stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

409views

تامل الثلاثاء

شكر

لا أجد يا سيدي مكاناً يكفي لأن أكتب فيه ما تعطيه لي في حياتي.
أشكرك يا أبي من أجل محبتك الغالية.
أشكرك يا أبي من أجل عنايتك بي رغم انشغالي عنك.
أشكرك يا أبي على حمايتك لي من الاخطار والمصاعب.
أشكرك يا أبي على كل يوم جديد تعطيه لي كفرصه من أجل ان أحيا معك.
أشكرك يا أبي على نعمة الغفران التى تعطيها لي بدون مقابل.
أشكرك يا أبي من اجل دمك الكريم المسفوك من أجلي أنا ابنك الخاطئ الغير المستحق.
أشكرك يا أبي لأنك رفعت قيمتى من مجرد عبد مقيد بشرور ابليس الى ابن وارث لملكوت ابيه.
أشكرك يا أبي على عقلي على صحتي على تعليمي على عملي على اهلي على اصدقائي.
لا يكفيك يارب أي شكر فإنك تستحق كل الشكر تستحق كل المجد والاكرام.
انت الآب الذى يضع نفسه من أجل أبنائه رغم قساوة قلوبهم وضعفهم.

المزامير

بِوَصاياهُ يُسَرُّ كُلَّ ٱلسُّرور
جَليلًا في ٱلأَرضِ يَكونُ نَسلُهُ
دائِمةٌ هِيَ ٱلبَرَكَة عَلى أَبناءِ ٱلصّالحين

طوبى لِمَن كان مِنَ ٱلمُقرِضينَ ٱلعاطِفين
يُدَبِّرُ بِٱلإِنصافِ ما لَهُ مِن شُؤون
كَلّا، لَن يَتَزَعزَعَ أَبَدا
لِأَنَّ لِلصِّدّيقِ ذِكرًا مُخَلَّدا

نَفسُهُ آمِنَة
وَإِلى ٱلرَّبِّ مُطمَئِنَّة
سَيَظَلُّ غَيرَ خائِفٍ ثَبتَ ٱلجَنان
عَلى خَيبَةِ أَعدائِهِ يُصبِحُ شاهِدَ عَيّان

فَرَّقَ أَموالًا وَجادَ عَلى المَساكين
صَلاحُهُ يَدومُ أَبَدَ ٱلآبِدين
قَدِ ٱرتَفَعَ رَأسُهُ عِزًّا وَٱعتِزازا

إنجيل القدّيس يوحنّا 26-24:12

في ذَلِكَ الزمان، قالَ يسوع لتلاميذه: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا.
مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة.
مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي.

تامل

القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟ – نحو 420)، أسقف

القدّيس لورنسيوس، كَحَبَّة وقعَتْ في الأرض

تبدو حبّة الخردل للوهلة الأولى صغيرة وعاديّة وجديرة بالازدراء. فهي لا طعم لها ولا رائحة ولا رائحة زكيّة. لكن عند طحنها، ينتشر عطرها وتبرز قوتّها؛ أمّا طعمها، فهو ناريّ يحرق مُتذوِّقه إلى حدّ يجعلنا نتفاجأ من هذه الحرارة الكبيرة المختبئة في هذه الحبّة الشديدة الصغر… وبالمثل، يبدو الإيمان المسيحي للوهلة الأولى صغيرًا وعاديًّا وضعيفًا؛ فهو لا يظهر قوته ولا يتغنّى بتأثيره. لكن عندما تقوم التجارب المختلفة بسحقه، يظهر قوّته، وتتفجّر طاقته وترتفع شعلة الإيمان بالربّ. ويكتسب الإيمان قوّة عظيمة بالنار الإلهيّة؛ وإذا احترق، قام بتدفئة مَن يتشاركون هذا الإيمان، كما قال قلاوبا ورفيقه في الإنجيل المقدّس خلال حديثهما مع الربّ يسوع المسيح بعد آلامه: “ألَم يَكُنْ قَلبُنا مُلتَهِبًا فينا إذْ كانَ يُكلِّمُنا في الطريقِ وَيوضِحُ لَنا الكتُبَ؟” (لو 24: 32).

ويمكننا أن نقارن القدّيس الشهيد لورنسيوس بحبّة الخردل: فهو الذي سحقَتْه محاولات التعذيب المختلفة، استحقّ نعمة الشهادة المُشرقة أمام الأرض جمعاء. فهو عندما كان لا يزال على قيد الحياة، كان متواضعًا ومجهولاً وعاديًّا؛ لكن بعد عذاباته، وبعد أن مُزِّقَ جسده وحُرِقَ، نشرَ على جميع الأوفياء في العالم أجمع الرائحة العطرة لروحه النبيلة… إن نظرنا من الخارج، نرى أنّ هذا الشهيد كان يحرق في نار طاغية ظالم؛ لكن نارًا أكبر كانت تُلهبه من الداخل، وهي نار محبّة المسيح. لقد حاول هذا الملك الظالم إضافة الحطب إلى النار وإشعال نيران أشدّ وأكبر، إلاّ أنّ القدّيس لوران، ونتيجة نار إيمانه، لم يعد يشعر بألسنة اللهب تلك… فقدت عذابات الأرض أثرها عليه، وأصبحت روحه من سُكنى السماء.