القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين” 1 أكتوبر – تشرين الأول 2019 “
عيد سيّدة الحماية أو ستر والدة الإله
تذكار القدّيس الرسول حنانيّا أحد السبعين
بروكيمنات الرسائل 1:120
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
الرسالة إلى العبرانيّين 7-1:9
يا إِخوَة، إِنَّ ٱلمَسكِنَ ٱلأَوَّلَ كانَت لَهُ فَرائِضُ ٱلعِبادَةِ وَٱلقُدسُ ٱلعالَميُّ،
لِأَنَّهُ نُصِبَ ٱلمَسكِنُ ٱلأَوَّلُ ٱلَّذي يُقالُ لَهُ «ٱلقُدسُ» وَكانَت فيهِ ٱلمَنارَةُ وَٱلمائِدَةُ وَخُبزُ ٱلتَّقدِمَة.
وَكانَ وَراءَ ٱلحِجابِ ٱلثّاني ٱلمَسكِنُ ٱلَّذي يُقالُ لَهُ «قُدسُ ٱلأَقداس»
وَفيهِ مُستَوقَدُ ٱلبَخورِ مِنَ ٱلذَّهَبِ، وَتابوتُ ٱلعَهدِ ٱلمُغَشّى بِٱلذَّهَبِ مِن كُلِّ جِهَةٍ، وَفيهِ قِسطٌ مِنَ ٱلذَّهَبِ، فيهِ ٱلمَنُّ وَعَصا هَرونَ ٱلَّتي أَورَقَت، وَلَوحا ٱلعَهد.
وَمِن فَوقِهِ كَروبا ٱلمَجدِ ٱلمُظَلِّلانِ ٱلغِطاء. وَلَيسَ هُنا مَقامُ تَفصيلِ ٱلكَلامِ في ذَلِك.
وَإِذ كانَت هَذِهِ مُهَيَّأَةً عَلى ٱلتَّرتيبِ، فَٱلكَهَنَةُ يَدخُلونَ إِلى ٱلمَسكِنِ ٱلأَوَّلِ كُلَّ حينٍ فَيُتِمّونَ ٱلخِدَم.
وَأَمّا ٱلثّاني فَإِنَّما يَدخُلُهُ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ وَحدَهُ مَرَّةً في ٱلسَّنَةِ، ولا يَدخُلُ إِلاّ بِٱلدَّمِ ٱلَّذي يُقَرِّبُهُ عَن نَفسِهِ وَعَن جَهالاتِ ٱلشَّعب.
هلِّلويَّات الإنجيل
إِسمَعي يا بِنتُ وَٱنظُري، وَأَميلي أُذُنَكِ، وَٱنسَي شَعبَكِ وَبَيتَ أَبيكِ.
-بِنتُ صورَ وَأَغنِياءُ ٱلشَّعبِ يَستَعطِفونَ وَجهَكِ بِٱلهَدايا. (لحن 8)
إنجيل القدّيس لوقا 28-27:11.42-38:10
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَخَلَ يَسوعُ قَريَةً، فَقَبِلَتهُ ٱمرَأَةٌ ٱسمُها مَرتا في بَيتِها.
وَكانَت لِهَذِهِ أُختٌ تُسَمّى مَريَم، وَكانَت جالِسَةً عِندَ قَدَمَي يَسوعَ تَسمَعُ كَلامَهُ.
وَكانَت مَرتا مُرتَبِكَةٌ في خِدمَةٍ كَثيرَة. فَوَقَفَت وَقالَت: «يا رَبُّ، أَما يُهِمُّكَ أَنَّ أُختي قَد تَرَكَتني أَخدُمُ وَحدي؟ فَقُل لَها لِتُساعِدني!»
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَها: «مَرتا مَرتا، إِنَّكِ مُهتَمَّةٌ وَمُضطَرِبَةٌ في أُمورٍ كَثيرَةٍ،
وَإِنَّما ٱلحاجَةُ إِلى واحِد. أَمّا مَريَمُ فَقَدِ ٱختارَتِ ٱلنَّصيبَ ٱلصّالِحَ ٱلَّذي لا يُنـزَعُ مِنها».
وَفيما هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذا، رَفعَتِ ٱمرَأَةٌ مِنَ ٱلجَمعِ صَوتَها وَقالَت لَهُ: «طوبى لِلبَطنِ ٱلَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّديَينِ ٱللَّذَينِ رَضِعتَهُما»
فَقال: «بَل طوبى لِلَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَحفَظونَها».
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 104
امرأتان تمثّلان صورتين مختلفتين عن حياتنا
تفهمون يا إخوتي على ما أظنّ، أنّ هاتين المرأتين الغاليتين على قلب الربّ تستحقّان حبّه وكلتاهما تلميذتاه. تمثّل هاتان المرأتان إذًا صورتين عن الحياة: حياة هذا العالم الحالي وحياة العالم الآخر، حياة العمل وحياة الراحة، الحياة في الهموم والحياة في القداسة، الحياة الزمنيّة والحياة الأبديّة.
فلنتأمّل مطوّلاً بهاتين الحياتين. فلنتأمّل ممّا هي مصنوعة هذه الحياة، لن أقول الحياة المستوجبة اللوم… أو حياة الفسق والفجور؛ كلاّ، سوف أتكلّم عن حياة العمل المحفوفة بالاختبارات والقلق والتجارب، عن هذه الحياة التي لا تحمل أيّ ذنب، عن حياة شبيهة بحياة مرتا… كان الشرُّ غائبًا عن هذا المنزل، عن مرتا ومريم على حدّ سواء. ولو كان موجودًا، لكان محاه قدوم الربّ إليه. عاشت فيه إذًا امرأتان، استقبلت كلتاهما الربّ، حياتان تستحقّان التقدير، مستقيمتان، الأولى مكرّسة للعمل فيما الأخرى للراحة… الأولى حياة عمل إنّما حياة خالية من التنازلات، وهي عثرات الحياة المكرّسة للعمل؛ والأخرى حياة مجرّدة من الكسل، وهي عثار الحياة المليئة بالترفيه. فنحن أمام حياتين، ونبع الحياة نفسه…
تمثّل حياة مرتا عالمنا نحن؛ أمّا حياة مريم، فهي الحياة التي ننتظرها. فلنعش هذه الحياة باستقامة لكي نحصل على الأخرى بكليّتها. فماذا نملك من هذه الحياة؟… في هذه اللحظة بالذات، نحن نعيش هذه الحياة، حياة مريم: بعيدًا عن الأعمال والهموم العائليّة، أنتم مجتمعون اليوم للإصغاء. فبتصرّفكم هذا أنتم تشبهون مريم. وهذا سهل بالنسبة إليكم، بينما أجد فيه أنا الصعوبة إذ إنّي أنا أتكلّم. إنّما ما أقوله الآن مصدره الربّ يسوع المسيح، وهذه التغذية إنّما هي من عند الرّب يسوع المسيح. لأنّه هو خبز الحياة المشترك، لذا أعيش أنا باتّحاد معكم.