stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 27 فبراير/شباط 2019

715views

الأربعاء من أسبوع مرفع الجبن

تذكار أبينا بروكوبيوس المعترف الذيكابولي

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 9-6:14

يا إِخوَة، مَن يَهتَمُّ بِٱليَومِ، فَلِلرَّبِّ يَهتَمّ. وَمَن لا يَهتَمُّ بِٱليَومِ، فَلِلرَّبِّ لا يَهتَمّ. وَمَن يَأكُلُ، فَلِلرَّبِّ يَأكُلُ، لِأَنَّهُ يَشكُرُ ٱلله. وَمَن لا يَأكُلُ، فَلِلرَّبِّ لا يَأكُلُ وَيَشكُرُ ٱللهَ،
إِذ لَيسَ أَحَدٌ مِنّا يَحيا لِنَفسِهِ، وَلا أَحَدٌ يَموتُ لِنَفسِهِ.
وَلَكِن إِن حَيِينا فَلِلرَّبِّ نَحيا، وَإِن مُتنا فَلِلرَّبِّ نَموت. فَإِن حَيِينا إِذَن أَو مُتنا فَلِلرَّبِّ نَحنُ،
لِأَنَّهُ لِهَذا ماتَ ٱلمَسيحُ وَقامَ وَعادَ حَيًّا، لِيَسودَ ٱلأَمواتَ وَٱلأَحياء.

 

هلِّلويَّات الإنجيل 1:3

قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)

 

إنجيل القدّيس متّى 75-57:26

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، إِذ أَمسَكَ ٱلجُندُ يَسوعَ، قادوهُ إِلى قَيافا رَئيسِ ٱلكَهَنَةِ، حَيثُ ٱجتَمَعَ ٱلكَتَبَةُ وَٱلشُّيوخ.
وَكانَ بُطرُسُ يَتبَعُهُ مِن بَعيدٍ إِلى دارِ رَئيسِ ٱلكَهَنَةِ، وَدَخَلَ وَجَلَسَ مَعَ ٱلخُدّامِ لِيَنظُرَ ٱلعاقِبَة.
وَكانَ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلشُّيوخُ وَٱلمَحفِلُ كُلُّهُ يَطلُبونَ عَلى يَسوعَ شهادَةَ زورٍ لِيُميتوهُ،
فَلَم يَجِدوا. مَعَ أَنَّهُ تَقَدَّمَ شُهودُ زورٍ كَثيرون. أخيرًا تَقَدَّمَ شاهِدا زورٍ
وَقالا: «إِنَّ هَذا قَد قال: إِنّي أَقدِرُ أَن أَنقُضَ هَيكَلَ ٱللهِ وَأَبنِيَهُ في ثَلاثَةِ أَيّام».
فَقامَ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ وَقالَ لَهُ: «أَما تُجيبُ بِشَيء؟ ماذا يَشهَدُ بِهِ هَذانِ عَلَيك؟»
وَأَمّا يَسوعُ فَكانَ صامِتًا. فَأَجابَ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ وَقالَ لَهُ: «أَستَحلِفُكَ بِٱللهِ ٱلحَيِّ أَن تَقولَ لَنا: هَل أَنتَ ٱلمَسيحُ ٱبنُ ٱلله؟»
قالَ لَهُ يَسوع: «أَنتَ قُلت! وَأَيضًا أَقولُ لَكُم: إِنَّكُم مِنَ ٱلآنَ تَرَونَ ٱبنَ ٱلإِنسانِ جالِسًا عَن يَمينِ ٱلقُدرَةِ وَآتِيًا عَلى سَحابِ ٱلسَّماء».
حينَئِذٍ شَقَّ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ ثِيابَهُ قائِلاً: «لَقَد جَدَّف! فَما حاجَتُنا بَعدُ إِلى شُهود؟ ها إِنَّكُم قَد سَمِعتُمُ ٱلآنَ تَجديفَهُ!
فَماذا تَرَون؟» فَأَجابوا وَقالوا: «إِنَّهُ مُستَوجِبُ ٱلمَوت».
حينَئِذٍ بَصَقوا في وَجهِهِ وَلَكَموهُ، وَآخَرونَ لَطَموهُ
قائِلين: «تَنَبَّأ لَنا أَيُّها ٱلمَسيحُ، مَنِ ٱلَّذي ضَرَبَكَ؟».
أَمّا بُطرُسُ فَكانَ جالِسًا في ٱلدّارِ خارِجًا، فَدَنَت إِلَيهِ جارِيَةٌ وَقالَت لَهُ: «أَنتَ أَيضًا كُنتَ مَعَ يَسوعَ ٱلجَليليّ!»
فَأَنكَرَ قُدّامَ ٱلجَميعِ قائِلاً: «لَستُ أَدري ما تَقولين!»
ثُمَّ خَرَجَ إِلى ٱلبابِ، فَرَأَتهُ جارِيَةٌ أُخرى وَقالَت لِلَّذينَ هُناك: «هَذا أَيضًا كانَ مَعَ يَسوعَ ٱلنّاصِرِيّ!»
فَأَنكَرَ ثانِيَةً بِقَسَمٍ أَن: «لَستُ أَعرِفُ ٱلرَّجُل!»
وَبَعدَ قَليلٍ دَنا ٱلحاضِرونَ وَقالوا لِبُطرُس: «في ٱلحَقيقَةِ أَنتَ أَيضًا مِنهُم. فَإِنَّ لَهجَتَكَ تَدُلُّ عَلَيك!»
حينَئِذٍ جَعَلَ يَلعَنُ وَيَحلِف: «إِنّي لا أَعرِفُ ٱلرَّجُل!» وَلِلوَقتِ صاحَ ٱلدّيك.
فَذَكَرَ بُطرُسُ كَلامَ يَسوعَ ٱلَّذي قالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبلَ أَن يَصيحَ ٱلدّيكُ، تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّات». فَخَرَجَ إِلى خارِجٍ وَبكى بُكاءً مُرًّا.

