stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

752views

تاملك 5-2-2019‏

مز39‏

قُلْتُ: « أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً ‏فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي». 2صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ، ‏فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. 3حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ ‏النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي: 4«عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي ‏كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. 5هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَارًا، ‏وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ. إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلاَهْ. ‏‏6إِنَّمَا كَخَيَال يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلاً يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ‏ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا.‏

‏7«وَالآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ. 8مِنْ كُلِّ ‏مَعَاصِيَّ نَجِّنِي. لاَ تَجْعَلْنِي عَارًا عِنْدَ الْجَاهِلِ. 9صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ ‏فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ. 10ارْفَعْ عَنِّي ضَرْبَكَ. مِنْ مُهَاجَمَةِ يَدِكَ ‏أَنَا قَدْ فَنِيتُ. 11بِتَأْدِيبَاتٍ إِنْ أَدَّبْتَ الإِنْسَانَ مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِ، ‏أَفْنَيْتَ مِثْلَ الْعُثِّ مُشْتَهَاهُ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍنَفْخَةٌ. سِلاَهْ. 12اِسْتَمِعْ ‏صَلاَتِي يَا رَبُّ، وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي. ‏لأَنِّي أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي. 13اقْتَصِرْ عَنِّي ‏فَأَتَبَلَّجَ قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ فَلاَ أُوجَدَ».‏

الكلمة
مرقص 5: 21-43‏

ورجَعَ يسوعُ في السَّفينَةِ إِلى الشَّاطِئِ المُقابِل، فازدَحَمَ علَيه ‏جَمعٌ كثير، وهو على شاطِئِ البَحْر. فجاءَ أَحَدُ رُؤَساءِ المَجْمَعِ ‏اسمُه يائِيرس. فلَمَّا رآهُ ارتَمى على قَدَميْه، وسأَلَه مُلِحّاً قال: ‏‏«اِبنَتي الصَّغيرةُ مُشرِفَةٌ على المَوت. فتَعالَ وضَعْ يَدَيكَ علَيها ‏لِتَبرَأَ وتَحيا». فذَهبَ معَه وتَبِعَه جَمْعٌ كثيرٌ يَزحَمُه. وكانت ‏هُناكَ امرأَةٌ مَنزوفَةٌ مُنذُ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَة، قد عانَت كثيراً مِن ‏أَطِبَّاءَ كَثيرين، وأَنفَقَت كُلَّ ما عِندَها فلَم تَستَفِدْ شَيئاً، بل ‏صارت مِن سَيِّئٍ إِلى أَسوَأ. فلمَّا سَمِعَت بِأَخبارِ يسوع، جاءت ‏بَينَ الجَمعِ مِن خَلْفُ ولَمَسَت رِداءه، لأَنَّها قالت في نَفسِها: ‏‏«إِن لَمَسْتُ ولَو ثِيابَه بَرِئْتُ». فجَفَّ مَسيلُ دَمِها لِوَقتِه، ‏وأَحَسَّت في جِسمِها أَنَّها بَرِئَت مِن عِلَّتِها. وشَعَرَ يسوعُ لِوَقْتِه ‏بِالقُوَّةِ الَّتي خَرجَت مِنه، فالتَفَتَ إِلى الجَمعِ وقال: «مَن لَمَسَ ‏ثِيابي ؟» فقالَ له تَلاميذُه: «تَرى الجَمْع يَزحَمُكَ وتقول: مَن ‏لَمَسَني ؟» فأَجالَ طَرْفَه لِيَرَى الَّتي فَعَلَت ذلك. فخافَتِ المَرأَةُ ‏وارتَجَفَت لِعِلمِها بِما حدَثَ لَها، فَجاءت وارتَمَت على قَدَمَيه ‏واعتَرفَت بالحَقيقَةِ كُلِّها. فقالَ لها: «يا ابنَتي، إِيمانُكِ خَلَّصَكِ، ‏فَاذهَبي بِسَلام، وتَعافَي مِن عِلَّتِكِ». وبَينَما هُو يَتَكَلَّم، وَصَلَ ‏أُناسٌ مِن عِندِ رئيسِ المَجمَعِ يقولون: «اِبنَتُكَ ماتَت فلِمَ تُزعِجُ ‏المُعَلِّم ؟» فلَم يُبالِ يسوعُ بهذا الكَلام، بل قالَ لِرئيسِ المَجمَع: ‏‏«لا تَخَفْ، آمِنْ فحَسْبُ». ولَم يَدَعْ أَحَداً يَصحَبُهُ إِلاَّ بُطرُسَ ‏ويعقوبَ ويوحَنَّا أَخا يَعقوب. ولَمَّا وَصَلوا إِلى رئيسِ المَجمَع، ‏شَهِدَ ضَجيجاً وأُناساً يَبكونَ ويُعْوِلون. فدَخلَ وقالَ لَهم: «لِماذا ‏تَضِجُّونَ وتَبكون ؟ لم تَمُتِ الصَّبِيَّة، وإِنَّما هيَ نائمة»، ‏فَضَحِكوا مِنهُ. أَمَّا هو فأَخرَجَهم جَميعاً وسارَ بِأَبي الصَّبيَّةِ ‏وأُمِّها والَّذينَ كانوا معَه ودخَلَ إِلى حَيثُ كانَتِ الصَّبيَّة. فأَخَذَ ‏بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وقالَ لها: «طَليتا قوم !» أَي: يا صَبِيَّة أَقولُ لكِ: ‏قومي. فقامَتِ الصَّبيَّةُ لِوَقتِها وأَخَذَت تَمْشي، وكانتِ ابنَةَ اثنَتَي ‏عَشْرَةَ سَنَة. فَدَهِشوا أَشَدَّ الدَّهَش، فَأَوصاهم مُشَدِّداً علَيهِم أَلاَّ ‏يَعلَمَ أَحَدٌ بذلك، وأَمَرَهُم أَن يُطعِموها.‏

