ما نعرفه عن الموت هو أنّه سينقضّ يوماً ما على كل إنسان. فلا مناص لإنسان مهما كان الفِرار من الموت: فقد قال الرب لآدم عندما أخطأ في الفردوس: “موتاً تموت” “وهذا ما تؤكده الرسالة إلى العبرانيين: “حُتِّم على الناس أن يموتوا مرة واحدة” (عبر 9/27). ومهما أخذ الإنسان من الاحتياطات الصحية والتدابير الوقائية لن ينجوَ من الموت. فنحن نعرف أنّ الموت لا يأتي إلاّ مرة واحدة. وهذه الحقيقة أقسى من الموت نفسه وأشدّ هولاً. بتلك الميتة الوحيدة تتعلق كل أبديّتي. ويعبّر عن الموت الجسدي في الكتاب المقدس بانضمام الإنسان إلى قومه: “ثم في الجبل الذي أنت صاعد إليه وأنضمّ إلى أجدادك, كما مات هارون أخوك في جبل هور وأنضمّ إلى أجداده” وأيضا بالموت نستودع أرواحنا في يدَي الله: ” وأظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي ولما قال هذا أسلم الروح ” (لو 23: 45 – 46). كما يكون أيضا استيطان عند الرب، كما يقول بولس الرسول في رسالته الثانية لأهل كورنتس: “فنحن إذا واثقون, ونرى من الأفضل أن نهجر هذا الجسد لنقيم في جوار الرب” (2كو 5: 8)