تاملك 17-9-2019
مز6
يَا رَبُّ، لاَ تُوَبِّخْنِي بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُؤَدِّبْنِي بِغَيْظِكَ. 2ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي قَدْ رَجَفَتْ، 3وَنَفْسِي قَدِ ارْتَاعَتْ جِدًّا. وَأَنْتَ يَا رَبُّ، فَحَتَّى مَتَى؟
4عُدْ يَا رَبُّ. نَجِّ نَفْسِي. خَلِّصْنِي مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ. 5لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ. فِي الْهَاوِيَةِ مَنْ يَحْمَدُكَ؟ 6تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي. 7سَاخَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي. شَاخَتْ مِنْ كُلِّ مُضَايِقِيَّ.
8اُبْعُدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ بُكَائِي. 9سَمِعَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي. الرَّبُّ يَقْبَلُ صَلاَتِي. 10جَمِيعُ أَعْدَائِي يُخْزَوْنَ وَيَرْتَاعُونَ جِدًّا. يَعُودُونَ وَيُخْزَوْنَ بَغْتَةً.
الكلمة
لوقا .7: 11-….
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ذَهَبَ يَسوعُ إِلى مَدينَةٍ يُقالُ لَها نائين، وَتَلاميذُهُ يَسيرونَ مَعَهُ، وَجَمعٌ كَثير.
فَلَمّا ٱقَتَرَبَ مِن بابِ ٱلمَدينَة، إِذا مَيتٌ مَحمول، وَهُوَ ٱبنٌ وَحيدٌ لِأُمِّهِ وَهِيَ أَرمَلَة. وَكانَ يَصحَبُها جَمعٌ كَثيرٌ مِنَ ٱلمَدينَة.
فَلَمّا رَآها ٱلرَّبّ، أَخَذَتهُ ٱلشَّفَقَةُ عَلَيها، فَقالَ لَها: «لا تَبكي!»
ثُمَّ دَنا مِنَ ٱلسَّرير، فَلَمَسَهُ فَوَقَفَ حامِلوه. فَقال: «يا فَتى، أَقولُ لَكَ: قُم!»
فَجَلَسَ ٱلمَيتُ وَأَخَذَ يَتَكَلَّم، فَسَلَّمَهُ إِلى أُمِّهِ.
فَٱستَولى ٱلخَوفُ عَلَيهِم جَميعًا فَمَجَّدوا ٱلله، قائِلين: «قامَ فينا نَبِيٌّ عَظيم، وَٱفتَقَدَ ٱللهُ شَعبَهُ!»
وَٱنَتَشَرَ هَذا ٱلحَديثُ عَنهُ في شَأنِهِ في ٱليَهودِيَّةِ كُلِّها، وَفي جَميعِ ٱلنَّواحي ٱلمُجاوِرَة.
تأمل
«فلَمَّا رآها الرَّبّ أَخذَتُه الشَّفَقَةُ علَيها، فقالَ لَها: لا تَبكي!»
إن الرّب يسوع المسيح “هو صُورَةُ اللهِ و إنه الإنسان الكامل الذي رمَّمَ في ذرية آدم المثالَ الإلهي الذي شوَّهَته الخطيئة الأولى. لأنه هو الذي أخذَ الطبيعة البشرية دونَ أن يُلاشيها فرفَعَ هكذا طبيعتنا أيضاً إلى مرتبةٍ وكرامةٍ لا مثيلَ لهما. فبتجسُّدِهِ اتَّحَدَ ابن الله نوعاً ما بكلِّ إنسان. لقد اشتغل بيدي إنسانٍ وفكر كما يُفكر الإنسان وعمل بإرادة إنسانٍ وأحبَّ بقلبِ الإنسان. لقد وُلِدَ من العذراء مريم وصار حقاً واحداً منا شبيهاً بنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة (عب 4: 15)
وسر الإنسان وعظمته. هذا السر الذي يوضحه الوحي المسيحي ويتلألأ أمام أعين المؤمنين. فبواسطةِ الرّب يسوع المسيح وفيه يتضح وينحل لغز الألم والموت، ذلك اللغز الذي يسحقُنا إن نظرنا إليه بمعزلٍ عن إنجيل الرّب يسوع المسيح. لقد قامَ الرّب يسوع المسيحُ وبموته غلب الموت وأعطانا الحياة بغزارةٍ (الليتورجيا البيزنطيّة) حتى، بعد أن أصبحنا أبناء في الابن، نصرخ في الروح: أَبا، أيها الآب (رو 8: 15).