stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

اليوبيل الذهبي للأب منير خزام اليسوعي

1.8kviews

monir512

اليوبيل الذهبي للأب منير خزام اليسوعي

كتب سليمان الجندي،

في يومي الخميس والجمعة 30-31 أكتوبر 2014، تم الاحتفال باليوبيل الذهبي للأب منير فايز خزام اليسوعي في بيت الخدمة للآباء اليسوعيين بأرمنت الوابورات، حضر الاحتفال نيافة الأنبا يؤانس زكريا، خادم ايبارشية طيبة، ولفيف من الآباء اليسوعيين و الآباء الرعاة والرهبان والراهبات، وجمع غفير من أحباء وأصدقاء الأب منير من القاهرة والإسكندرية والمنيا وأسيوط والأقصر وأعضاء جمعية مفتاح الحياة.

كانت الاحتفالية على قسمين:

أولا:

في مساء يوم الخميس تم تنظيم معرضا للصور الفوتوغرافية، تحكي لقطاته حياة وسيرة الأب منير في سنوات الطفولة والرهبنة وسيامته الكهنوتية ونشاطاته الرسولية.

قدم كورال جمعية الصعيد للتربية والتنمية بالمنيا مجموعة كبيرة ورائعة من الترانيم والأغاني التي لقيت استحسانا كبيرا من جمهور الحاضرين، وخاصة تلك الموروثة من التراث الشعبي .

كما قدم أطفال وشباب جمعيتي مار منصور ومفتاح الحياة عرضا مسرحيا صامتا، استوحوه من المبادئ النبيلة التي تعلموها من أبونا منير، من خلال عملهم المشترك معه.

في كلمات وجيزة وبليغة شكر نيافة الأنبا يوأنس زكريا أبونا منير على أعماله ونشاطاته وتكريس ذاته لخدمة الإنسان، وخاصة المرضى والمحتاجين وبنوع خاص رعاية الأطفال وخدمة الطلبة. وأكد علي أن ثمار أعمال أبونا منير ظاهرة للجميع في كل مكان، وحث الحاضرين علي التعاون والعمل على استكمال هذه النشاطات حتى تصل ثمارها لكل المحتاجين.

يحكي أبونا منير في فيلم تم عرضه أثناء الاحتفالية، بعنوان مشوار، أن هدفه الأسمى هو خدمة الجميع, بدون تفرقة أو تمييز.

عبر الأب مجدي سيف اليسوعي، الخادم الإقليمي للرهبنة اليسوعية بمصر، عن سعادته بهذا الاحتفال، وأنه تعلم الكثير والكثير من الأب منير، كما أكد الأب عادل زكا اليسوعي المسئول عن منطقة أرمنت، بأنه سوف يواصل الخدمة والرسالة على نهج الأب منير، وسوف يتعاون معه لمواصلة كل الأنشطة الروحية والاجتماعية والثقافية.

قامت القناة الثامنة التليفزيونية بتسجيل بعض لقطات من هذا الحفل وأذاعته في اليوم التالي.

ثانيا:

في صباح يوم الجمعة، احتفل الأب منير بالذبيحة الإلهية، لتقديم الشكر لله تعالى على جزيل نعمه وبركاته.

شارك في القداس الإلهي نيافة الأنبا يوأنس زكريا وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات وجمع كثير من المؤمنين .

جدير بالذكر، أنه في بداية القداس تم تقديم بعض التقدمات الرمزية، وكان من بين هذه التقدمات تراب الأرض والزهور والقربان وعصير الكرمة وحذاء يستعمله الأب منير، الذي أخذه نيافة الأنبا يؤانس ورفعه عاليا ثم انحنى وقبله تقديرا للخدمة والرسالة التي قام ومازال يقوم بها الأب منير، أثناء ذلك انطلق عفويا تصفيقا حادا من جمهور المؤمنين ابتهاجا بهذا التقدير.

في عظة القداس ركز نيافة الأنبا يؤانس زكريا على إيمان أبونا منير وغيرته الرسولية واهتمامه بخدمة الإنسان في منطقة الصعيد، وقال أن أبونا منير يذكره بأبونا هنري عيروط اليسوعي، الذي ترك القاهرة لكي يخدم ويعتني بأطفال وفلاحين الصعيد.

في نهاية القداس تحدث الأب منير، شاكرا الرب على الكثير من النعم التي أنعم بها عليه، كما قدم الشكر الجزيل لجميع الحاضرين، وخاصة الذين تعبوا وساهموا في تنظيم هذا الاحتفال.

بعد صلاة القداس تناول الجميع طعام الغذاء، وانصرفوا وهم يمجدون الله و يسبحونه على كل ما سمعوا وعاينوا.

