stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

بركات الخدمة-الإكليريكي جوزيف منير

5kviews

imagesca8rog4qبركات الخدمة-الإكليريكي جوزيف منير

·  مُقدّمة

ما نوعيّة الخدمة الّتي أفضلها ؟       

ما هو مفهوم الخدمة بالنّسبة لي ؟       

ما هي البركات أو التعزيات الّتي يمنحها الله للخادم ؟       

– أقوى مشهد للخدمة هو مشهد غسل الأرجل (يو13)، حيثُ يُظهر الخدمة الحقيقيّة:

+ محبَّة الخادم الّتي تجعله مُتواضعًا، يقبل أخطاء وعيوب المخدومين، ويساعدهم على أن يتقدموا في طريق المسيح.

+ تعبير الخادم عن محبته لمخدوميه.

+ الخادم وسيلة حبّ يرسلها الله للمخدومين، حيثُ ينقل حبَّ الله إليهم، ويساعدهم على تجاوب المحبَّة.

+ الخادم المتخلي عن أمور كثيرة، فشغله الشّاغل هو مخدومه.

+ الخادم هو صورة المسيح، قدوة ومثال للجميع في الخدمة.

– تمنح الخدمة الخادم العديد من النّعم والبركات والتعزيات منها:

1- الفرح     

” … فرح الرّبِّ هو قُوّتكم” (نح8: 10)

ما هو موضوع فرح الخادم ؟

+ فرح صديق العريس:

” وأمَّا صديق العريس الذّي يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس. إذًا فرحي قد كمل” (يو3: 29)

– أُطلق لقب صديق العريس على يوحنّا المعمدان، لأنَّه جاء ليُعدَّ الطريق أمام المسيح، واكتمل فرحه لحظة ظهور يسوع، أي لحظة عماده، عندما سمع صوتًا من السّماء يقول: ” هذا هو ابني الحبيب، الذّي به سُررت” (مت3: 17).

– كلُّ خادمٍ هو صديق العريس، أي صديق يسوع المسيح، يُعدُّ الطريق للمسيح في قلوب المخدومين. عروس المسيح هي نفس المخدوم، الّتي يُعدّها الخادم لكي تستقبل عريسها السّماوي “يسوع”. فالخادم هو مُمثل عن يسوع، وجزء منه في آنٍ واحدٍ.

– صديق العريس شريك العريس في فرحه، فهو يفرح للعريس ومع العريس.

– الخادم هو شاهد فرح؛ لمَّا اختبره في علاقته مع يسوع من سلامٍ داخلي، يُعلنه للجميع في خدمته وحياته وسلوكه.

– إذا كان الإنجيل هو البشارة المُفرحة، ويسوع هو كلمة الله، فالخدمة الّتي هي إعلان كلمة الله “يسوع” هي موضوع فرح الخادم.

+ الفرح بتوبة الخطاة:

– الخادم الحقيقي هو مَنْ يفرح بتوبة الخاطىء مع القديسين والملائكة في السّماء ” … يكون فرحٌ قُدام ملائكة الله بخاطىء واحدٍ يتوب” (لو15: 10)، فالخادم يفرح مرتين، أوّلاً: لأنَّ الله استخدمه، ثانيًّا: لأنَّ هناك نفسٌ ضائعةٌ قد عادت لحظيرة يسوع.

– الخطر الحقيقي لكلِّ خادمٍ هو الانشغال بالخدمة أكثر من رب الخدمة، فلا تنس أيُّها الخادم أنَّك مسئولٌ عن نفوس مخدوميك، لتقودها إلى السّماء.

+ الفرح بالقُوّة المُستمدة من الكلمة:   

– الخادم يستمد قوته من ك.م، وعلاقته بالرّبِّ يسوع من خلال التأمل اليومي وقراءاته الرّوحيّة، حيثُ يكتشف رسالة الله له المُتجددة. كما عليه أن ينقل هذه القُوّة أي قُوّة يسوع لنفوس مخدوميه.

