القراءات اليومية بحسب طقس الرّوم الملكيّين ” 26أغسطس – آب 2021 “
الخميس الرابع عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيسَين الشهيدَين أدريانوس وناتاليا
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 1:1-3. 20-24. 1:2-5
مِن بولُسَ، ٱلَّذي هُوَ رَسولٌ لا مِن قِبَل ٱلبَشَرِ وَلا بِإِنسانٍ، بَل بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ وَٱللهِ ٱلآبِ ٱلَّذي أَقامَهُ مِن بَينِ ٱلأَمواتِ،
وَمِن جَميعِ ٱلإِخوَةِ ٱلَّذينَ مَعي، إِلى كَنائِسِ غَلاطِيَة:
أَمّا ما أَكتُبُ بِهِ إِلَيكُم، فَهاءَنَذا أَمامَ ٱللهِ لا أَكذِبُ فيه.
ثُمَّ أَتَيتُ إِلى أَقاليمِ سُورِيَّةَ وَكيليكِيَة.
لَكِنّي لَم أَكُن مَعروفًا بِٱلوَجهِ لَدى كَنائِسِ ٱليَهودِيَّةِ ٱلَّتي في ٱلمَسيح.
وَإِنَّما كانوا يَسمَعون: «أَنَّ ٱلَّذي كانَ حينًا يَضطَهِدُنا، يُبَشِّرُ ٱلآنَ بِٱلإيمانِ ٱلَّذي كانَ حينًا يُدَمِّرُهُ».
فَكانوا يُمَجِّدونَ ٱللهَ فِيَّ.
ثُمَّ إِنّي بَعدَ أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً عُدتُ فَصَعِدتُ إِلى أورَشَليمَ مَعَ بَرنابا، مُستَصحِبًا تيطُسَ أَيضًا.
وَكانَ صُعودي عَن وَحيٍ. وَعَرَضتُ عَلَيهِمِ ٱلإِنجيلَ ٱلَّذي أَكرِزُ بِهِ في ٱلأُمَمِ، وَلَكِن في خَلوَةٍ عَلى ذَوي ٱلإِعتِبارِ، لِئَلاَّ أَسعى أَو أَكونَ قَد سَعَيتُ باطِلاً.
بَل وَلا تِيطُسُ ٱلَّذي كانَ مَعي، وَهُوَ يونانِيٌّ ٱضطَرَّ إِلى ٱلخِتان.
وَلا لِأَجلِ ٱلإِخوَةِ ٱلكَذَبَةِ ٱلدُّخَلاءِ، ٱلَّذينَ دَخَلوا خِلسَةً لِيَتَجَسَّسوا حُرِّيَتَنا، ٱلَّتي لَنا في ٱلمَسيحِ يَسوعَ، حَتّى يَستَعبِدونا.
فَلَم نَنقَد لَهُم خاضِعينَ وَلا ساعَةً، لِكَي يَدومَ لَكُم حَقُّ ٱلإِنجيل.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس مرقس 1:5-20
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَتى يَسوعُ إِلى عِبرِ ٱلبَحرِ إِلى بُقعَةِ ٱلغَدَرِيّين.
وَحالَما خَرَجَ مِنَ ٱلسَّفينَةِ ٱستَقبَلَهُ مِنَ ٱلقُبورِ إِنسانٌ بِهِ روحٌ نَجِس.
وَكانَ يَسكُنُ في ٱلقُبورِ، وَلَم يَكُن أَحَدٌ يَقدِرُ أَن يوثِقَهُ وَلا بِٱلسَّلاسِلِ،
لِأَنَّهُ كَثيرًا ما أُوثِقَ بِقُيودٍ وَسَلاسِل. فَحَطَّمَ ٱلقُيودَ، وَلَم يَقوَ أَحَدٌ عَلى قَمعِهِ.
وَكانَ عَلى ٱلدَّوامِ لَيلاً وَنَهارًا في ٱلقُبورِ وَفي ٱلجِبالِ يَصيحُ وَيُهَشِّمُ نَفسَهُ بِٱلحِجارَة.
فَلَمّا رَأى يَسوعَ عَن بُعدٍ بادَرَ وَسَجَدَ لَهُ،
وَصاحَ بِصَوتٍ عَظيمٍ وَقال: «ما لي وَلَكَ يا يَسوعُ ٱبنَ ٱللهِ ٱلعَليّ؟ أَستَحلِفُكَ بِٱللهِ أَلاَّ تُعَذِّبَني!»
لِأَنَّهُ كانَ يَقولُ لَهُ: «أُخرُج مِن هَذا ٱلإِنسانِ أَيُّها ٱلرّوحُ ٱلنَّجِس».
وَسَأَلَه: «ما ٱسمُكَ؟» فَقال: «إِسمي جَوقَةٌ، لِأَنّا كَثيرون».
