stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

اليوم العالمي للشباب لعام ٢٠٠٠ ودعوة البابا يوحنا بولس الثاني

831views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

20 أغسطس 2020

لعشرين سنة خلت دعوة قويّة لعدم الاستسلام وجّهها القديس يوحنا بولس الثاني، شاب بين الشباب، للجموع الذين شاركوا في أمسية الصلاة في اليوم العالمي للشباب في روما. مقابلة مع جيجي دي بالو رئيس منتدى العائلات.

لا تزال مطبوعة في الذاكرة صور ساحة “Tor Vergata” المكتظّة بأكثر من مليوني شاب وشابة وبحضور البابا يوحنا بولس الثاني الذي وبالرغم من عمره والتعب شارك في أمسية الصلاة والقداس الإلهي في اليوم التالي أيضًا. لقد كان سعيدًا لرؤيته لحماس الشباب وفرحهم المعدي وكان يلوّح معهم بيديه على أنغام النشيد ” Jesus Christ you are my life “. رجل مُسنٌّ ولكنّه يتحلّى بقوّة الشاب، جدّي لأنّه يعرف قوة ونطاق الرسالة التي عليه أن يشهد لها والعديد من المأساة التي تخترق حياة الإنسان، ولكنّه في الوقت عينه يبتسم وهو مُفعم بالرجاء. إنَّ كلماته النبوية في تلك الليلة لم تذهب سُدًا، ورؤية هذه الصور مجدّدًا لا يمكنها إلا أن تجعل من شارك في هذه اللحظات يذرفون دموع الفرح والتأثّر.

كان العام ٢٠٠٠، لعشرين سنة خلت وفي مشهد عالمي مختلف تمامًا. ومن كان شابًا في تلك الفترة هو اليوم أب أو أم أو كاهن أو مكرّس أو مكرّسة، وفي تلك الليلة في التاسع عشر من آب أغسطس قال البابا يوحنا بولس الثاني أنّه لن ينسى أبدًا هذه “الجلبة” في روما وكذلك لم ينسها أيضًا جميع الشباب الذين شاركوا في اليوم العالمي للشباب والذين سمّاهم البابا القديس رقباء الصبح إذ سلّمهم مهمّة ملموسة إذ قال: خلال القرن الذي ينتهي، كان يتمُّ استدعاء الشباب مثلكم إلى تجمعات محيطية لتعلم الكراهية، وليتمَّ إرسالهم للقتال ضد بعضهم البعض. ثم تبين أن العديد من الأفكار المسيحانيّة العلمانية، التي حاولت أن تحل محل الرجاء المسيحي، قد ظهرت كجحيم حقيقي. لكنّكم اجتمعتم هنا اليوم لتؤكدوا أنّكم وفي هذا القرن الجديد لن تكونوا أدوات للعنف والدمار، وسوف تدافعون عن السلام، وتدفعوا بأنفسكم إذا لزم الأمر. أنتم لن تستسلموا لعالم يموت فيه البشر من الجوع، ويبقون أميين، ويفتقرون إلى العمل. أنتم ستدافعون عن الحياة في كل مرحلة من مراحل نموِّها، وسوف تسعَون بكل طاقتكم لكي تجعلوا هذه الأرض صالحة للسكن أكثر وأكثر للجميع.

من بين آلاف الشباب الحاضرين، يتذكر جيجي دي بالو، رئيس منتدى العائلات، زوج وأب لخمسة أطفال، والذي شارك أيضًا في تنظيم اليوم العالمي للشباب، مشاركته وكيف أن كلمات البابا في ذلك المساء قد طبعت حياته. “لقد كانت وصية روحية بالنسبة لنا – قال جيجي دي بالو – لقد كانت دعوة إلى عدم الاستسلام إزاء الألفيّة الثالثة”. خطاب “موجه كله نحو المستقبل”، تمحور حول الدعوة إلى عدم الاستسلام. جيل لم يستسلم وهو مكوَّن اليوم من العديد ممن أصبحوا آباء وأمهات على الرغم من الصعوبات: “لقد تزوجت وأنجبت أطفالًا، وأنا مدين بالكثير لتلك الليلة”.

تابع جيجي دي بالو يقول إنَّ كلمات البابا هذه، لا يمكننا أن نسمح لها بأن تفلت منا، ولا يمكننا أرشفتها على أنها من الماضي؛ إنَّ استخدام الفعل في المستقبل يعبر، من بين أمور أخرى، عن ثقة البابا فويتيوا الكبيرة في الشباب. محوريٌّ موضوع الثقة، والتي يبدو أنّ الشباب يفتقرون اليوم إليها. وإذ منحنا البابا ثقته كان لهذه الثقة ثمارًا عديدة: فقد شعرت بأن شخصًا يثق بي وشعرت أنني أردُّ هذه الثقة. وعلاقة الثقة هذه لا تنتهي هنا، بل على العكس. ففي تلك الأمسية التاريخية شجّع البابا فويتيوا الشباب وذكّرهم بأنَّ الإيمان لا يزال ممكنًا، على الرغم من الصعوبات، حتى في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الذي كان سيبدأ، وقال: إن الإيمان ممكن بمساعدة النعمة، يكفي أن يقول المرء “نعم” ليسوع! في الواقع، يسوع هو الذي تبحثون عنه عندما تحلمون بالسعادة؛ هو الذي ينتظركم عندما لا تكتفون بما تجدونه؛ إنه الجمال الذي يجذبكم؛ هو الذي يحرّككم بهذا التعطش للجذريّة التي لا تسمح لكم بالتكيُّف مع التسويات؛ هو الذي يحثكم على خلع الأقنعة التي تجعل الحياة زائفة؛ وهو الذي يقرأ في قلوبكم أصدق القرارات التي يرغب الآخرون في خنقها. إن يسوع هو الذي يثير فيكم الرغبة في أن تجعلوا من حياتكم شيئًا رائعًا، والرغبة في اتباع مثال أعلى، والشجاعة لكي تلتزموا بالتواضع والمثابرة من أجل تحسين أنفسكم والمجتمع، وتجعلوه أكثر إنسانية وأخوَّة.

أما في اليوم الثاني وخلال القداس الإلهي توجّه الأب الأقدس مباشرة إلى إعلان الإنجيل مذكرًا بمثال شجاعة القديسة كاترينا السيانية شفيعة إيطاليا وأوروبا وقال أنا متأكد من أنكم أنتم أيضًا، أيها الأصدقاء الأعزاء، ستكونون على مستوى الأشخاص الذين سبقوكم؛ وسوف تحملون إعلان المسيح إلى الألفية الجديدة. وعند عودتكم إلى بيوتكم، لا تضيعوا! بل ثبّتوا وعمّقوا انتماءكم للجماعات المسيحية التي تنتمون إليها. من روما، من مدينة بطرس وبولس، يرافقكم البابا بمحبة كبيرة، وإذ يعيد صياغة تعبير للقديسة كاترينا السيانية، يقول لكم: “إذا أصبحتم ما ينبغي عليكم أن تكونوا، فسوف تشعلون النار في العالم كله!” كلمات لم تبقى بدون صدى وخلال هذه السنوات العشرين قد أثمرت ولا تزال تحمل ثمارًا وافرة.