تامل يوم الاثنين
شكرا يارب
لا أجد يا سيدي مكاناً يكفي لأن أكتب فيه ما تعطيه لي في حياتي.
أشكرك يا أبي من أجل محبتك الغالية.
أشكرك يا أبي من أجل عنايتك بي رغم انشغالي عنك.
أشكرك يا أبي على حمايتك لي من الاخطار والمصاعب.
أشكرك يا أبي على كل يوم جديد تعطيه لي كفرصه من أجل ان أحيا معك.
أشكرك يا أبي على نعمة الغفران التى تعطيها لي بدون مقابل.
أشكرك يا أبي من اجل دمك الكريم المسفوك من أجلي أنا ابنك الخاطئ الغير المستحق.
أشكرك يا أبي لأنك رفعت قيمتى من مجرد عبد مقيد بشرور ابليس الى ابن وارث لملكوت ابيه.
أشكرك يا أبي على عقلي على صحتي على تعليمي على عملي على اهلي على اصدقائي.
لا يكفيك يارب أي شكر فإنك تستحق كل الشكر تستحق كل المجد والاكرام.
انت الآب الذى يضع نفسه من أجل أبنائه رغم قساوة قلوبهم وضعفهم.
مزامير
وَغَضِبتَ، أَفَلا تَرجِعَ إِلَينا؟
زَلزَلتَ ٱلأَرضَ وَصَدَّعتَها
إِنَّها مُتَزَعزِعَةٌ، فَٱجبُر كَسرَها
أَذَقتَ شَعبَكَ ٱلأَمَرَّين
سَقَيتَنا خَمرًا فيها ٱلدُّوار
أَلَستَ أَنتَ، يا أَللهُ، وَقَد خَذَلتَنا
وَلَم تَعُد تَخرُجُ مَعَ قُوّاتِنا؟
إِمنَحنا في ٱلضَّرّاءِ عَونا
فَمِنَ ٱلوَهمِ أَن يولِيَنا ٱلبَشَرُ خَلاصا
إنجيل القدّيس متّى 5-1:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «لا تَدينوا لِئَلّا تُدانوا.
فَكَما تَدينونَ تُدانون، وَيُكالُ لَكُم بِما تَكيلون.
لِماذا تَنظُرُ إِلى ٱلقَذى ٱلَّذي في عَينِ أَخيك؟ وَٱلخَشَبَةُ ٱلَّتي في عَينِكَ، أَفَلا تَأبَهُ لَها؟
بَل كَيفَ تَقولُ لِأَخيكَ: دَعني أُخرِجُ ٱلقَذى مِن عَينِكَ؟ فَها هِيَ ذي ٱلخَشَبَةُ في عَينِكَ.
أَيُّها ٱلمُرائي، أَخرِجِ ٱلخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلًا، وَعِندَئِذٍ تُبصِرُ فَتُخرِجُ ٱلقَذى مِن عَينِ أَخيك».
دوروثاوس الغزّاوي (نحو 500 – ؟)
«عندئذٍ تُبصِر»
يُحوّل بعض الناس كلّ طعامٍ يتناولونه إلى مزاج سيّء، وإن كان هذا الطعام صحّيًّا. ولا يعود السبب في ذلك إلى الطعام، بل إلى مزاجهم الّذي يغيّر الطعام. وهكذا، إن كان استعداد نفسنا سيّء، كلّ شيء يؤلمها؛ فتحوّل حتّى الأمور المفيدة إلى أمور تؤذيها. إذا وضعنا بعض الأعشاب المُرّة في وعاء عسل، أفلن تغيّر طعم الوعاء كلّه وتجعل العسل كلّه مُرًّا؟ وهذا ما نفعله: ننشر البعض من مرارتنا ونحطّم خير القريب بالنظر إليه من زاوية وَضعِنا السيّء.
والبعض الآخَر لديهم مزاج يحوّل كلّ شيء إلى مزاج جيّد، حتّى الأطعمة الرديئة… للخنازير بُنيَة جيّدة جدًا. فهي تأكل القشور وبذور التمر والنفايات. ومع ذلك، فإنّها تحوّل هذا الطعام إلى لحم لذيذ. ونحن كذلك، إن كانت لدينا عادات حسنة ومزاج جيّد، يمكننا الاستفادة من كلّ شيء، حتّى مّما لا يُستَفاد منه. يقول سِفر الأمثال: “في مَعصِيَةِ الشَّفَتَين فَخُّ الشِّرِّير والبارّ يَخرُجُ مِنَ الضَيق” (أم 12: 13). لكنّه يقول في مكان آخَر: “إِبتَعِدْ عنِ الإِنْسانِ الجاهِل ولا تَمِلْ عن شِفاهِ العِلْم” (14: 7).
سمعتُ عن أحد الإخوة أنّه، إذا ذهب لرؤية أخ آخَر، ووجد زنزانته مهمَلَة وبلا ترتيب، كان يقول في نفسه: “كم هذا الأخ سعيد بتخلّيه الكامل عن الأمور الدنيويّة وبِرَفع نفسه إلى فوق، حتّى إنّه لم يَعُد يرغب في ترتيب زنزانته!” وإذا ذهب بعد ذلك إلى أخ آخَر ووجد زنزانته مرتّبة ونظيفة، كان يقول: “إنّ زنزانة هذا الأخ صافية مثل نفسه. كما حال نفسه، كذلك حال زنزانته!” لم يكن يقول أبدًا عن أحد: “هذا غير مرتّب” أو “ذلك تافِه”. فبفضل حالته الممتازة، كان يجد إفادة في كلّ شيء. فليمنحنا الله في صلاحه، لنا أيضًا، حالةً جيّدة لكي نستفيد من كلّ شيء ولا نفكّر أبدًا بسوء عن القريب. إن كان الشرّ الّذي فينا يُلهمنا أحكامًا وظنونًا، فلنحوّل ذلك سريعًا إلى أفكار صالحة. فعدم رؤية السوء في القريب يُوَلّد الخير، بمعونة الله.