جبرائيل: الجحيم والملكوت يبدأن من عقل الإنسان
قال الأب جون جبرائيل الراهب بدير الدومينيكان إن وصف السيد المسيح للجحيم بأن “ناره لا تطفئ ودوده لا يموت” هو مجرد وصف مجازي نابع من المصطلحات والأوصاف المستخدمة بين اليهود في ذلك العصر، مشيرًا إلى أن الجحيم الحقيقي هو الابتعاد عن الله.
وأضاف جبرائيل –خلال اجتماع لاهوت التحرير والذي يعقد بالدير السبت من كل أسبوع- أن ملكوت السموات والجحيم يبدأن على الأرض من خلال عقل وتصرفات الإنسان، فالجحيم هو رفض الإنسان لله، ملمحًا إلى إنه قد يكون هناك من تم تلقينه منذ صغره بمعلومات وصور مشوهة عن الله، لكنه يقوم بعمل الخير، قائلًا إن شخصًا كهذا لأنه عرف محبة الخليقة ومارسها فقد عرف الله وعاش معه، بغض النظر عن الصورة المشوهة التي عرفها من خلال مجتمعه المحيط مثلما أي شخص ولد في الاتحاد السوفيتي الذي يمنع إقامة الشعائر والتعليم الدينية والتبشير الديني لأي دين.
وتابع: “إن الإنسان هو من يخلق ملكوت السموات والفردوس على الأرض، فمن يساهم في معاناة الإنسان أو يصمت عن الدفاع عن الآخرين تحت أي مسمى أو بأي دافع، هو من يصنع الجحيم وبالتالي لا مكان له في العشرة مع الله التي هي ملكوت الله الحقيقي.”
وطرح الأب جون مثلا هو الفردوس حيث كان آدم وحواء يعيشان دون خوف كما كانت كل الخليقة تحيا معا في تناغم، وشرح: “حواء-على سبيل المثال- كانت تعيش في الفردوس دون خوف. وبالتالي كل من يساهم في خلق خوف لدى حواء سواء بسبب تعنت الأهل أو غضب المجتمع أو تحرش أو عدم تعليم …أو …أو … فالفاعل في كل هؤلاء يساهم في تدمير الفردوس وخلق جحيمًا على الأرض. وهو نفس الحال بالنسبة للبشر وكل الخليقة دون أي استثناءات.”
ومن خلال القراءة في كتاب دوكات “ما العمل” أوضح الأب جون أن ابتعاد الإنسان عن الله هو الذي صنع الشر على الأرض، وأصبحت كل قرارت الإنسان تؤدي إلى تكوين بنى للشر والخطيئة والمعاناة، طارحًا مثال المنظومة التعليمية التي فيها المعلم لا يحصل على راتب جيد فبالتالي يبدأ في قهر التلاميذ والطلاب للتنفيس عن غضبه ثم إجبارهم على أن ينخرطوا في “دروس خصوصية” تحت لواءه ليحصل منهم على المال الكافي لمعيشته، وبالتالي فهو مجبر على أن إنجاح هؤلاء الطلاب بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة، ومن هنا يبدأ الطالب في ضمان نجاحه فيهمل استذاكاره لدروسه، ومن جهة أخرى فوالد الطالب والذي لا يحصل على أجر كافي أيضًا مجبر على تلقي الرشاوى، وبالتالي القيام بأعمال غير مشروعة، حتى يحصل على المال الكافي لمنحه للمعلم ليضمن نجاح ابنه، واصفًا تلك المنظومة بمنظومة ترسخ للخطيئة والشر والمعاناة.
يذكر أن كتاب DUCAT “ما العمل؟ تعليم الكنيسة الكاثوليكية الاجتماعي للشباب” خرج في نسخته العربية في مارس 2017، وهو من تأليف البابا فرانسيس موجهًا إياه للشباب بشكل خاص، شارحًا بشكل مبسط للتعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية من خلال الوثائق الكنسية من البابا لاوون الثالث عشر حتى الآن.
وطنى