَّها كُتِبَت واحِدًا فَواحِدًا، لَما ظَنَنتُ أَنَّ ٱلعالَمَ نَفسَهُ يَسَعُ ٱلصُّحُفَ ٱلمَكتوبَة. آمين

التعليق الكتابي :

القديس يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما
عظة في باريس في 30 أيار 1980

«يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟ »

“أتحبّ؟… أتحبّني؟…”. هذا السؤال الثلاثي “أتحبّني؟” رافق بطرس طوال الطريق الذي سلكه، حتّى موته. وبات جوابه على هذا السؤال بالتحديد المرجع الذي حدّد على أساسه أفعاله ونشاطاته. لمّا استُدعي للمثول أمام المجمع. لمّا ألقي في السجن في أورشليم، حيث كان يفترض أن يبقى، لكنّه خرج رغم ذلك. وفي إنطاكية أيضًا… ومنها إلى الأبعد… إلى روما. وحين ناضل في روما حتّى آخر أيّام حياته، عرف قوّة الكلمات التي ذكرت أنّ أحدهم قاده إلى حيث لا يريد. كما عرف أيضًا أنّه بفضل قوّة هذه الكلمات، كانت الكنيسة تواظب “على تَعليمِ الرُّسُل والمُشاركة وكَسْرِ الخُبزِ والصَّلَوات… وكانَ الرَّبُّ كُلَّ يَومٍ يَضُمُّ إِلى الجَماعَةِ أُولئِكَ الَّذينَ يَنالونَ الخَلاص” (أع 2: 42 + 47).

حمل بطرس سؤال “أتحبّني؟” أينما ذهب، إذ لم يعد باستطاعته التخلّي عنه. حمله عبر العصور والأجيال، وزرعه وسط شعوب جديدة وأمم جديدة… سأله بكلّ لغات الأرض ولوّنه بكلّ أعراقها. بقي سؤال بطرس له وحده، ولكنّه لم يبقَ وحيدًا. أتى الكثيرون من بعده ليطرحوا هذا السؤال على أنفسهم. لقد فهم رجال ونساء كثر، بالأمس واليوم، أنّ الوجود لا يجد معناه، وماهيّته وصيرورته إلاّ بمقدار ما يستطيع الإجابة عن الإشكاليّة الكبرى “أتحبّ؟ أتحبّني؟”. هؤلاء جميعهم أعطوا الجواب، بطريقة كاملة وتامّة – جواب بطولي – أو بطريقة عاديّة ومألوفة. بفضل هذا السؤال فقط، تستحقّ الحياة أن تُعاش.