اما أنت فمتى صليت – الأب وليم سيدهم
اما أنت فمتى صليت
هل كان من الضرورى أن يمر العالم بوباء “كورونا” حتى يختبر الصلاة في البيت؟ فبعد قرار الحكومات والدول حظر النزول من البيت بسبب وباء كورونا وغلق جميع الكنائس وجميع الجوامع في جمهورية مصر العربية ومنع أى تجمعات ورفض التجمعات حول الموتى وإقامة السرادقات أو مجالس العزاء، لأول مرة في العالم يصبح خلاص العالم مُعلق على “الإنعزال” أو العزلة التامة بعيدًا عن أى بشر آخرين.
أصبح الإتصال الحميمي المُعبر عن الصداقة والحب وروح الجماعة مُجرَّم ومُحرَّم. ماذا حدث للبشرية؟ أين علماء نوبل وعلماء الفلك والطب وعلماء الأدوية؟
فجأة وجد العالم نفسه عُريانًا في مواجهة عدو غير مرئي، فبعد الحروب التي قضت على بلدان وعائلات ومجتمعات في الشرق الأوسط بواسطة القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة بعد إستخدام أقذر الأسلحة وأشدها فتكًا والتى كانت تتم ومازالت في البلدان الفقيرة وصاحبة الموارد.
لقد تعرى أسياد العالم اليوم، الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وفرنسا والمانيا وكندا، لقد اكتشفنا خلال شهر تهافت هؤلاء الأقوياء والفراغ الذي كانوا يخبونه بغمامة من الحروب التي لا تنتهي شرقًا وغربًا من أجل احتكار البترول والغاز والألماس
إنهم لا يملكون إلا رؤية واحدة هي تدمير الشعوب القصيرة يتغذوا بخيراتها ومواردها الأولية، كل الإختراعات مُسخرَّة لخلق أدوات الدمار والموت، عنصرية الغرب وصنع ثقافة الموت.
ما هذا الواقع الحزين والمذري؟ الذي يقوده الأنانيون قصار النظر، عديمي الخيال وعديمي الإنسانية، إنهم مجموعة من مرضى السوق ومرضى السلطة المبنية على القهر والقتل والنهب.
نعم، إننا في خطر الموت لماذا؟ لأننا لم نحسن إستخدام امكانياتنا العقلية والذهنية التي وهبها الله لنا لنحصن أنفسنا من مثل هذه المخاطر الوبائية.
إن العمى الذي أصاب البشرية في القرن الواحد والعشرين هو العمى الذي أصاب الفريسيين منذ ألفين عامًا، ولأن الله يريد أن يشفي فاقد البصر فإن فاقدي البصيرة يمنعونه بكل الأشكال.
اليوم في ظروف هذا التهديد يدعونا يسوع لكي نغسل أعيننا من المياة الزرقاء التي حجبت عنا الرؤية اليوم، والمياة الزرقاء اليوم هي قُصر نظر أسياد هذا العالم وعدم مراعاتهم للتوازن البيئي وخلخلتهم لأسس الحياة البيولوجية والفيزيقية لهذا الكوكب.
لقد حان وقت الصلاة في المنزل، وقت اللقاء الحميمي مع الله لنسمع منه كلمة تعزية ولنستغفره على إساءة إستخدام خليقته وإساءة إستخدام عقولنا الصغيرة في علاقاتنا مع الكون والخليقة.