بطريركية الاسكندرية للأرمن الكاثوليك – صوت الراعي – تأملات مريمية بمناسبة عيد انتقال العذراء مريـم إلى السماء ( اغسطس / آب ٢٠٢٠ )
” لا أفهم مريـم العذراء من غير يسوع “
اليوم السابع عشر :
” مريم ملكة الكون ، وعلامة عزاء ورجاء أكيد لشعب الله في غربته على الأرض ”
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
( نور الأمم – lumen gentium : دستور عقائدي في الكنيسة ، الأعداد ٦٨ و ٦٩ ) .
إن العذراء التّي عُصِمَت من دنس الخطيئة الأصليّة، قد نُقِلَت إلى مجد السّماء بنفسها وجسدها وقد مُنِحت من الرّب صفة ملكة الكون لكي تصبح أكثر فأكثر على صورة ابنها رب الأرباب وقاهر الخطيئة والموت… كما أنَّ أمَّ يسوع في تمجيدها الآن في السماء بجسدها وروحها هي صورةُ وبَدءُ الكنيسة التي ستبلغ كمالها في الدّهر الآتي، هكذا إنَّها تزهو على هذه الأرض علامةَ العزاءِ والرجاء الأكيد لشعبِ الله في غربته إلى أن يأتي يوم الرب ( بطرس الثانية ٣ : ١٠ ).
إنَّ هذا المجمع المقدس ليفرحُ فرحًا عظيمًا ويتعزّى، إذ يَجِدُ بين الأخوةِ المنفصلين من يُقدِّمُ التكريم الواجب لأمّ الربّ والمخلّص، لا سيّما عند الشرقيّين الذين يُساهمون في إكرامِ أمِّ الله الدائمة بتوليّتها باندفاعٍ حارٍّ ونفس متعبّدة. وليُصعِد المسيحيّون كلّهم إلى أمّ الله وأمّ البشر توسُّلاتٍ ملحّةٍ كي تشفع الآن أيضًا أمام ابنها في السماء، في شركة القدّيسين كلّهم؛ هي التي ارتفعت فوق الملائكة والقدّيسين، وعَضَدَت بصلواتها الكنيسة في مَهدها حتّى تجتمع بفرحٍ كلُّ عائلاتِ الشعوب سواء تلك التي تتشرّف بحمل الاسم المسيحي، أو تلك التي تجهل بعدُ مخلّصَها، في سلامٍ ووفاقٍ في شعبِ الله الواحد لمجد الثالوث المقدّس وغير المُنقسم .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
#المطران_كريكور_اةغسطينوس_كوسا