+ الفرح بازدياد الآخرين:

– ليكن شعار كلّ خادمٍ ” ينبغي أنَّ ذلك يزيد وأنَّي أنا أنقص” (يو3: 30).

– الخدمة تتطلب من الخادم أن يعطي ويساعد كلَّ إنسان، القوي والضعيف. علامة العطاء الحقيقي هو فرح الخادم بنمو الآخرين وتقدمهم ولو كان ذلك على أساس نقصه هو ” مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 20: 35).

” وأمَّا أنا فبكلِّ سرورٍ أُنفق وأُنفق لأجل أنفسكم وإنْ كنتُ كلّما أحبّكم أكثر أُحب أقل،فليكن”(2كو12: 15-16)

+ الفرح بدعوة الخدمة:

– إذا اشتهينا الخدمة كعملٍ نقدّمه لله فتكون شهوةً صالحةً، إمَّا إذا بحثنا عن تحقيق ذواتنا ونجاحنا الشّخصي، وسعينا وراء أعلى مناصب الخدمة، والظّهور تكون شهوتنا للخدمة شهوةً رديئةً.

– الخدمة هي علامة محبتنا للمسيح ” أتحبني… ارع خرافي، أتحبني… ارع غنمي، أتحبني… ارع غنمي”(يو21: 15-17). لذلك فالدّخول في الخدمة، هو دخول إلى فرح الملكوت أي فرح السّيد المسيح.

+ الفرح بسرِّ الآلام”:

– الخادم هو قبل كلّ شيءٍ خادم سرّ الآم المسيح، فسرُّ الفرح يكمن في سرِّ الألم، حيثُ التألم من أجل الرّبِّ يسوع هو فرح النفس بالله. الحبُّ يُسبب الفرح والألم معًا، فمَنْ يحبُّ يضحي وفي التضحية ألم.

– الخادم الحقيقي هو شريك يسوع في كلِّ شيءٍ، في الآمه وأفراحه ومجده، فطريق الوصول إلى المجد مفروش بالألم “… الذّي من أجل السّرور المُوضوع أمامه احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي فجلس في يمين عرش الله” (عبر12: 2).

” يا بني، إنْ أقبلت لخدمة الرّبِّ فأعدد نفسك للمحنة” (بن سيراخ 2: 1).

– الشّركة الحقيقيّة بين الأحبّاء تقوم على تبادل الأفراح والأحزان، وكشف أعماق أسرار القلب.

– إنَّ حضور يسوع يُعطي مذاقًا خاصًا للألم، فينشأ فرح داخلي في قلب الخادم، هو فرح يسوع المتألم.

2- القُوّة

– الخادم… إنسان قوي بالرّوح؛ لأنَّه على صورة الله ومثاله (تك1: 27) في العقل والحُرّيّة والأرادة، كما أنَّه هيكل الرّوح القدس (1كو6: 19).

– قُوّة الخادم هو الله نفسه ” قُوّتي وترنّمي الرّبُّ وقد صار لي خلاصًا” (مز118: 14).

– الخادم… قوي في مواجهة الصعوبات وتحمّل الآم الخدمة من أجل يسوع ” تشدَّد وتشجّع. لا ترهب لأنَّ الرّبَّ إلهك معك حيثّما تذهب” (يش1: 9).

– قُوّة الخادم هنا قُوّة روحيّة، ليست ضد الوداعة والتواضع؛ فيسوع كان وديعًا ومتواضع القلب، وفي نفس الوقت كان قُوّيًّا في معارضته للكتبة والفريسيين، فالقُوّة قُوّة الإرادة، قُوّة المحبَّة، قُوّة الرّوح في الدّاخل، الّتي تُعبّر عن نفسها في الخارج بأسلوبٍ روحي.

– الخادم يطلب القُوّة والمعونة من الله بالصلاة والاتضاع ونقاوة القلب.

