القراءات اليومية حسب الطقس اللاتيني” 7 نوفمبر – تشرين الثاني 2019 “
الخميس الحادي والثلاثون من زمن السنة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 12-7:14
أَيُّها ٱلإِخوَة، ما مِن أَحَدٍ مِنّا يَحيا لِنَفسِهِ وَما مِن أَحَدٍ يَموتُ لِنَفسِهِ.
فَإِذا حَيِينا فَلِلرَّبِّ نَحيا، وَإِذا مُتنا فَلِلرَّبِّ نَموت. سَواءٌ حَيِينا أَم مُتنا فَإِنَّنا لِلرَّبّ.
فَقَد ماتَ ٱلمَسيحُ وَعادَ إِلى ٱلحَياةِ لِيَكونَ رَبَّ ٱلأَمواتِ وَٱلأَحياء.
فَما بالُكَ يا هَذا تَدينُ أَخاك؟ وَما بالُكَ يا هَذا تَزدَري أَخاك؟ سَنمثُلُ جَميعًا أَمامَ مَحكَمَةِ ٱلله.
فَقَد وَرَدَ في ٱلكِتاب: «يَقولُ ٱلرَّبّ: بِحَقّي أَنا ٱلحَيّ، لي تَجثو كُلُّ رُكبَة، وَيُسَبِّحُ بِحمَدٍ ٱللهَ كُلُّ لِسان».
إِنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنّا سَيُؤدّي إِذًا عَن نَفسِهِ حِسابًا لله.
سفر المزامير 14-13.4.1:(26)27
أَلرَّبُّ نوري وَخَلاصي فَمِمَّن أَخاف؟
أَلرَّبُّ حِصنُ حَياتي، فَمِمَّن أَفزَع؟
أَمرًا واحِدًا سَأَلتُ ٱلرَّبَّ وَهُوَ طِلبَتي
أَن ٱسكُنَ بَيتَ ٱلرَّبِّ جَميعَ أَيَّامِ حَياتي
لِكَي أُشاهِدَ نَعيمَ ٱلمَولى
وَأَتَمَتَّعَ بِهَيكَلِهِ مُتَأَمِّلا
أَيقَنتُ أنّي سَأَرى جَودَةَ ٱلرَّبّ في أَرضِ ٱلأَحياء
تَوَكَّل عَلى ٱلمَولى وَكُن مُتَشَدِّدا
وَليَتَشَجَّع قَلبُكَ، وَٱعقِد عَلى ٱلمَولى ٱلرَّجاء
إنجيل القدّيس لوقا 10-1:15
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ ٱلعَشّارونَ وَٱلخاطِئونَ يَدنونَ مِن يَسوعَ جَميعًا لِيَستَمِعوا إِلَيه.
فَكانَ ٱلفِرّيسِيّونَ وَٱلكَتَبَةُ يَقولونَ مُتَذَمِّرين: «هَذا ٱلرَّجُلُ يَستَقبِلُ ٱلخاطِئينَ وَيَأكُلُ مَعَهُم!»
فَضَرَبَ يَسوعُ لَهُم هَذا ٱلمَثَل، وَقال:
«أَيُّ ٱمرِئٍ مِنكُم إِذا كانَ لَهُ مائَةُ خَروفٍ فَأَضاعَ واحِدًا مِنها، لا يَترُكُ ٱلتِّسعَةَ وَٱلتِّسعينَ في ٱلبَرِّيَّة، وَيَسعى إِلى ٱلضّالِّ حَتّى يَجِدَهُ؟
فَإِذا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلى كَتِفَيهِ فَرِحًا،
وَرَجَعَ بِهِ إِلى ٱلبَيت، وَدَعا ٱلأَصدِقاءَ وَٱلجيران، وَقالَ لَهُم: إِفرَحوا مَعي، فَقَد وَجَدتُ خَروفِيَ ٱلضّالّ!
أَقولُ لَكُم: هَكَذا يَكونُ ٱلفَرَحُ في ٱلسَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب، أَكثَرَ مِنهُ بِتِسعَةٍ وَتِسعينَ مِنَ ٱلأَبرارِ لا يَحتاجونَ إِلى ٱلتَّوبَة.
أَم أَيَّةُ ٱمرَأَةٍ إِذا كانَ عِندَها عَشرَةُ دَراهِم، فَأَضاعَت دِرهَمًا واحِدًا، لا توقِدُ سِراجًا وَتَكنُسُ ٱلبَيت، وَتَجِدُّ في ٱلبَحثِ عَنهُ حَتّى تَجِدَهُ؟
فَإِذا وَجَدَتهُ، دَعَتِ ٱلصَديقاتِ وَٱلجارات، وَقالَت: إِفرَحنَ مَعي. فَقَد وَجَدتُ دِرهَمي ٱلَّذي أَضَعتُهُ!
أَقولُ لَكُم: هَكَذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ ٱللهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب».
التعليق الكتابي :
سِلوانُس (1866 – 1938)، راهب روسي وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
حنان الله
« هَكَذا لا يَشاءُ أَبوكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، أَن يَهلِكَ واحِدٌ مِن هَؤُلاءِ ٱلصَّغار »
إنّ الله يدعونا إليه دائمًا ويبحثُ عنّا: “تعالوا إليّ، يا خرافي وأنا أريحُكم”. لقد أعطانا الله، نحن الخطأة، الرُّوح القدس ولم يطلبْ منّا أيّ مقابل. لكنّه قالَ لكلّ منّا تمامًا كما قالَ لبطرس: “أتحبُّني؟” هكذا، إنّ الربّ لا ينتظرُ منّا إلاّ الحبّ؛ وهو يفرحُ عندما نلجأ إليه.
إنّ رحمة الله للإنسان هي التالية: عندما يتوقّفُ الإنسان عن اقتراف الخطايا، وعندما ينحني أمام الله، فإنّ الربّ يغفرُ له كلّ زلاّته؛ ويعطيه نعمة الرُّوح القدس، والقوّة للتغلّب على الخطيئة. أمّا الأمر المثير للدهشة، فهو أنّ الإنسان يحتقرُ أخاه الإنسان عندما يكون فقيرًا وقذرًا؛ أمّا الله، فيَغفرُ كلّ شيء، كما تغفرُ الأمّ المُحبّة لإبنها. فهو لا ينبذًُ أيّ خاطئ يلجأ إليه، بل يَهبُه نعمة الرُّوح القدس…
يا ربّ، أعطِني أن أذرفَ الدموع عن نفسي وعن العالم أجمع، كي تَعرفَكَ جميع الشعوب وتعيشَ في ظلّ جناحَيكَ إلى الأبد. يا ربّ، أهِّلْنا لنعمة الرُّوح القدس، فنتمكّنَ من فهم مجدِكَ… في نفسي توق شديد إلى أن تحلَّ رحمة الله على جميع الشعوب، فيَعرفَ العالم أجمع، وتعرفَ الشعوب جمعاء مدى الحنان الذي يحملُه الربّ في حبّه لنا، تمامًا كأبنائه الأحبّ إلى قلبه.
إنّ الله يحبُّ الخاطئ التائب ويضمُّه بحنان إلى صدره: “أين كنتَ يا ولدي؟ فأنا أنتظرُكَ منذ زمن”. وهكذا يدعو الله جميع الشعوب إليه بواسطة إنجيله، ويتردّدُ صوتُه في العالم أجمع: “تعالوا إليّ يا خرافي! إعلَموا بأنّي أحبّكم!”