stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

متنوعة

الهجوم على البابا غير أخلاقي-د. علي السمان

877views

علي السمانالهجوم على البابا غير أخلاقي-د. علي السمان

مقابلة مع رئيس لجنة حوار الاديان بالمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بمصر (2)

الهجومات التي يتعرض لها البابا حاليا غير اخلاقية وقد يكون هدفها اضعاف نفوذ الكنيسة الكاثوليكية

ننشر في ما يلي القسم الثاني المقابلة التي أجرتها وكالة زينيت مع رئيس لجنة حوار الأديان في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر الدكتور علي السمان.

حاوره أميل أمين

يبقى حوار الاديان حتى الساعة قاصرا على النخبة. لماذا فشل في الوصول الى قاع المجتمع ولم يشعر به بعد رجل الشارع ؟

اصارحك القول ان الحوار منذ البداية لم ينجح في ان يذهب الى القاعدة العريضة من الجماهير، وهذا واقع.  ووصول الحوار الى قاعدة عريضة من الجماهير لم يكن ليحدث بدون دعم اعلامي واستراتيجية اعلامية عالية لان السبيل الاسرع والاضمن لايصال رسالة الحوار هي هذه الشاشة السحرية للتلفزيون التي اصبحت في عصرنا  هي المدرسة التي اكاد اقول الاصلية والاهم في تشكيل عقلية الاجيال القادمة،  الاعلام لم يقم بالدور الكافي في ايصال فكرة حوار الاديان بين العامة .

هل العبء والخطا يقعان على رجال الاعلام ام على رجال الحوار الذين قصروا في ايصال رسالتهم للاعلام بنحو او  بآخر ؟

الاعلام لم يقم بدوره لانه افتقد التنسيق الواجب مع رجال الحوار الذين لم يكونوا معدين هم انفسهم اعلاميا ، انت لا تستطيع ان تلقي لمحطة تلفزيونية بورقة عمل من خمسين صفحة لمؤتمر حواري وتنتظر تغطية اعلامية حوارية مبدعة ومؤثرة في الناس ،  انت تحتاج لرجل حوار اعلامي يعرف جيدا كيف يختار الفقرة والجملة والمشهد والعبارة والعنوان،  باختصار يمتلك قدرة واضحة على التعاطي الاعلامي مع وسائل الإعلام المختلفة .

بوصفك رجل اعلام عالمي ايضا بجانب الحوار كيف تقرأ الهجومات التي تتعرض لها الكنيسة الكاثوليكية والبابا بندكتس على نحو خاص مؤخرا ومن برأيك يقف وراءها ولماذا ؟

لا شك هناك وقائع يصعب انكارها، اما الحجم الذي يعطي لهذه الاحداث فهذه قضية اخرى، هنا تتدخل جماعات الضغط وهذا احتمال، والحجم الاعلامي الذي يلقي على قضية ما ونوعية الاضواء تكشف عما وراء تلك الهجمات، وربما يكون المقصود بما يجري تقليل نفوذ الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وهنا اشير الى اشكالية كبرى في هذا الهجوم وهي اشكالية التعميم في الاحكام وهو امر يجب الا يذهب اليه اي انسان لديه مستوى اخلاقي، فالذي جرى من بعض الاطراف المخطئة لا يجب ان يعتبر جزءاً من سلوكيات الكنيسة عامة ، هذا خط احمر، البعض تخطى هذا الخط الاحمر وكأن تلك الاخطاء هي من اساس  سلوكيات الكنيسة وهذا امر مرفوض ومدان اخلاقيا  .

بعض من وسائل الاعلام المصرية زايدت على المزايدين وشاركت في تشويه الصورة .. ماهو تقييمك لهذا الدور غير  الاخلاقي ؟

حينما يصبح الاعلام سلعة فانني افهم ما يجري من تجاوزات واخطاء،  سلعة  تنتظر ان تاتي بعائد من وراءها ،  ولذلك تكون الاثارة هي الطريق الاقرب لتحقيق اكبر مردود مادي ، ثم تتساءل كيف تعلي من نسبة مشاهديك او تزيد من اعداد توزيعك ، اليك عشرة عناوين براقة ولو لم تكن صادقة سيعي اليها السذج والجهلة ومن لديهم فضول وحب استطلاع غير موضوعي وهذا هو طريق الصحافة الصفراء حيث في مرات  كثيرة لا علاقة للعنوان بالمضمون ولا علاقة له بالاعلام الصادق واظن ان هذا ما جرى مؤخرا .