سيرة الأب منير فايز خزام اليسوعي :

ولد الأب منير في 15 من يونيو 1932، بمصر الجديدة، القاهرة، من أسرة مسيحية تقية، تتكون من الوالدين وأربع بنات وأربعة أولاد. في سن صغيرة، كما يحكي أشقاؤه، كان من أكثر ألعاب الطفولة المحببة لقلبه، القيام بدور الكاهن، موزعا بقية الأدوار من شماس وشعب علي أخوته وأقاربه وأصدقاؤه.

كرست احدي شقيقاته نفسها للرب، ودخلت، على مثال القديسة تريزا للطفل يسوع، الرهبنة الكرملية للحبيسات، وانقطعت عن كل أمور العالم وكرست كل أوقاتها للصلاة والتأمل.

مع تفتح زهرة شبابه، واقتداءا بمثال والديه ونتيجة لتربيتهم الطيبة، أبدي رغبة ملحة في العمل مع الآخرين ومساعدتهم في الأنشطة الكشفية والخدمية، وكل هذا ساعده وشجعه لكي يضع خدمة الآخرين هدفا أساسيا لحياته.

عندما بلغ سن العشرين، وبعد الانتهاء من الثانوية العامة، وتلبية لرغبة والدته، واقتداءا بمثل شقيقته الراهبة الكرملية الحبيسة، شعر منير بأن الله يدعوه للحياة الرهبانية، واختار أن ينضم للرهبنة اليسوعية، لكي يستطيع من خلالها الوصول لخدمة الأكثر احتياجا.

يتذكر الأب منير أنه عندما قرر دخول الدير, وتكريس حياته للرب وخدمة المحتاجين، أن والده أخذه إلي شرفة المنزل, والتي كانت تطل علي شارع يسير فيه المترو، وقال له: عليك أن تكون متأكدا وواثقا من قرارك, وأن تكون جديرا لما سوف تقوم به من خدمة، وان تكون ثابتا وأمينا في تكريسك حتى النفس الأخير، ثم حذره قائلا: من السهل علىّ أن أسمع أنك وقعت أسفل عجلات هذا المترو، من أن أسمع أنك خنت وعودك الرهبانية وتركت تكريسك وأهملت رسالتك. يقول الأب منير أن كلام والده مازال محفورا في ذاكرته، ومازال صدي كلماته يرن مدويا في أعماق نفسه.

كرس منير سنوات طويلة من الدراسة والعمل والخدمة في مصر ولبنان وفرنسا، وقام بدراسة الفلسفة واللاهوت، والتدريب على العمل التربوي والمدرسي والاجتماعي والرعوي لمدة اثني عشر عاما.

في 21 من يونيو 1964، سيم كاهنا في كنيسة العائلة المقدسة، بدير الآباء اليسوعيين بالفجالة بالقاهرة، علي يد صاحب الغبطة مثلث الرحمات الأنبا اسطفانوس الأول.

خدم الأب منير طوال سنوات كهنوته الخمسين في عدد كبير من الأماكن، في القاهرة والمنيا وجراجوس والسودان ونجع حمادي، وأخيرا طلب من الرهبنة أن يخدم في منطقة أرمنت، ومنذ عام 1988 حتى الآن، وهو يقوم بالخدمة الإنسانية والاجتماعية ، ويعاونه الآباء اليسوعيين وأعضاء جمعية مفتاح الحياة.

تنوعت هذه الخدمات وازدات لرعاية طبقات المجتمع الأكثر احتياجا، وخاصة الاهتمام بالطفل والمرأة والأرملة والفقير والمريض. تقدم هذه الخدمات لكل فئات المجتمع بدون تمييز في الجنس أو تفرقة في الدين.

من أجل تطوير وتحسين هذه الخدمات، قام بتأثيث الحضانات في قري الماريس وأرمنت الحيط وأرمنت الواوابورات لتربية النشئ والأطفال، كما أسس المستوصفات لخدمة المرضى الفقراء، وبني دارا لرعاية الأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وعمل على تأسيس ورشة للنجارة والحدادة، لتدريب الشباب علي الكثير من المهن والحرف وتأهيلهم لخدمة المجتمع والوطن، ومازالت كل هذه الخدمات تقوم بعملها ورسالتها خير قيام.

تقديرا للخدمات الاجتماعية للأكثر احتياجا التي قام بها الأب منير، في يوم الجمعة 28 من فبراير 2014، قامت الهيئة القبطية الإنجيلية بتكريمه ومنحته جائزة القس الدكتور صموئيل حبيب للعمل الخدمي والاجتماعي.