الكاردينال بيتر توركسون يُقدم منصة “كن مسبحا” خلال مؤتمر صحفي في الفاتيكان
نقلا عن الفاتيكان نيوز
26 مايو 2021
كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .
قدم عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال بيتر توركسون “منصة كن مسبحاً” خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، والمنصة هي عبارة عن مشروع سيشهد مشاركة الأبرشيات والمعاهد الدينية والشركات والمؤسسات والجامعات والمدارس والمستشفيات على مدى السنوات السبع المقبلة، من أجل تبنّي أنماط حياة مستدامة. كما أعرب نيافته عن أمله بأن يتمكن البابا من المشاركة في قمة “كوب 26” حول المناخ والمزمع عقدها في غلاسكو بإسكتلندا.
انطلق هذا المشروع في الذكرى السنوية الخامسة لصدور الرسالة العامة للبابا فرنسيس “كن مسبحا” في الرابع والعشرين من أيار مايو 2015. لفت الكاردينال توركسون إلى الأهمية التي تكتسبها هذه المبادرة إزاء المخاطر المحدقة اليوم بكوكب الأرض وبسكانه. وقال إن عائلتنا البشرية تواجه خطراً كبيراً اليوم، ولا يسعنا أن نضيع الوقت في الانتظار أو التأجيل، معتبرا أنه يتعين عل العالم أن يحد من ارتفاع معدل حرارة الأرض، بشكل لا يتخطى درجة مئوية ونصف قياسا مع المعدل الذي سُجل قبل الحقبة الصناعية، لأنه تترتب على ارتفاع الحرارة آثار كارثية، كما قال. وشدد توركسون على ضرورة أن يتصرف الجميع بشكل موحّد بغية ضمان مستقبل عادل ومستدام لأبنائنا وأحفادنا.
تابع المسؤول الفاتيكاني مذكراً بأن صوت البابا فرنسيس هو الصوت الأكثر تأثيراً في هذا المجال على الصعيد العالمي، وقد دُعي الحبر الأعظم إلى المشاركة في قمة “كوب 26” حول المناخ المرتقبة في غلاسكو في شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل، واعتبر نيافته أن مشاركة البابا في هذا الحدث الهام ستشكل مؤشرا قويا بالنسبة للمؤتمرين. وذكّر توركسون بأنه منذ انقعاد قمة “كوب 25” في باريس دُعي كل بلد إلى الالتزام في هذا المجال كلٌّ حسب إمكاناته. لكن لا بد أن يتقاسم الجميع معاناة الفقراء، كي لا تقتصر المبادرات على الأقوال والشعارات، وهذا ما شدد عليه البابا في رسالته العامة. ورأى نيافته أن مشاركة البابا في القمة المذكورة ستشكل أيضا فرصة لتذكير قادة العالم بهذا الواجب.
بعدها سلط عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الضوء على أهمية التفكير بنماذج جديدة، والتخلي عن أنماط الحياة القابلة للجدل وتبني أنماط أخرى بديلة. وتوقف نيافته عند بعض الثمار الملموسة التي أنتجتها رسالة البابا العامة “كن مسبحاً” بعد خمس سنوات على صدورها ومن بينها مشاريع تعاون ومبادرات وأفكار جديدة انطلقت خلال الأشهر الماضية، شأن التزام الكنيسة في بنغلادش بزرع أكثر من سبعمائة ألف شجرة خلال هذا العام.
ورأى الكاردينال توركسون أنه يتعين علينا أن ننطلق من خبرة الناس، من حياة أشخاص يصارعون يومياً الأزمات البيئية التي هي غالباً سبب للهجرات. وأضاف أن “منصة كن مسبحاً” لا تلحظ مبادرات دبلوماسية مع الحكومات، معربا عن أمله بأن ينطلق هذا المشروع من القاعدة الشعبية ليؤثر على صانعي القرارات. وشدد في ختام المؤتمر الصحفي على ضرورة الإصغاء إلى إحباط وغضب الشبان حيال جيلنا، قائلا: علينا أن نستمع إلى رسالة الأمل والإبداع التي يُطلقونها، وأن نتصرف من أجل ضمان مستقبل أفضل لهؤلاء وللأجيال المستقبلية.