stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة – الأب وليم سيدهم

1.1kviews

المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة

يبدو أن المرنم عانى كثيرًا من معاشرته لأناس منافقين والمنافقون موجودون في كل وقت وفي كل ‏مكان يكفي أن تدخل معبدًا أو كنيسة سترى أن إلى جانب المؤمنين الصامتين القابضين على الجمر، ‏آخرين يدّعوا الإيمان ويمارسون طقوسه ولكن أفعالهم تفضحهم، فهم لا يخافون الله ولكن يخافون ‏من رجال الدين. وهم لا يقولون الحقيقة ولكنهم يقولون ما يُرضي من يصغي إليهم وهم لهم ‏لسانان، لسان يماليء السلطة وآخر يماليء العامة.‏
إن سلوكهم يستفز المؤمنين الحقيقين لأنهم يشوشون عليهم. فبينما عباد الله الحقيقيين يمتهنون ‏الصدق يفاجئون بالأكاذيب، وبينما هم يدعون إلى السلام يقوم المنافقون ببذر الشقاق والفتن. ‏ويتحير المؤمن ويتسائل عن سبب هذا النفاق.‏
ولا يجد جوابًا إلا سطحية المنافق وعدم استيعابه لمتطلبات الإيمان الحقيقي فهو جُل ما يريده أن ‏ترضى الناس عنه ولا يهمه رضى الله. الله بالنسبة له مجرد قوة غشيمة غامضة يعبر عنها ‏أصحاب السلطة والوجاهة لذا يغبط المرنم الذين لا يسلكون لطريق المنافقين.‏
ويُعلي من شأنهم فيراهن “فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي ‏أَوَانِهِ” (مزمور 1 : 3) ليس كذلك المنافقون، إذ أردنا أن نغلق أحد أبواب الشر التى تدق على ‏أذننا فتطرشها، علينا أن نبتعد عن ذى اللسانين وعن المنافقين، لأنهم يلوثون براءتنا ويؤخرون ‏نمونا الروحى والإجتماعي.‏
لنبعد عن مجالس السوء ونصلي لأجل المنافقين وندعو لهم بالتوبة ولكن نبتعد عن مسامراتهم ‏المليئة بالكذب والمغالطات، لأنها تشوش أفكارنا وتنزع منّا سلامنا.‏
إن البعد عن هؤلاء ليس هروبًا من مسئولياتنا نحوهم ولكن هو إتقاء لشرهم، وإذا أردنا أن نغير ‏فيهم شيئًا، فليكن لدينا القوة الكافية والمتعة حتى لايحدث ما لاتحمد عقباه، فنصير مثلهم عوضًا أن ‏يصيروا مثلنا معتصمين بالله مخلصنا وساهرين على حراسة عقولنا وقلوبنا من التلف وهكذا ننجح ‏في كل ما نسعى إليه