stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

743views

تاملك 23-2-2019‏

مز57‏

اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ ارْحَمْنِي، لأَنَّهُ بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ ‏أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ. 2أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ، إِلَى اللهِ ‏الْمُحَامِي عَنِّي. 3يُرْسِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي. عَيَّرَ الَّذِي ‏يَتَهَمَّمُنِي. سِلاَهْ. يُرْسِلُ اللهُ رَحْمَتَهُ وَحَقَّهُ. 4نَفْسِي بَيْنَ الأَشْبَالِ. ‏أَضْطَجعُ بَيْنَ الْمُتَّقِدِينَ بَنِي آدَمَ. أَسْنَانُهُمْ أَسِنَّةٌ وَسِهَامٌ، وَلِسَانُهُمْ ‏سَيْفٌ مَاضٍ. 5ارْتَفِعِ اللَّهُمَّ عَلَى السَّمَاوَاتِ. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ ‏الأَرْضِ مَجْدُكَ. 6هَيَّأُوا شَبَكَةً لِخَطَوَاتِي. انْحَنَتْ نَفْسِي. حَفَرُوا ‏قُدَّامِي حُفْرَةً. سَقَطُوا فِي وَسَطِهَا. سِلاَهْ.‏

‏7ثَابِتٌ قَلْبِي يَا اَللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ. 8اسْتَيْقِظْ يَا ‏مَجْدِي! اسْتَيْقِظِي يَا رَبَابُ وَيَا عُودُ! أَنَا أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا. ‏‏9أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ. أُرَنِّمُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ. 10لأَنَّ ‏رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ. 11ارْتَفِعِ ‏اللَّهُمَّ عَلَى السَّمَاوَاتِ. لِيَرْتَفِعْ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ مَجْدُكَ.‏

الكلمة
إنجيل القدّيس مرقس 13-2:9‏

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، مَضى يَسوعُ بِبُطرُسَ وَيَعقوبَ وَيوحَنّا. ‏فَٱنفَرَدَ بِهِم وَحدَهُم عَلى جَبَلٍ عالٍ، وَتَجَلّى بِمَرَأى مِنهُم.‏
فَتَلَألَأَت ثِيابُهُ ناصِعَةَ ٱلبَياض، حَتّى لَيَعجِزَ أَيُّ قَصّارٍ في ‏ٱلأَرضِ أَن يأَتِيَ بِمِثلِ بَياضِها.‏
وَتَراءى لَهُم إيلِيّا مَعَ موسى، وَكانا يُكَلِّمانِ يَسوع.‏
فَخاطَبَ بُطرُسُ يَسوع، وَقال: «رابّي، حَسَنٌ أَن نَكونَ هَهُنا. ‏فَلَو نَصَبنا ثَلاثَ خِيَمٍ، واحِدَةً لَكَ، وَواحِدةً لِموسى، وَواحِدَةً ‏لِإيلِيّا».‏
فَلم يَكُن يَدري ماذا يَقول، لِما ٱستَولى عَلَيهِم مِنَ ٱلخَوف.‏
وإِذا غَمامٌ قَد ظَلَّلَهُم، وَٱنطَلَقَ صَوتٌ مِنَ ٱلغَمام، يَقول: «هَذا ‏هُوَ ٱبنِيَ ٱلحَبيب، فَلَهُ ٱسمَعوا».‏
فَأَجالوا ٱلطَّرفَ فَورًا في ما حَولَهُم، فَلَم يَرَوا مَعَهُم إِلّا يَسوعَ ‏وَحدَهُ.‏
وَبَينَما هُم نازِلونَ مِنَ ٱلجَبَل، أَوصاهُم أَلّا يُخبِروا أَحَدًا بِما ‏رَأَوا، إِلّا مَتى قامَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ مِن بَينِ ٱلأَموات.‏
فَحَفِظوا هَذا ٱلأَمر، وَأَخَذوا يَتَساءَلونَ ما مَعنى «القِيامَةِ مِن ‏بَينِ ٱلأَموات».‏
وَسَأَلوه: «لِماذا يَقولُ ٱلكَتَبَةُ أَنَّهُ يَجِبُ أَن يأتي إيلِيّا أَوَّلًا؟»‏
فَقالَ لَهُم: «إِنَّ إيلِيّا يَأتي أَوَّلًا، وَيُصلِحُ كُلَّ شَيء. فَكَيفَ كُتِبَ ‏في شَأنِ ٱبنِ ٱلإِنسان،ِ أَنَّهُ سَيُعاني آلامًا شَديدَةً وَيُزدَرى؟
عَلى أَنّي أَقولُ لَكُم إِنَّ إيلِيّا قَد أَتى، وَصَنَعوا بِهِ كُلَّ ما أَرادوا ‏كَما كُتِبَ في شَأنِهِ».‏

تأمل
‏«هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا!»‏

اصطحب الرّب يسوع بطرس، يعقوب ويوحنّا إلى الجبل ‏وأراهم، قبل قيامته، مجد ألوهيّته. هكذا، حين سيقوم من بين ‏الأموات في مجد طبيعته الإلهيّة، سيعرفون أنّه لم يحصل ‏على هذا المجد كمكافأة عن آلامه، وكأنّه بحاجة إلى ذلك، بل ‏إنّه يملك هذا المجد منذ قرون، قرب الآب ومعه. هذا ما قاله ‏عندما اقترب موعد آلامه: “فمَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما ‏كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم.” (يو17: 5). ‏هذا هو مجد ألوهيّته، المخبّأ بغموض في إنسانيّته، الذي أراه ‏لتلاميذه على الجبل. رأى هؤلاء شمسَين، واحدة متوهّجة في ‏السماء كالعادة، وأخرى متوهّجة بطريقة غير طبيعيّة. واحدة ‏تنير العالم من السماء، وأخرى تتلألأ لهم وحدهم، موجّهة ‏وجهها صوبهم.‏
عندها، ظهر موسى … وشكراه على تحقيق أقوالهم وأقوال ‏جميع الأنبياء، بمجيئه. سجدوا له للسلام الذي وضعه في ‏مصلحة العالم أجمع ومن أجل إنجاز السرّ الذي تولّوا إعلانه. ‏هكذا، امتلأ الرسل والأنبياء فرحًا على هذا الجبل. فرح ‏الأنبياء برؤية إنسانيّته التي لم يستطيعوا رؤيتها من قبل؛ كما ‏فرح الرسل برؤية مجد ألوهيّته الذي لم يكونوا فد عرفوه بعد، ‏وبسماع صوت الآب يشهد لابنه. من خلال صوت الآب ‏ومجد ألوهيّته الذي تلألأ من جسده، اكتشف الرسل سرّ تجسّد ‏المسيح الذي كانوا يجهلونه حتى الآن.‏
كاتب من القرن السادس