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
(الموعظة 82 عن متى، 3)

نكران بطرس

كيف أنكرَ بطرس الرّب يسوع؟ لم يَقُلْ الرّب يسوعُ إنه سيصلِّي حتى لا يُنكره بطرس، بل كي لا يفقد الإيمان. كان هذا مفعولَ نعمته؛ لأنَّ خوفه كان قد طردَ كل شيء؛ كان خوفه شديداً لأنَّ الله كان قد نزَعَ منه مساعدته؛ وإنما حرَمَه هذه المساعدة لأنه كان يرى فيه استقلالاً وكبرياءً عنيفَين. فلكي يقتلع هذا الشرَّ من أساسه، تركَ الذُعر يجتاحه.

كان في قلبه من الكبرياء ما جعله يعارض الرّب يسوع المسيح، حتى أنه، بعد أن قال له الرّب: “الحقَّ أقولُ لك إنَّك ستُنكرني الليلة ثلاثَ مرّاتٍ قبل أن يصيح الديك”، أجابه: “لا أُنكرك ولو أُلجئْتُ إلى الموت معك”. ويلاحظ القدّيس لوقا، أنَّ الرسول كان يعارض بقَدَر ما كان الرّب يسوع يُلحّ. بِمَ كنت تفكر، أيها الرسول؟ عندما كان معلِّمك يقول: “إنَّ واحداً منكم سيخونني” كنت تخشى أن تكون ذلك الخائن، ومع أنه لم يخطُرْ ببالِك أن تكونَ أنت المُذنب، كنتَ تحرِّضُ تلميذاً آخر ليسأل المخلِّص أن يدلَّ على هذا الخائن. وهنا عندما صرَّحَ أنه سيكون عثرةً وشكّاً لسائر تلاميذه، عارضته أكثر من مرَّتين! هذا ما يقوله لوقا. من أين جاءه هذا التطرُّفُ الزائد؟ من عَظَمَةِ الصداقة وشدَّة ما شعر به من فرح، لأنه، ما كاد يتخلَّص من الخوف من أن يكونَ هو ذلك الخائن، وقد عرفه، حتى شعر بفرح عميق وثقةٍ بنفسه لا حدَّ لها، جعلته يفضِّل نفسه على سائر التلاميذ: “إذا شكَّ فيك جميعهم، لا أشِكُّ أنا أبداً”. لا شكَّ في أنه كان يتكلم إذ ذاك عن كبرياء، لأنهم يتجادلون في هذه الوليمة فيمنْ هو الأعظم، فقد كان يتنازعُهم هذا الهمّ. لهذا حاول الربُّ أن يردعه، دون أن يدفعَه في أي حال إلى نُكرانه، وَقانا الله هذا الفكر! غير أنه نزع عنه نعمته، وأراه ضعفَ طبيعتنا.

لاحظوا يا إخوتي، كم أبدى من خضوع فيمَا بعد. بعدَ قيامة معلمه، عندما قال: “يا ربُّ ما لهذا؟” (يو 21: 21)، وأسكته الرّب يسوع، فصمتَ ولم يُحِرْ جواباً. وفي كل مرة بعد قيامته، فعندما قال الرّب يسوع: “ليس لكم أن تعرفوا الأوقاتَ والأزمنة” (أع 1: 7) لبثَ أيضاً صامتاً دون أي اعتراض. وفيمَا بعد، عندما سمع صوتاً يقول له: “ما طهَّره الله لا تُنجِّسْه أنت” خَضَعَ له، رغم أنه لم يكن قد فَهِمَ سرُّه حيداً.