stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 9 مايو – أيار 2019

710views

الخميس الثالث بعد الفصح

تذكار القدّيس الشهيد خرسطوفورس

 

سفر أعمال الرسل‎ 39-26:8‎

في تِلكَ ٱلأيّامِ، كَلَّمَ مَلاكُ ٱلرَّبِّ فيلِبُّسَ قائِلاً: «قُم فَٱمضِ نَحوَ ٱلجَنوبِ، إِلى ٱلطَّريقِ ‏ٱلمُنحَدِرَةِ مِن أورَشَليمَ إِلى غَزَّةَ، وَهِيَ مُقفِرَة‎».
فَقامَ وَمَشى. وَإِذا بِرَجُلٍ حَبَشِيٍّ خَصِيٍّ، ذي مَنـزِلَةٍ عَظيمَةٍ عِندَ كَنداكَةَ مَلِكَةِ ‏ٱلحَبَشَةِ، وَهُوَ قَيِّمُ جَميعِ خَزائِنِها، قَد جاءَ لِيَسجُدَ في أورَشَليم‎.
وَكانَ راجِعًا جالِسًا في مَركَبَتِهِ يَقرَأُ في أَشَعيا ٱلنَّبيّ‎.
فَقالَ ٱلرّوحُ لِفيلِبُّس: «إِقتَرِب وَٱلزَم هَذِهِ ٱلمَركَبَة‎».
فَبادَرَ إِلَيهِ فيلِبُّس. فَسَمِعَهُ يَقرَأُ في أَشَعيا ٱلنَّبِيِّ، فَقال: «هَل تَفهَمُ ما تَقرَأ؟‎»
فَقال: «وَكَيفَ يُمكِنُني إِن لَم يُرشِدني أَحَد؟» وَطَلَبَ إِلى فيلِبُّسَ أَن يَصعَدَ وَيَجلِسَ ‏مَعَهُ‎.
وَكانَ ٱلمَوضِعُ ٱلَّذي يَقرَأُهُ مِنَ ٱلكِتابِ هَذا: «كَشاةٍ سيقَ إِلى ٱلذَّبحِ، وَمِثلَ حَمَلٍ ‏صامِتٍ أَمامَ ٱلَّذي يَجُزُّهُ، هَكذا لا يَفتَحُ فاه‎.
في مَذَلَّتِهِ أُلغِيَ قَضاؤُهُ، وَأَمّا مَولِدُهُ فَمَن يَصِفُهُ؟ لِأَنَّ حَياتَهُ تُنـزَعُ مِنَ ٱلأَرض‎».
فَأَجابَ ٱلخَصِيُّ وَقالَ لِفيلبُّس: «أَسأَلُكَ عَمَّن يَقولُ ٱلنَّبِيُّ هَذا، أَعَن نَفسِهِ أَم عَن ‏رَجُلٍ آخَر؟‎»
فَفَتَحَ فيلِبُّسُ فاهُ، وَٱبتَدَأَ مِن ذَلِكَ ٱلمَكتوبِ، فَبَشَّرَهُ بِيَسوع‎.
وَفيما هُما مُنطَلِقانِ في ٱلطَّريقِ ٱنتَهَيا إِلى ماء، فَقالَ ٱلخَصِيّ: «هُوَذا ماءٌ، فَما ‏ٱلمانِعُ مِن أَن أَعتَمِد؟‎»
فَقالَ فيلِبُّس: «إِن كُنتَ تُؤمِنُ بِكُلِّ قَلبِكَ يَجوز» فَأَجابَ قائِلاً: «إِنّي أُومِنُ بِأَنَّ يَسوعَ ‏ٱلمَسيحَ هُوَ ٱبنُ ٱلله‎!»
وَأَمَرَ بِأَن تَقِفَ ٱلمَركَبَة. وَنَزَلا كِلاهُما إِلى ٱلماءِ، فيلِبُّسُ وَٱلخَصِيُّ، فَعَمَّدَهُ‎.
وَلَمّا صَعِدا مِنَ ٱلماءِ، خَطَفَ روحُ ٱلرَّبِّ فيلِبُّس. فَلَم يَعُد يُعايِنُهُ ٱلخَصِيُّ، فَسارَ في ‏سَبيلِهِ فَرِحًا‎.‎

