تامل يوم الاربعاء
شكرا يارب
لا أجد يا سيدي مكاناً يكفي لأن أكتب فيه ما تعطيه لي في حياتي.
أشكرك يا أبي من أجل محبتك الغالية.
أشكرك يا أبي من أجل عنايتك بي رغم انشغالي عنك.
أشكرك يا أبي على حمايتك لي من الاخطار والمصاعب.
أشكرك يا أبي على كل يوم جديد تعطيه لي كفرصه من أجل ان أحيا معك.
أشكرك يا أبي على نعمة الغفران التى تعطيها لي بدون مقابل.
أشكرك يا أبي من اجل دمك الكريم المسفوك من أجلي أنا ابنك الخاطئ الغير المستحق.
أشكرك يا أبي لأنك رفعت قيمتى من مجرد عبد مقيد بشرور ابليس الى ابن وارث لملكوت ابيه.
أشكرك يا أبي على عقلي على صحتي على تعليمي على عملي على اهلي على اصدقائي.
لا يكفيك يارب أي شكر فإنك تستحق كل الشكر تستحق كل المجد والاكرام.
انت الآب الذى يضع نفسه من أجل أبنائه رغم قساوة قلوبهم وضعفهم.
مزامير
وإِليكَ أَرفَعُ يَدَيَّ في دُعائي
أَلَعَلَّكَ تَصنَعُ لِلمَوتى أَعاجيب؟
وهل تُبعَثُ الأَشباحُ لتُهدِيَ إِليكَ الثَّناء؟
أَيُحَدَّثُ في القُبورِ بودادِك؟
وفي مهاوي الهَلاك بأَمانتِك؟
أَفي الظَّلماءِ تُعرَفُ معجّزاتُك؟
ويُذكَرُ في تَرى النّسيان صِدقُك.
إِلَيكَ، أَيُّها الَولى، أَرفَعُ صُراخي
ويُبادِرُ إِلَيكَ في الصَّباحِ دُعائي؟
فلماذا يا رَبُّ، تَخذُلُني؟
وتَحجُبُ وَجهَكَ عنِّي؟
إنجيل القدّيس لوقا 62-57:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، بَينَما يَسوعُ وَتَلاميذُهُ سائِرون، قالَ لَهُ رَجُلٌ في ٱلطَّريق: «أَتبَعُكَ حَيثُ تَمضي».
فَقالَ لَهُ يَسوع: «لِلثَّعالِبِ أَوجِرَةٌ وَلِطُيورِ ٱلسَّماءِ أَوكار، وَأَمّا ٱبنُ ٱلإِنسان، فَلَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ».
وَقالَ لِآخَر: «ٱتبَعني!» فَقال: «يا رَبّ، إيذَن لي أَن أَمضِيَ أَوَّلًا فَأَدفِنَ أَبي».
فَقالَ لَهُ: «دَعِ ٱلمَوتى يَدفِنونَ مَوتاهم. وَأَمّا أَنتَ فَٱمضِ وَبَشِّر بِمَلَكوتِ ٱلله».
وَقالَ لَهُ آخَر: «أَتبَعُكَ يا رَبّ، وَلَكِنِ ائذَن لي أَوَّلًا أَن أُوَدِّعَ أَهلَ بَيتي».
فَقالَ لَهُ يَسوع: «ما مِن أَحَدٍ يَضَعُ يَدَهُ عَلى ٱلمِحراث، ثُمَّ يَلتَفِتُ إِلى ٱلوَراء، يَصلُحُ لِمَلَكوتِ ٱلله».
تامل
رفيق القدّيس فرنسيس الأسيزي (القرن الثالث عشر)
«أَقامَ ٱلرَّبُّ ٱثنَينِ وَسَبعينَ تِلميذًا آخَرين، وَأَرسَلَهُمُ ٱثنَينِ ٱثنَين» (لو 10: 1)
أيّها الفَقر، إنّ ابن الآب الملك “صار لجمالك عاشقًا” (راجع حك 8: 2)… عارفًا بأنّك ستكون رفيقه الأمين. قبل أن ينزل من وطنه المُشِعّ، أنت أعددتَ له مكانًا مناسبًا، وعرشًا يجلس عليه وسريرًا يرتاح عليه: العذراء الفقيرة جدًّا التي وُلد منها. منذ ولادته، كنت تسهر عليه؛ “قَمَّطَتهُ وأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ لأَنَّهُ لم يَكُنْ لَهُما مَوضِعٌ في الـمَضافة” (لو 2: 7). ورافَقتَهُ دائمًا، طيلة وجوده على الأرض: “لِلثَّعالِبِ أَوجِرَةٌ وَلِطُيورِ ٱلسَّماءِ أَوكار، وَأَمّا ٱبنُ ٱلإِنسان، فَلَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ” (لو 9: 58). عندما بدأ التعليم بنفسه، بعدما ترك الأنبياء يتكلّمون باسمه، مدحَكَ أنت في البداية: “طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات” (مت 5: 3).
بعدها، عندما اختار لنفسه بعض الأصدقاء ليكونوا شهودًا له على خلاص البشريّة، لم يدعُ التجّار الأغنياء، إنّما الصيّادين المتواضعين، لكي يُظهِرَ للجميع إلى أي حدّ يجب للاحترام الذي يكنّه لكَ، أيّها الفقر، أن يولّد المحبّة لك. أخيرًا، وكأنّه من الضروري أن يكون هناك دليل واضح ونهائي لقيمتكَ، ولكرامتِكَ، ولشجاعتكَ، ولتفوّقك على الفضائل الأخرى، كنتَ الوحيد الذي بقي أمينًا لملك المجد فيما تركه أصدقاؤه الذين كان قد اختارهم.
أنتَ رفيقه الأمين الذي عشقه، لم تتركه لحظة؛ بقيت مخلصًا له خاصّة عندما رأيته مزدرىً من الكلّ… كنت الوحيد الذي عزّاه. لم تتركه “حتّى الموت، موت الصليب” (في 2: 8)، حين كان عاريًا، وذراعاه ممدودتان، ويداه ورجلاه مسمّرة… فلم يبقَ له شيء يظهر به مجده سواك.