تامل
القدّيس بطرس خريزولوغُس ‏
‏«لِماذا تَضِجّونَ وَتَبكون؟ لَم تَمُتِ ٱلصَّبِيَّة، وَإِنَّما هِيَ نائِمَة»‏

إنّ كلّ قراءة للإنجيل هي ذات فائدة عظيمة لنا سواء للحياة ‏الحاضرة أو للحياة المستقبليّة. وبنوع خاصّ إنجيل اليوم، لأنّه ‏يحتوي على كامل رجائنا ويزيل كلّ سبب لليأس… رافق ‏رئيس المجمع الرّب يسوع المسيح إلى بيته، وفي نفس الوقت ‏أعطى الفرصة لامرأة كانت تعاني من نزيف لتأتي إلى الرّب ‏يسوع… كان الرّب يسوع يعرف المستقبل ولم يكن يجهل بأنّ ‏هذه المرأة سوف تأتي لملاقاته. إنّها هي التي ستُفهِم رئيس ‏اليهود أنّ الله لا يحتاج للتنقّل، وأنّه ليس من الضروريّ أن ‏نُريه الطريق أو أن نلتمس حضوره الجسديّ. على العكس، ‏يجب أن نؤمن بأنّ الله حاضر في كلّ مكان، وبأنّه حاضر بكلّ ‏كيانه وإلى الأبد. وبأنّه يستطيع أن يفعل كلّ شيء دون عناء ‏بإصداره أمرًا، وبأنّه يرسل قوّته دون أن ينقلها؛ وبأنّه يجعل ‏الموت يهرب بأمرٍ دون تحريك يده. وبأنّه يعيد الحياة بقرار ‏منه، دون اللجوء إلى الطبّ…‏

ما إن وصل الرّب يسوع المسيح إلى البيت ورأى أنّ الناس ‏يبكون الفتاة على أنّها ميتة، حتّى أراد أن يعيد إلى الإيمان ‏قلوبهم غير المؤمنة. وبما أنّهم كانوا يظنّون أنّه لا يمكن إقامة ‏أحد من بين الأموات بسهولة أكبر من إيقاظ نائم من سباته، ‏أعلن الرّب يسوع المسيح أنّ الفتاة نائمة وليست ميتة.‏

وحقًّا، فالموت بالنسبة إلى الله هو نوم. لأنّ الله يعيد الميت إلى ‏الحياة في وقت أقلّ ممّا يوقظ أحدهم إنسانًا من نومه… إستمع ‏لما يقوله الرسول بولس: “فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، يُقَامُ ‏الأَمْوَاتُ” (1 كور 15: 52)… وعلاوةً على ذلك، كيف أمكنه ‏أن يوجِز بكلماتٍ سرعةَ حدثٍ تتجاوز فيه القوّةُ الإلهيّة ‏السرعةَ نفسها؟ كيف يمكن أن يتدخّل الزمن في عطيّة واقع ‏أبديّ، غير خاضع للزمن؟