تأمل الأحد ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠١٦
” طوبى للذين يسمعون كلمة الله ، يسوع المسيح ، الكلمة المتجسّد ،
ويعملون بها ” ( لوقا ٨ : ٢١ )
لقد حملت العذراء مريم الرّب يسوع المسيح في أحشائها. لكنّ نصيب جميع المختارين والمؤمنين به هو أن يحملوه بحبّ في قلوبهم . طوبى ، أجل ، طوبى ومحظوظة جدًّا تلك المرأة ، العذراء البتول ، التي حملت الرّب يسوع في أحشائها لمدّة تسعة أشهر ( لوقا ١ : ٣٠ ). ونحن أيضًا محظوظون وطوبى لنا عندما نحرص على حمله باستمرار في قلوبنا بالمناولة بواسطة القربان المقدّس .
طبعًا، إنّ تكوّن يسوع المسيح الجسدي في أحشاء مريم كان بمثابة آية عجيبة و مدهشة ، لكنها ليست مدهشة أكثر من رؤيته يتحوّل إلى ضيف في قلوبنا. هذا هو معنى شهادة الرّسول يوحنا الإنجيلي بقوله : ” هاأنا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه ، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب ، دَخَلتُ إِلَيه وتَعَشَّيتُ معه وتَعَشَّى معي ” ( رؤيا ٣ : ٢٠ ).
نحن أيضاً ، فلنفكّر مليًّا في كرامتنا وفي تشبهنا بمريم ، التي حملت الرّب يسوع المسيح في أحشاء جسدها، ونحن نحمله في أحشاء قلوبنا.
لقد قامت مريم بإرضاع الرّب يسوع المسيح من صدرها، ونحن نستطيع أن نقدّم له الوجبة المتنوّعة المؤلّفة من الأعمال الصالحة ، وخاصةً أعمال الرحمة ، التي نقوم بها ونقدّمها للآخرين وتشكّل طبقًا لذيذًا بالنسبة إليه.
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك