stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الكاردينال غويكسوت: لا يعودنَّ العالم إلى ما كان عليه قبل الوباء

669views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

13 مايو 2020

مداخلة عبر الفيديو في مؤتمر لهيئة الأمم المتّحدة للكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان يؤكّد فيها أن حياتنا لا يمكن أن تنفصل عن حياة الآخرين ويوجّه الدعوة للجميع للاتحاد في يوم الصلاة في الرابع عشر من أيار مايو

صورة ساحة القديس بطرس الفارغة في السابع والعشرين من آذار الماضي خلال وقفة الصلاة الاستثنائية التي ترأسها قداسة البابا فرنسيس هي نقطة الإنطلاق لمداخلة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت عبر الفيديو في مؤتمر لهيئة الأمم المتّحدة؛ وإذ تمحورت كلمته حول موضوع “دور القادة الدينيين في مواجهة التحديات المتعلّقة بفيروس الكورونا” ذكّر الكاردينال غويكسوت بكلمات البابا فرنسيس في تلك المناسبة إذ قال: “لقد تيقّنا بأننا موجودون على السفينة عينها، ضعفاء ومضطربين ولكننا في الوقت عينه مهمّين وضروريين وجميعنا مدعوون لكي نجذِّف معًا ومعوزون لتعزية بعضنا البعض”؛ وأشار رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في هذا السياق إلى ثلاث نقاط محورية: الوحدة والتضامن والأخوّة.

تابع الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت يقول علينا أن نتذكّر على الدوام أن أساس تعاوننا وحوارنا هي الجذور المشتركة لبشريّتنا لأننا جميعًا جزء من العائلة البشريّة، وأضاف أعتقد أننا أصبحنا أكثر اتحادًا وقد فهمنا أن حياتنا، وحياة مجتمعاتنا، لا يمكن فصلها عن حياة الآخرين. نحن نعتمد على بعضنا البعض؛ وشعورنا بالوحدة لا يعود إلى قوة القوة الاقتصادية أو قوة الأسلحة، وإنما إلى حقيقة أننا اكتشفنا أنفسنا ضعفاء وهشين، وبالتالي بأننا بحاجة لبعضنا البعض.

انتقل بعدها رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان للحديث عن عنصر جوهري آخر ولاسيما في زمن الوباء هذا وهو التضامن وقال إنَّ هذا الإدراك لوحدتنا يتطلب منا، كقادة دينيين مع جماعاتنا، أن نكون متضامنين مع الإنسانية المتضررة بشكل كبير. لا يمكن في الواقع أن تكون هذه المرحلة مرحلة لامبالاة أو أنانية أو انقسام. مع البشرية التي تعاني بأسرها، يجب أن نكون متحدين لكي نواجه هذا الوباء. إن الطريق الذي ينبغي اتباعها هي إيجاد الشجاعة لفتح فسحة لأشكال جديدة من التضامن؛ ومن المهم ألا يُتركَ أحد في الخلف. وبالإضافة إلى الالتزام الكبير لصالح الصحة والاقتصاد، يتطلب هذا الوباء أيضًا جهدًا أكبر من أجل وضع أسس جديدة وهزيمة جميع أشكال الظلم وعدم المساواة. وأكد الكاردينال غويكسوت في هذا السياق أنّه يجب على العالم ألا يعود إلى ما كان عليه قبل الوباء، وإنما عليه أن ينتهز الفرصة لكي ينشئ مجتمعًا عالميًّا جديدًا وأفضل.

تابع الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويكسوت يقول أن نعترف بأننا إخوة هي الخطوة الأولى لكي نكسر الجدران التي رفعها الخوف والجهل. هذا الوباء يمنحنا زخماً لكي نحاول معاً أن نبني جسور الصداقة والأخوّة، الأساسية لخير البشرية جمعاء. إن روح الأخوّة هذا الذي يجمعنا سيعضدنا ويساعدنا على تخطّي هذه اللحظات الصعبة. إذ لا يمكن للأخوّة أن تكون خصوصية حصرية يحفظها المرء فقط لمجموعته الشخصيّة ومجتمعه وثقافته ودينه. ولكن ينبغي عليها أن تشمل الجميع.

وخلص رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى القول في زمن الشك والاضطراب هذا، رسالتنا – كما شدّد البابا فرنسيس في رسالته لمدينة روما والعالم بمناسبة عيد الفصح المجيد – هي أن ننشر عدوى الرجاء وأضاف بفضل قيمنا الروحية يمكننا نحن القادة الدينيين أن نساعد في إحياء هذه الإنسانية المتضررة بشكل كبير؛ وبالتالي نحن ندرك أن هذا الوباء العالمي يتطلب استجابة عالمية تقوم على الوحدة والتضامن والتعاون المتعدد الأطراف. وختم الكاردينال أيوزو داعيًا الجميع للانضمام، في الرابع عشر من أيار الجاري، إلى يوم الصلاة والصوم والدعاء إلى الله الخالق من أجل البشرية المتضرّرة بسبب الوباء؛ وقال لكي نواجه التحديات الحالية وتحديات المستقبل القريب، نحن القادة الدينيين مدعوون لتعزيز الوحدة والتضامن والأخوّة؛ ونريد أن نجيب على وباء الفيروس بصلاة عالميّة. لنبقى إذًا متّحدين!