stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل 20/11/2018

815views

تاملك 20-11-2018‏

مز88‏

‏1يَا رَبُّ إِلهَ خَلاَصِي، بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ صَرَخْتُ أَمَامَكَ، ‏‏2فَلْتَأْتِ قُدَّامَكَ صَلاَتِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى صُرَاخِي، 3لأَنَّهُ ‏قَدْ شَبِعَتْ مِنَ الْمَصَائِبِ نَفْسِي، وَحَيَاتِي إِلَى الْهَاوِيَةِ ‏دَنَتْ. 4حُسِبْتُ مِثْلَ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْجُبِّ. صِرْتُ ‏كَرَجُل لاَ قُوَّةَ لَهُ. 5بَيْنَ الأَمْوَاتِ فِرَاشِي مِثْلُ الْقَتْلَى ‏الْمُضْطَجِعِينَ فِي الْقَبْرِ، الَّذِينَ لاَ تَذْكُرُهُمْ بَعْدُ، وَهُمْ مِنْ ‏يَدِكَ انْقَطَعُوا. 6وَضَعْتَنِي فِي الْجُبِّ الأَسْفَلِ، فِي ‏ظُلُمَاتٍ، فِي أَعْمَاق. 7عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ ‏تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي. سِلاَهْ. 8أَبْعَدْتَ عَنِّي مَعَارِفِي. جَعَلْتَنِي ‏رِجْسًا لَهُمْ. أُغْلِقَ عَلَيَّ فَمَا أَخْرُجُ. 9عَيْنِي ذَابَتْ مِنَ ‏الذُّلِّ. دَعَوْتُكَ يَا رَبُّ كُلَّ يَوْمٍ. بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ.‏
‏10أَفَلَعَلَّكَ لِلأَمْوَاتِ تَصْنَعُ عَجَائِبَ؟ أَمِ الأَخِيلَةُ تَقُومُ ‏تُمَجِّدُكَ؟ سِلاَهْ. 11هَلْ يُحَدَّثُ فِي الْقَبْرِ بِرَحْمَتِكَ، أَوْ ‏بِحَقِّكَ فِي الْهَلاَكِ؟ 12هَلْ تُعْرَفُ فِي الظُّلْمَةِ عَجَائِبُكَ، ‏وَبِرُّكَ فِي أَرْضِ النِّسْيَانِ؟

‏13أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ يَا رَبُّ صَرَخْتُ، وَفِي الْغَدَاةِ صَلاَتِي ‏تَتَقَدَّمُكَ. 14لِمَاذَا يَا رَبُّ تَرْفُضُ نَفْسِي؟ لِمَاذَا تَحْجُبُ ‏وَجْهَكَ عَنِّي؟ 15أَنَا مَِسْكِينٌ وَمُسَلِّمُ الرُّوحِ مُنْذُ صِبَايَ. ‏احْتَمَلْتُ أَهْوَالَكَ. تَحَيَّرْتُ. 16عَلَيَّ عَبَرَ سَخَطُكَ. أَهْوَالُكَ ‏أَهْلَكَتْنِي. 17أَحَاطَتْ بِي كَالْمِيَاهِ الْيَوْمَ كُلَّهُ. اكْتَنَفَتْنِي ‏مَعًا. 18أَبْعَدْتَ عَنِّي مُحِبًّا وَصَاحِبًا. مَعَارِفِي فِي ‏الظُّلْمَةِ.‏

الكلمة
لوقا 19: 1-10‏

ودَخَلَ أَريحا وأَخَذَ يَجتازُها. فإِذا رَجُلٌ يُدْعى زَكَّا وهو ‏رئيسٌ للعَشَّارينَ غَنِيٌّ قد جاءَ يُحاوِلُ أَن يَرى مَن هُوَ ‏يسوع، فلَم يَستَطِعْ لِكَثَرةِ الزِّحَام، لأَنَّه كانَ قَصيرَ ‏القامة، فتقدَّمَ مُسرِعاً وصَعِدَ جُمَّيزَةً لِيرَاه، لأَنَّه أَوشكَ ‏أَن يَمُرَّ بِها. فلَمَّا وصَلَ يسوعُ إلى ذلكَ المَكان، رَفَعَ ‏طَرْفَه وقالَ له: «يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ ‏أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ». فنزَلَ على عَجَل وأَضافَهُ ‏مَسروراً. فلمَّا رَأوا ذلك قالوا كُلُّهم متذَمِّرين: «دَخَلَ ‏مَنزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ لِيَبيتَ عِندَه!» فوَقَفَ زَكَّا فقال ‏لِلرَّبّ: «يا ربّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي، ‏وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحداً شَيئاً، أَرُدُّه علَيهِ أَربَعَةَ ‏أَضْعاف». فقالَ يسوعُ فيه: «اليَومَ حصَلَ الخَلاصُ لِهذا ‏البَيت، فهوَ أَيضاً ابنُ إِبراهيم. لأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ ‏لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه».‏

تامل

أتأمّل في زكّا الذي يعرف كم هو مكروه، ويتشوّق ‏ليرى يسوع
مفاجأة الرب: هو الذي “ينتظر” زكا، ويريد أن يذهب ‏إلى بيته ويرافقه في تفاصيل حياته
زكّا “يحبّ” الناس الذين يكرهونه، فهو يقدّر أسباب ‏كرههم له
إنَّ السرَّ الذي بسببهِ حاولَ زكا أن يرى مَنْ هو يسوع؛ ‏والذي مَكَّنَ زكا من أن يتخطى نظرةَ ازدراءِ الناسِ له، ‏وأن يتخطى قصرَ قامتِه؛ وأن يقبَل الربَّ يسوعَ في ‏بيتِهِ، وأن يوزِّعَ أمواله وينصِفَ مَنْ ظَلَمَ، هو تفاعلُ ‏زكا العشارِ معَ نعمةِ اللهِ ورحمته الحالية.‏
‏ هذه النعمةُ هي التي حضَّرَتْ زكا العشارِ لهذا اللقاءِ ‏معَ المسيح. فبفضلِ هذه النعمةِ التقت وأثمرتِ ‏المبادرتان،
المبادرةُ الإلهيةُ ( أي رحمةُ اللهِ التي تجلَّتْ في البحثِ ‏عن خلاصِ الهالك )‏
والمبادرةُ الإنسانيةُ (والتي تجلَّت في الرغبةِ ‏بالخلاص).‏

‏ بفضلِ هذه النعمةِ استخرجَ المسيح، من قلبِ زكا ‏المظلمِ والمليءِ بالخطايا، نوراً.‏
هذا النورُ هو نورُ الإيمانِ بقدرةِ اللهِ الخلاصيةِ للبشرِ ‏والتي ظهرت في أعمالِ المسيح. اللهُ الذي جاءَ في ‏يسوعَ المسيحِ باحثاً عنِ الخاطئِ ليخَلِّصَهُ.‏