كيف تنظر الى الجدل الدائر في مصر الان حول تنقية المناهج التعليمية لاسيما الدينية من كل ما له علاقة بالعنف او التطرف ؟

اتفق معك انها ظاهرة ايجابية فالتطوير والتنقية يجنباننا  ان يخرج اولادنا من المدارس بسوء فهم متبادل او صورة مشوهة لكل منا عن الاخر ، واقول لك ان نجاح مشروعات هذا التطوير متوقف بالكامل على استبعاد شبهه اي تدخل اجنبي،  اما اذا كان شانا مصريا 100% فسوف تسير العجلة بلا شك في طريق العقل سيما وان بعض الكتب الدينية على الطرفين بها الكثير الذي يستحق وقفة موضوعية وتغيير حقيقي

كثير من الاقباط يشتكون ان مواطنتهم في مصر منقوضة سيما في ضوء احداث العنف الاخيرة مثل حادث نجع حمادي … هل هذا بالفعل ما يحدث ؟

هناك فارق بين  الاوضاع العامة والاحداث ، نجع حمادي حدث والقاعدة في الاوضاع العامة هي انه عندما تكون هناك اغلبية مسلمة واقلية قبطية ستشعر الاقلية ان ما بين ايديها غير كاف والاغلبية ستعتقد ان ما بين ايدي الاقلية كاف وهي لغة الارقام التي تحكم العلاقة دائما بين الاغلبية والاقلية غير انني اود ان اقول كلمة حق فهناك مواقع بالغة الحساسية حصل فيها تطور في راي ايجابي وهي مواقع نوعية كالتي حول النائب العام وبات يشغلها مسيحيون مثل رؤساء محاكم استئناف وهذه مواقع ذات اهمية سيادية .

لماذا اذن لا يشعر الاقباط مع ذلك بالامان الكامل في مصر اليوم ؟

لكي يشعر المسيحيون بالامان لابد من الاخذ بعين الاعتبار مسألة اخرى اخطر وهي الجهل على المستوى العام ، الجهل هو الذي يخيف وهو الذي يشعرك انك الاخر، والاخر يعني انك لست جزءا مني على مستوى المواطنة والاخر احيانا يتعاطى مع المواطنة كشعار وليس مضمون وهذا ما يخيف فعلا .

هل ترى ان هناك تقصير من الدولة تجاه الاقباط ؟

بامانة ودون انحياز اقول ان الرئيس مبارك اخذ في هذا السياق خطوات بالغة الاهمية منها اعتبار 7 يناير يوم عطلة رسمي وهذا قرار لم يستطيع الرئيس السادات رغم ليبراليته اتخاذه ، ومبارك كشخص وضع لنفسه قواعد واسلوب في التعامل جعل منه هو شخصيا ضمانة ، اما ما  يقلق الاقباط اكثر هو تعاطي الاعلام  مع الاحداث حينما يدلي بدلوه .

ما الذي اقلقك بنوع خاص في حادث نجع حمادي حيث قتل شباب اقباط ليلة عيد الميلاد ؟

بصراحة شديدة اخطر ما في الامر انه اضيف الى الصدام والقتل الاجرامي عنصر جديد في حياتنا وهو البلطجة وحينما تدخل البلطجة في هذه الاحداث فهذا امر بالغ الخطورة وحينما تفرض البلطجة اتاواتها يضحى المشهد اشد وعورة والخطر الاول في هذا المجال هو الجهل لانه بين الجهل والتطرف لا توجد مسافة كبيرة .

الا تخشى على مصر من حدوث  صراع اهلي طائفي ؟

لا ، لايمكن ان تصل الاحداث الى هذه الدرجة لاني واثق انه في نهاية المطاف ورغم الاحداث سيتغلب صوت العقل على الديماجوجية وعلى الاعلام الا ينفخ في النار لتأجيج الصراع بين ابناء الوطن الواحد .

كيف لدور مصر ان يتعزز على الصعيد العالمي تجاه تقديم نموذج تعايش مشترك اسلامي مسيحي ؟

املي كبير في ان يقوم شيخ الازهر الجديد الدكتور احمد الطيب بالاهتمام بتصحيح الصورة من خلال مبادراته التي يفكر فيها وروحه الوثابة وعقلة المنفتح وعبر اعلام مصري يعرف كيف يساعد في خلق راي عام يدفع ناحية العمل المشترك .

ماذا عن احلامك للحوار الديني والثقافي بين شباب مصر وكيف لمصر ان توجد عدد من نماذج الدكتور على السمان ؟

صدقني اكثر ما يحزنني هو ان يقال انت وحدك في هذا المجال او غيره ، انا العب دور المنسق على مستوى الحوار،  ابذل جهد غير عادي نعم ، اقفز على المستقبل يجوز،  وحاليا نتعامل مع مؤسسة نيكسوس للحوار من اجل خلق مكتب اقليمي لتحالف الحضارات يكون مقره القاهرة واهتمامه الاول جمع الشباب في لقاءات دورية وتدريبه على العيش المشترك وان انقل اليه ما افكر فيه وينقل لنا احاسيسه ومشاريعه وافكاره ومع الصبر سنرى ولاشك ثمارا يانعة ومن هؤلاء سيخرج حتما الف على السمان وانا واثق من وجودهم ولكن لا نعرفهم فقط يتوجب علينا اكتشافهم .

كيف تتجرا يوميا على امل وعبر هذه الرحلة الطويلة من العمل العام ؟

الربط بين الايمانية وجزء كبير من الواقعية يدفع الانسان للامل واجدادنا قالوا لاحياة بلا امل ، ومن يختار الحياة يختار معها الامل الى ان يختار الله غير ذلك ، والى ان يختار الله تعالى، ابقي على نظرتي الايجابية للحياة وللعمل المتصل بالامل .

القاهرة، الأربعاء 05 مايو 2010 (Zenit.org) .-