وَطَلَبَ إِلَيهِ بِإِلحاحٍ أَلاَّ يُرسِلَهُ إِلى خارِجِ ٱلبُقعَة.
وَكانَ هُناكَ عِندَ ٱلجِبالِ قَطيعٌ كَبيرٌ مِنَ ٱلخَنازيرِ يَرعى.
فَطَلَبَ إِلَيهِ كُلُّ ٱلشَّياطينِ قائِلين: «أَرسِلنا إِلى ٱلخَنازيرِ لِنَدخُلَ فيها».
فَفي ٱلحالِ أَذِنَ لَهُم يَسوع. فَخَرَجَتِ ٱلأَرواحُ ٱلنَّجِسَةُ وَدَخَلَت في ٱلخَنازيرِ، فَوَثَبَ ٱلقَطيعُ عَنِ ٱلجُرُفِ إِلى ٱلبَحرِ، وَكانَ نَحوَ أَلفَينِ، فَٱختَنَقَ في ٱلبَحر.
أَمّا رُعاةُ ٱلخَنازيرِ فَهَرَبوا، وَأَخبَروا في ٱلمَدينَةِ وَفي ٱلحُقول. فَخَرَجَ ٱلنّاسُ لِيَنظُروا ما حَدَث.
وَأَتَوا إِلى يَسوعَ، فَرَأَوا مَن كانَ بِهِ ٱلشَّيطانُ جالِسًا لابِسًا صَحيحَ ٱلعَقلِ، فَخافوا.
وَأَخبَرَهُمُ ٱلنّاظِرونَ بِما جَرى لِلَّذي كانَ بِهِ ٱلشَّيطانُ، وَبِأَمرِ ٱلخَنازير.
فَجَعَلوا يَطلُبونَ إِلَيهِ أَن يَنصَرِفَ عَن تُخومِهِم.
وَلَمّا رَكِبَ ٱلسَّفينَةَ جَعَلَ ٱلَّذي بِهِ ٱلشَّيطانُ يَطلُبُ إِلَيهِ أَن يَكونَ مَعَهُ.
فَلَم يَدَعهُ يَسوعُ بَل قالَ لَهُ: «إِمضِ إِلى بَيتِكَ إِلى ذَويكَ، وَخَبِّرهُم بِكُلِّ ما صَنَعَ ٱلرَّبُّ إِلَيكَ وَبِرَحمَتِهِ لَكَ».
فَذَهَبَ وَطَفِقَ يُنادي في ٱلعَشرِ ٱلمُدُنِ بِكُلِّ ما صَنَعَ يَسوعُ إِلَيهِ، وَكانَ ٱلجَميعُ يَتَعَجَّبون.
التعليق الكتابيّ
تأمّلات حول الأناجيل، 194
«وَبَينَما هُوَ يَركَبُ ٱلسَّفينَة، سَأَلَهُ ٱلَّذي كانَ مَمسوسًا أَن يَصحَبَهُ. فَلَم يَأذَن لَهُ»
إن الكمال الحقيقي والأحد ليس في إمكانية عيش هذا النوع من الحياة أو ذلك، بل في فعل مشيئة الله؛ وهو في عيش الحياة كما أرادها الله لنا وحيثما أرادها، وعيشها كما قد يعيشها الله. لذلك عندما يترك لنا الخيار، دعونا إذا نسعى أن نسير على خُطاه ما أمكن وأن نتشارك حياته كما كانت، على غرار الرُّسل خلال حياته وحتى بعد مماته فإن المحبة تدفعنا إلى تقليد هذه الحياة. فإن كان الله يترك لنا هذا الخيار وهذه الحرية فذلك لأنه يريدنا أن نشدّ الشراع على نسمة الحب النقي وأن نركض “خلف رائحة عطره الطيبة” (راجع نش 1: 4) في تقليدٍ دقيق للقديس بطرس والقديس بولس…
وإن كان الله يريد أن يُخرجنا عن هذا الدرب الكاملة والجميلة لوقت قصير أو بصورة دائمة، فدعونا لا نجزع أو نتفاجأ فتصاميم الربّ غامضة، ويمكنه أن يُحقق في منتصف المسار أو نهايته ما حققه في “ناحِيَةِ ٱلجَراسِيّين” في البداية لمن كان به روحٌ نجس. دعونا نُطيعه ونفعل مشيئته… ودعونا نمضي إلى حيث يشاء ودعونا نعيش نوع الحياة الذي تصممه مشيئته لنا. ولكن لنتقرّب منه في كل مكان وبكل قوتنا ولنكن في جميع الحالات وجميع الظّروف على صورته كما كان ليتصرف أو يكون هو لو أنَّ إرادة أبيه وضعته في هذه الحالة كما وضعتنا.