stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصرروحية ورعويةكنيسة الأرمن الكاثوليكموضوعات

بطريركية الاسكندرية للأرمن الكاثوليك – صوت الراعي _ تأملات مريمية بمناسبة عيد انتقال العذراء مريـم إلى السماء ( اغسطس / آب ٢٠٢٠ )

381views

” لا أفهم مريـم العذراء من غير يسوع “

اليوم الرابع والعشرون :
” مريـم أُمّ الأوجاع ”
هل كانت مريـم العذراء تعرف منذ البداية مراحل الآم إبنها الرب يسوع وموتهِ مصلوباً ؟
يقول القدّيس ألفونس غرينيون دي مونفور في كتابه أمجاد مريم البتول ، أنّ الله كشف للعذراء القدّيسة مريم ، عن الآم يسوع المسيح والميتة الشنيعة التي مزمع أن يموتها منذ البداية لخلاص البشرية . فمنذ لحظة ولادة إبنها يسوع كانت تعرف هذا كُلّه ، وقد أنبأها سمعان الشيخ عندما قال لها : ” وانت سينفُذُ سيفٌ في نفسِكِ ” ( لوقا ٢ : ٣٥ ) . وكانت تتوجّع مدركةً تضحية المسيح إبنها ، وأيضاً تضحيتها ، والآلام التي ستتألّمها معه . لهذا تدعوها الكنيسة ليس فقط أمّ الأوجاع والألآم ، لكن أيضاً سلطانة الشهداء . لأن إستشهادها بدأ منذ ولادة يسوع لسابق معرفتها بمخطّط الله الخلاصي .
يقول الفيلسوف سينكا: ” إنّ الإنسان الذي يقدر أن يعلم الشرور المزمعة أن تحيط به في حياته الآتية هو تعيس للغاية ” . وحقاً إنّ الربّ يصنع معنا رحمةً عظيمة بعدم كشفه لنا الصلبان التي يجب أن نحملها في حياتِنا . حتى إذا لزم أن نتألّم بها، فلا يدركنا التوجّع إلا مرّةً واحدة حين حلول الشدّة والضيق فقط . غير أن الله لم يستعمل هذه الملاحظة الرؤوفة مع مريم البتول التي قد حصلت على معرفة الألآم التي كانت مستعدّة أن تتألّم بها. لأنه عزّ وجلّ ، كان يريد أن يجعلها سلطانة الأوجاع والألآم ، وأن تكون شبيهة بإبنها في كل الأشياء .
وهكذا كانت على الدوام ترى العذابات والأوجاع والألآم أمام عينيها، ومتألّمة من دون إنقطاع بملاحظتها العذابات كلِّها، التي كان إبنها الحبيب يسوع مزمعاً أن يحتملها ويموت بها على خشبة الصليب .
” وانتِ أيضاً سينفُذُ سيفٌ في نفسِكِ ،لتنكشف الأفكارُ عن قُلوبٍ كثيرة ” ( لوقا ٢ ٣٥ )
أوحت البتول مريم العذراء ، والدة الإله للقدّيسة ماتيلدا أنها حالما سمعت من البار سمعان هذه النبؤة ، إنقلب فيها الفرح إلى الحزن والتوجّع . وأوحِيَ للقدّيسة تريزيا أنّ هذه الأُمّ الإلهية، كانت تعلم من قبل ، بالقربان الذي كان يجب عليها أن تقدّم به إبنها ذبيحة لله أبيه ، من أجل خلاص العالم وفدائه .
ويقول القدّيس برناردوس : ” إنَّ مريم البتول كانت عند مشاهدتها طفلها الإلهي يتألم ، تتأمّل في أنّ قوّة القدّيسين وبرجهم الحصين مُقبل على النزاع والموت، وإنّ جمال الفردوس السماوي ونعيمه لا جمال له ولا بهاء ، بل تشاهد صورته مهانة ومضطهدة . وإنّ سيّد العالم وربّ الكائنات سيُربط مُقيّداً كمجرم . وإنّ خالق البرايا بأسرها سيُلطم ويُجلد ، وإنّ قاضي القضاة وديّان العالمين سيُحاكَم ويُقضى عليه بالموت ، والموت على الصليب . وإنّ مجد السماوات وزينتها سيُحتقر ويُهان . وإنّ سلطان السلاطين وملك الملوك سيُكلّل بإكليل من شوك ، ويُعامَل باستهزاء كأنه ملك للسخرية ” .
حبّ عظيم كهذا من والدة الإله، ألا يستحق منّا معرفة الجميل نحوها؟ ألا ينبغي لنا على الأقل، أن نكافئ جميلها بتأمّلنا في أوجاعها وأحزانها؟
يا سُلطانة الشُهداء ، صلّي لإجلنا
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

#المطران_كريكور_اوغسطينوس_كوسا