stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عن الكنيسة

النشرة القانونية 2-الأب هاني باخوم

780views

download (52)

الغفرانات وسنة الإيمان

بمناسبة مرور 50 عام على افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، أعلن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر بدء سنة الإيمان من 11 أكتوبر 2012 إلى 24 نوفمبر 2013. بهذه المناسبة تمنح الكنيسة عطية ونعمة “الغفرانات” حسب القواعد التي حددها ديوان سر التوبة الرسولي،PENITENZIERIA APOSTOLICA ، في وثيقة “الغفرانات بمناسبة سنة الإيمان” بتاريخ 14 سبتمبر 2012.

 1. ما هي الغفرانات؟

الغفرانات هي عقيدة وممارسة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسر التوبة والاعتراف[1]، مرتبطة أيضا بمفهوم الكنيسة الحقيقي للخطيئة وتوابعها واحتياج الإنسان للتحرر منها.

فالخطيئة هي واقعة تحرم الإنسان من الشركة الإلهية. بالخطيئة الإنسان يعلن، بالفكر او الفعل او الإهمال، تصديقه لخدعة الشيطان: الله لا يحبه، لذلك يمنعه من أفعال معينة. هذا ما يقوله إبليس لحواء (تك 3: 4). وحواء هي رمز لكل إنسان يقتنع بكلام إبليس ويصدقه ويشك في حب الله له، فيأكل من الشجرة. الأكل من الشجرة هو فعل مادي، يجسد خطيئة الإنسان الحقيقية، وهي تصديق كلام المجرب والشك في حب الله الأبدي.

فالخطيئة تُظهر وتجسد شك الإنسان في حب الله، وبها يمنع الإنسان نفسه ان يرى هذا الحب، يمنع الإنسان نفسه ان يتواصل بينبوع الحياة؛ بالله، فيختبر الموت. هذه هي عقوبة الخطيئة: الموت. الإنسان بخطيئته يفصل نفسه عن الله، فيختبر الموت. هذا الموت، هو ليس عقاب انتقامي من الله للإنسان، بل هو نتيجة حتمية تنبع من نفس طبيعة الخطيئة، من انفصال الإنسان عن ينبوع الحياة[2].

هذا العقاب له بعدان: بعد ابدي وهو “العقاب الأبدي”: بالخطيئة يحرم الإنسان نفسه من الشركة الإلهية وباستمراره في الخطيئة يصبح غير أهل للحياة الأبدية. والبعد الأخر هو بعد زمني لهذا العقاب هو“العقاب الزمني”: عبارة عن تعلق مريض بكل الخليقة والمخلوقات. الإنسان يختبر هذا العقاب الزمني في حياته اليومية، وفي علاقاته مع الآخرين.

بسر التوبة والمصالحة يتطهر الإنسان من العقاب الأبدي، و يرجع أهلا للشركة الإلهية والحياة الأبدية. لكن يبقى ما أسميناه بالعقاب الزمني[3].

الغفرانات هي عطية من الله، تحرر الإنسان من هذا العقاب الزمني، وتجعله قادراً على أن يرجع إلى علاقاته السوية مع الخليقة والمخلوقات. هذه الغفرانات تمنحها الكنيسه للمؤمن التائب بعد ان يظهر صدق نيته واستعداده، في بعض المناسبات الكنسية الخاصة (مثل سنة الإيمان،…او غيره).

الغفرانات قد تكون جزئيه او كاملة، وبها يُعفى التائب جزئياً او كلياً من العقاب الزمني لخطيئته. المؤمن قد يحصل على هذا الغفران لنفسه او من اجل الراقدين، وهنا تظهر الشركة الحقيقية بين الأحياء والأموات[4].

 2. الغفرانات في سنة الإيمان

أعلن ديوان سر التوبة الرسولي منح الغفرانات، بمناسبة سنة الإيمان، لكل مؤمن، ندم بالفعل على خطاياه واعترف بها، وتناول القربان المقدس وصلى من اجل نيات قداسة البابا، في إحدى المناسبات الآتية:

1. عند المشاركة لثلاث مرات على الأقل في احد العظات او الكرازات او لقاءات تعليمية عن أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني او بنود قانون الإيمان؛

2. عند المشاركة في مسيرة حج إلى احد الكاتدرائيات البابوية، او احد الدهاليز المسيحية، او أي كاتدرائية، او أي مكان مكرس يعلنه الأسقف الايبارشي. أثناء الزيارة، يكرس وقت للتأمل وينتهي بصلاة “الأبانا” وإعلان قانون الإيمان وطلب شفاعة العذراء مريم، والقديسين؛

3. عند المشاركة في أي قداس أو في فرض الصلوات (الأجبية في الطقس القبطي) في أيام معينة يحددها الأسقف الايبارشي على أن ينتهي هذا الاحتفال بإعلان قانون الإيمان؛

4. في أي يوم يتم اختياره بحرية، أثناء السنة الإيمانية، لزيارة معمودية كاتدرائية القديس يوحنا بروما، او أي مكان أخر تم قبول العماد فيه، ويجدد فيه مواعيد المعمودية بطريقة شرعية.

تلك هي الوسائل التي تمنحها الكنيسة لكل مؤمن كي يحصل على الغفرانات.

فليكن عاما مباركا للجميع. 

[1] انظر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1471.

[2]  انظر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1472.

[3] انظر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1473.

[4] انظر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1471.