الكنيسة تسير ولا تتوقف!!
الكنيسة تسير ولا تتوقف!!
البطريرك لويس روفائيل ساكو
1.الكنيسة ليست مجرد جسم مؤسساتي وقانوني، بل هي قبل كل شيء، سرٌ حضور المسيح القائم والفاعل في وسط المؤمنين به. وقيامته تملأهم بهجة وشكراً وثقة ورجاءً. فالمسيح أساس وجودها، وهو رأسها وهو الشخص المركزي لكل نشاطها. ويؤّمن هذا الحضور الروحُ القدس المعطى لهم في العَنصرة، والذي يرافقهم في الرسالة والشهادة: “ومتى جاء روح الحق، أرشدكم الى الحقِّ كلِّه” ( يوحنا 16-13)..
الكنيسة جماعة حيّة ملتفة حول المسيح، لها مواهبها ورسالتها من اجل الحضور ونقل البشارة.. كنيسة تنمي العلاقات والمشاركة والشركة بمسؤولية والتزام وثباتبرغم الاختلافات والصعوبات. وسلطة الكنيسة هي للمحبة والخدمة الراعوية التي لا ينبغي ان تتحول الى استبداد اكليروساني: يقول يسوع لسمعان ثلاث مرات: ” يا سمعان اتبعني.. وأرع خرافي” ( يوحنا 21/ 15-18).
ابحث عن المزيد من المعرفة
2. لا يمكن ان تكون الكنيسة جامدة ومتشددة، بل الكنيسة تبقى حرة وتتحرك حيث “يهب الروح “( يوحنا 3-8) وتتجد وتمشي ولا تتوقف. من المؤسف ان من بين الاكليروس والعلمانيين، راديكليون ومحافظون يحنّون الى الماضي وتقاليده واساليبه وطقوسه، ومسلكيون يؤكدون على الحرفية وليس على “الروح- المعنى” ولا يريدون التأقلم مع الواقع الجديد ومتطلباته، ناسين ان الانغلاق سجن” وان الانجيليين الاربعة وبولس متنوعون ومتميزون في شهادتهم! الانتماء الى الكنيسة يتطلب نضوجاً، اي عقلا يقضا ومنفتحا، وقلبا محبا وسخيا، وإرادة مطواعة وهداية دائمة وصفاء.
ابحث عن المزيد من المعرفة
3.الصفة الاساسية للكنيسة هي الشمولية – المسكونية، اي ليست لقوم معين وجنس معين، ولغة معينة وجغرافية معينة، انها منفتحة على الكل :”اذهبوا الى العالم كله واعلنوا البشارة الى الخلق اجمعين” (مرقس 16- 16).
لابد للكنيسة ان تتعلم من التاريخ وتتقدم في الحوار والبحث المستدام وتمتلئ من الحكمة والمعرفة، لتتكلم بجرأة إزاء التحديات التي تواجهها والمواضيع اللاهوتية والاخلاقية والاجتماعية والتشريعية وان تقوم بتأوينها وتعيد صياغتها لتتلاءم مع الثقافة والعقلية المعاصرة وتجعلها نعمة… الكنيسة ينبغي ان تذوب كالملح لاضفاء الطعم ( التغيير)!! الانتماء الاجتماعي الى المسيحية لا ينفع، بل الايمان الشخصي والواعي والحرّ. لذا يتعيين على الكنيسة اليوم ان تجد لغة مفهمومة تتحث بها مع الناس عن ايمانها بطريقة مختلفة، خاصة مع الشباب.
ابحث عن المزيد من المعرفة
4. في الانجيل نرى ان المسيح والرسل يمشون، وفي اعمال الرسل ورسائل بولس الكنيسة تمشي الى الامام بايمان ورجاء وثقة. عند مرقس الإشارة إلى السفينة او البحر يذكرّ بصيد الناس (4 /35-41) بالتبشير، والبيت في عرف الكنيسة الاولى هو بيت بطرس، اي الكنيسة التي تصلي وتتامل وتكسر الخبز – الافخارستيا وتتعلم وتذهب للبشارة.. هذه ملاحظة مهمة ومؤثرة الكنيسة لا تتوقف…
ابحث عن المزيد من المعرفة
سؤال : ونحن ماذا نفعل في كنائسنا، هل نحمل همّ الرسالة والرعاية الابوية والروحية والانسانية؟ باية لغة نخاطب ناسنا وشبابنا؟ التقليد جيد، لكن لا يمكن ان يغدو تراثا، بل ان يتواصل ويستمر… ماذا اقول عن بعض التراتيل التي لا تقول شيئا وعن الموعظة الطويلة المملة التي لا تشدّ، وعن بعض الممارسات التي لا علاقة لها بلاهوتنا وليتورجيتنا، بل هي من التقليد الروماني وقد تركتها الكنيسة اللاتينية وبعض كنائسنا لا تزال متمسكة بها؟ هذا ما لاحظته في الاسبوع المقدس !!
نقلا عن موقع بطريركية بابل للكلدان