– تظهر قُوّة الخادم في أمورٍ عديدة مثل:

+ قُوّة الحبِّ والبذل: فمحبَّة الخادم يجب أن تكون “… قوّيّةٌ كالموت… مياهٌ كثيرةٌ لا تستطيع أن تُطفىء المحبَّة والسّيول لا تغمرها” (نش8: 6-7). كما تظهر هذه المحبَّة في تقديم الذّات ليسوع “… قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك” (مت19: 27).

+ قُوّة إيمان: ثقة مُطلقة في عناية يسوع لنا “… إذا سرتُ في وادي ظلّ الموت لا أخاف شرًّا لأنَّك أنت معي” (مز23: 4)، “… كلُّ الأشياء تعملُ معًا للخير للذّين يحبون الله…” (رو8: 28).

+ قُوّة صلاة: صلاة بانسحاق وبلجاجة وبحبٍّ وبخشوع، صراع وجهاد مع الله، مثلما صارع يعقوب مع الله “… لا أُطلقك إنْ لم تباركني” (تك32: 26).

+ قُوّة توبة: توبة بلا رجوع، انسحاق كلّي وتسليم كامل أمام الله.

+ قُوّة اعتراف بالخطأ: فإذا شعر بأنَّه أخطأ، يكون قادرًا بسهولةٍ أن يتنازل عن رأيه، بكلٍّ مرونةٍ وبغير عنادٍ.

+ قُوّة ضبط النفس: أن يكون قادرًا على ضبط أفكاره وكلامه وتصرفاته، كما يضبط مشاعر قلبه وعواطفه ولسانه، وغرائزه وانفعالاته ” البطيء الغضب خيرٌ من الجبَّار ومالك روحه خيرٌ ممَّن يأخذ مدينةً” (أم16: 32).

+ قُوّة تحمل: يستطيع الخادم أن يحتمل طباع الآخرين وأخطائهم، وأن يُحوّل الخد الآخر ويمشي الميل الثّاني ويصبر على كلِّ شيءٍ.

+ قُوّة شخصية: الخادم قوي في فهمه، وقدرته على الاستيعاب، وسرعة بديهته، وحمته في التصرف، وتحمل المسئولية، وتأثيره الإيجابي في الآخرين.

3- النّجاح

“… أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا كما أنَّ نفسك ناجحةٌ” (3يو2)

– الله يمنح الخادم نعمة النّجاح في كلِّ حياته (الرّوحيّة – العائليّة – الخدمة – مع الجميع).

– أمثلة لخدام ناجحين في ك.م: يوسف الصديق ” وكان الرّبُّ مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا” (تك 39: 2)، داود أمام جليات، نحميا في بناء أسوار أورشليم ” إله السّماء يُعطينا النّجاح ونحن عبيده نقوم ونبني” (نح 2: 20).

– الخادم الحقيقي لا يبحث عن نجاح ذاته في الخدمة، فهو يقوم بما يستطيع أن يقدمه، ويترك الثّمار لله، وإذا فشل يقول: ” الفشل ما هو إلاَّ نجاح ساحق مُؤجل”.

– النّجاح لا يعني عصمة الخدام من الضيقات والمشاكل، إنَّما في صمدوهم وثباتهم في مواجهة المسيح رغم كلّ الشّدائد ” كمجهولين ونحن معروفون. كمائتين وها نحن نحيا. كمُؤدبين ونحن غير مقتولين. كحزانى ونحن دائمًا فرحون… ” (2كو6: 9-10).

– الخادم النّاجح يحتاج إلى قلبٍ قوي، شخصية قُوّية في مواجهة المشاكل، فكر هادىء، إيمان وصلاة. علينا أن نقتدي دائمًا بالخدام النّاجحين.  

·  المراجع

– متّى المسكين (الأب)، الخدمة، مطبعة دير القدّيس أنبا مقار، وادي النّطرون، 1982.

– شنودة الثّالث (بابا)، الإنسان الرّوحي، مطبعة الأنبا رويس، ط3، القاهرة، 2001.