stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

المطران أوربانتشيك : علينا أن نوحّد الجهود لمنع الاتجار بالبشار

678views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

16 أكتوبر 2020

كتب فتحي ميلاد من المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر

الملاحقة الجنائية للمسؤولين عن الجرائم المتعلقة بالاتجار بالبشر وتعزيز الحماية الاجتماعية للضحايا: هذا هو النداء الذي أطلقه المطران يانوش أوربانتشيك، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا

“إنَّ الاتجار بالبشر وغيره من أشكال العبوديّة المعاصرة هو مشكلة عالمية يجب على البشرية أن تأخذها على محمل الجد”: هذا ما قاله المطران يانوش أوربانتشيك، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في مداخلته مفتتحًا اجتماع المجلس الدائم للمنظمة، والتي تمحورت حول مكافحة الاتجار بالبشر. وإذ عبّر عن تقديره لما يسمى بـ “نهج 4P” الذي تطبّقه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا – أي الإجراءات الجنائية والحماية والوقاية والشراكة – أشار المطران أوربانتشيك إلى أنه يوجد في العالم أكثر من أربعين مليون ضحية للاتجار أو الاستغلال، من بينهم عشرة ملايين شاب تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عامًا وأن “طفلاً من عشرين، دون الثامنة من العمر، يقع ضحية للاستغلال الجنسي. وقال مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن هذه البيانات مقلقة، وإزاءها يظهر مقلقًا أيضًا واقع أن قلة قليلة فقط من المتاجرين بالبشر تتمُّ محاكمتهم من قبل العدالة الجنائية، مما يضيف إلى الضرر الذي لحق بالضحايا، الإهانة لعدم تحقيق العدالة.

تابع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يقول إن قطاعًا آخر مثيرًا للقلق هو الاتجار بالأعضاء، وهو شكل من أشكال الاتجار بالبشر التي يتمُّ التقليل من شأنه ولكنه واسع الانتشار؛ ولذلك هناك حاجة إلى إجراء متفق عليه وملموس لتنبيه الاختصاصيين، والسلطات والهيئات المختصة في هذا الشأن. وأضاف المطران أوربانتشيك يقول لم يعد بإمكان العاملين في مجال الصحة والسلطات أن يغضوا الطرف عن الحاجة إلى تنظيم السفر من أجل زرع الأعضاء ومنع الجرائم المتعلقة به ومكافحتها. ومن هنا تأتي الدعوة إلى “توحيد الجهود لمنع الاتجار بالبشر بشكل فعال، من خلال البدء في معالجة أسبابه الأساسية. في الواقع، وخلال السنوات الأخيرة، أدَّت النزاعات المسلحة والهجرة القسرية إلى تفاقم هذه الظاهرة، ولكن ليس فقط: فالجائحة الحالية مع الحصار والقيود المفروضة في العديد من البلدان، قد سمحت للمجرمين بتحويل الاتجار بالبشر إلى تجارة متنامية عبر الإنترنت أيضًا.

في مواجهة هذا السيناريو المأساوي، كانت الأولوية التي أشار إليها المطران أوربانتشيك هي ضمان الحصول على الحماية الاجتماعية والتعليم والعمل والرعاية الصحية والنظام القضائي، لأنّه غالبًا ما يستغلّ المتاجرون بالبشر نقص أو تقصير هذه الخيور الاجتماعية من أجل تجنيد ضحايا جدد. وفي الوقت عينه، حث مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على تزويد الناجين بخدمات الصحة البدنية والعقلية، والتعليم، وبرامج تنشئة، وفرص عمل لكي يتمكنوا من إيجاد بداية جديدة وحماية قانونية ضد الذين قد يجبرونهم على العودة إلى العبودية. بالطبع، تابع المطران أوربانتشيك شارحًا أنّه في جميع التدابير التي تم تبنيها، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار على الدوام أن الضحايا والناجين هم بشر ويجب أن يشعروا دائمًا بأنهم يُعاملون بكرامة واحترام؛ لأنَّ وراء هذه الأرقام المقدمة، في الواقع، هناك وجوه، وأسماء، وقصص تستحق أن تروى.

وختم المطران يانوش أوربانتشيك، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مداخلته باقتباس مقطع من الرسالة العامة للبابا فرنسيس “Fratelli tutti”: “إنَّ الاتجار بالبشر هو عار على البشريّة ولا ينبغي على السياسة الدولية أن تسمح به، بغض النظر عن الخطابات والنوايا الحسنة. وهذا الحد الأدنى”.