القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 26 مارس/أذار 2019
ثلاثاء الأسبوع الرابع من الصوم
محفل مقدّس إكراماً لجبرائيل رئيس الملائكة
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 24-18:1
يا إِخوَة، إِنَّ كَلِمَةَ ٱلصَّليبِ عِندَ ٱلهالِكينَ جَهالَةٌ، وَأَمَّا عِندَنا نَحنُ المُخَلَّصينَ فَهِيَ قُوَّةُ ٱلله.
لِأَنَّهُ قَد كُتِب: «سَأُبيدُ حِكمَةَ ٱلحُكَماءِ وَأَرذُلُ فَهمَ ٱلفُهَماء».
أَينَ ٱلحَكيم؟ أَينَ ٱلكاتِب؟ أَينَ مِحجاجُ هَذا ٱلدَّهر؟ أَلَيسَ ٱللهُ قَد جَهَّلَ حِكمَةَ هَذا ٱلعالَم؟
فإِنَّهُ إِذ كانَ ٱلعالَمُ، وَهُوَ في حِكمَةِ ٱللهِ، لَم يَعرِفِ ٱللهَ بِٱلحِكمَةِ، حَسُنَ لَدى ٱللهِ أَن يُخَلِّصَ بِجَهالَةِ ٱلكِرازَةِ ٱلَّذينَ يُؤمِنون.
لِأَنَّ ٱليَهودَ يَسأَلونَ آيَةً، وَٱليونانِيّينَ يَطلُبونَ حِكمَة.
أَمّا نَحنُ فَنَكرِزُ بِٱلمَسيحِ مَصلوبًا، شَكًّا لِليَهودِ وَجَهالَةً لِليونانِيّين.
أَمّا لِلمَدعُوّينَ، يَهودًا وَيونانِيّينَ، فَٱلمَسيحُ قُوَّةُ ٱللهِ وَحِكمَةُ ٱلله.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى .43-36:13
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمَّا جاءَ يَسوعُ إِلى ٱلبَيت. دَنا إِلَيهِ تَلاميذُهُ قائِلين: «فَسِّر لَنا مَثَلَ زُؤانِ ٱلحَقل».
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «ٱلَّذي زَرَعَ ٱلزَّرعَ ٱلجَيِّدَ هُوَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ،
وَٱلحَقلُ هُوَ ٱلعالَمُ، وَٱلزَّرعُ ٱلجَيِّدُ بَنو ٱلمَلَكوتِ، وَٱلزُّؤانُ بَنو ٱلشِّرّيرِ،
وَٱلعَدوُّ ٱلَّذي زَرَعَهُ هُوَ ٱلشَّيطانُ، وَٱلحَصادُ مُنتَهى ٱلدَّهرِ، وَٱلحَصّادونَ هُمُ ٱلمَلائِكَة.
فَكَما أَنَّ ٱلزُّؤانَ يُجمَعُ وَيُحرَقُ بِٱلنّارِ، هَكذا يَكونُ في مُنتَهى هَذا ٱلدَّهر:
يُرسِلُ ٱبنُ ٱلإِنسانِ مَلائِكَتَهُ، فَيَجمَعونَ مِن مَملَكَتِهِ كُلَّ ٱلشُّكوكِ وَفاعِلي ٱلإِثمِ،
فَيُلقونَهُم في أَتّونِ ٱلنّار. هُناكَ يَكونُ ٱلبُكاءُ وَصَريفُ ٱلأَسنان.
حينَئِذٍ يُضيءُ ٱلصِّدّيقونَ مِثلَ ٱلشَّمسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم. وَمَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس غريغوريوس بالاماس (1296 – 1359)، راهب وأسقف ولاهوتي
العظة 26
“أمّا الأبرار، فيُشرقون كالشمس في ملكوت أبيهم”
ثمّة حصاد للقمح الماديّ وحصاد آخر للقمح المزوّد بالعقل، أيّ الجنس البشري. هذا الحصاد يحصل في أوساط غير المؤمنين، ويجمع في الإيمان الذين يتلقّون بشرى الإنجيل. العمّال في هذا الحصاد هم رسل المسيح، ثمّ خلفاؤهم، ثمّ ملافنة الكنيسة عبر الأزمنة. فقد قال المسيح هذه الكلمات بشأنهم: “ها هو الحاصد يأخذ أجرته، فيجمع ثمرًا للحياة الأبديّة” (يو4: 36).
لكن هناك أيضًا حصاد آخر: إنه الإنتقال من هذه الحياة إلى الحياة الأبديّة الذي يحصل لكلّ واحد منّا، من خلال الموت. العمّال في هذا الحصاد ليسوا الرسل، بل الملائكة. إنّهم يتحمّلون مسؤوليّة أكبر بكثير من الرسل، لأنّهم يجرون عمليّة الفرز بعد انتهاء الحصاد ويفصلون بين الأشرار والأخيار كما يحصل بين القمح والزؤان… فنحن منذ اليوم “شعب الله المختار والأمّة المقدّسة” (1بط2: 9)، كنيسة الله الحيّ، المختارون من بين الكافرين وغير المؤمنين. ليتَنا نُفصل عن زؤان هذا العالم بالطريقة نفسها في الحياة الأبديّة، وننخرط في الجماعة التي تخلص بربّنا يسوع المسيح، له المجد إلى الأبد.