هلِّلويَّات الإنجيل :

تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)

إنجيل القدّيس يوحنّا .44-40:6

قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ آمَنوا بِهِ مِنَ ٱليَهود: «هَذِهِ مَشيئَةُ ٱلَّذي أَرسَلَني: أَنَّ كُلَّ مَن يَرى ٱلِٱبنَ ويُؤمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ ٱلحَياةُ ٱلأَبَدِيَّةُ، وَأَنا أُقيمُهُ في ٱليَومِ ٱلأَخير».
فَجَعَلَ ٱليَهودُ يَتَذَمَّرونَ عَلَيهِ لِأَنَّهُ قال: «أَنا هُوَ ٱلخُبزُ ٱلَّذي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّماء».
وَكانوا يَقولون: «أَلَيسَ هَذا هُوَ يَسوعَ بنَ يوسُفَ ٱلَّذي نَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وَأُمَّهُ؟ فَكَيفَ هَذا يَقولُ إِنّي نَزَلتُ مِنَ ٱلسَّماء؟»
أَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّروا فيما بَينَكُم.
ما مِن أَحَدٍ يَقدِرُ أَن يُقبِلَ إِلَيَّ ما لَم يَجتَذِبهُ ٱلآبُ ٱلَّذي أَرسَلَني، وَأَنا أُقيمُهُ في ٱليَومِ ٱلأَخير».

شرح لإنجيل اليوم :

القديس يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما
الرّسالة العامّة: الإفخارستيّا حياة الكنيسة  - Ecclesia de Eucharistia العدد 11
«أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء»
“أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها” (1 كور 11 : 23)، أسَّس ذبيحة جسده ودمه الإفخارستيّة… لقد تسلّمت الكنيسة الإفخارستيا من المسيح ربّها، ليس كعطية، مع أنها من أثمن العطايا، بل كعطيّة بامتياز، لأنها عطيّة ذاته، عطيّةُ شخصه في إنسانيّته المقدَّسة، وعطيّة تدبيره الخلاصيّ. وتدبيره هذا لا يبقى محصوراً في الماضي، “لأن المسيح كلَّه بهويّته وبكلّ ما صنعه وكابده في سبيل الناس أجمعين يشترك في الأبديّة الإلهية ويُشرف هكذا على جميع الأزمان” (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، العدد 1085)

عندما تحتفل الكنيسة بالإفخارستيا، ذكرى موت ربّنا وقيامته، يُجعل حاضراً بالحقيقة هذا الحدث الرئيسيُ للخلاص، وهكذا “يتمُّ عمل فدائنا” (نور الأمم 3). هذه الذبيحة هي بهذا القدر حاسمة من أجل خلاص الجنس البشريّ، حتى إن الرّب يسوع المسيح لم يُتمَها ولم ينطلق إلى الآب إلاّ بعد أن أمّن لنا سبيل الاشتراك فيها، وكأننا كنّا فيها حاضرين. كلُّ مؤمن يستطيع هكذا أن يشارك فيها ويتذوق ثمارها بطريقة لا ينضب معينها. ذلك هو الإيمان الذي أحيا الأجيال المسيحيّة على مرِّ القرون. وهذا هو الإيمان الذي ما فتئت السلطة التعليميّة في الكنيسة تذكّر به على الدوام، وهي تحمد الله بفرح على تلك العطيّة التي لا تقدّر بثمن. أريد مرّة أخرى أن أكرّر هذه الحقيقة، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، فيما أسجد معكم أمام هذا السرّ: سرّ عظيم، سرّ الرحمة. ما الذي كان يمكن أن يفعله الرّب يسوع أكثر من أجلنا؟ في الإفخارستيا، يُظهر لنا حبّاً يصلُ “إلى النهاية” (راجع يو 13: 1)، حبًّا لا يعرف مقداراً.