جنازة جان فانييه – رسالة البابا فرنسيس
17 مايو 2019
رسالة البابا فرنسيس بمناسبة جنازة مؤسس جماعة الآرش: “كل فرد مهما كانت إعاقته، هو محبوب من الله ومدعو للمشاركة في عالم من الأخوة والعدالة والسلام”.
”إذ كان يسعى للعيش متحداً بالمسيح الذي من خلاله أخذ الله ضعفنا، عمل جان فانييه لكي يتمَّ استقبال الأشخاص الضعفاء والمرفوضين في أغلب الأحيان، ويتمَّ الاعتراف بهم كإخوة وأخوات في احترام الاختلافات الدينية والاجتماعية” هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس في الرسالة التي وجّهها بمناسبة جنازة مؤسس جماعة الأرش الذي كان قد قابله شخصياً في الفاتيكان في 21 من نيسان عام 2014، واصفًا اياه بـ “رجل الابتسامة واللقاء”. وتابع الحبر أعظم طالباً من الله أن يحمي عائلة جماعة الأرش الكبيرة والجميلة متمنِّيًا أن تتمكّن جميع الجماعات، بالأمانة لإلهام جان فانييه الإنجيلي، من الاستمرار في كونها أماكن عيد وغفران وشفقة وفرح، وأن تُظهر أنَّ كل فرد منهم، مهما كانت اعاقته، هو محبوب من الله ومدعو للمشاركة في عالم من الأخوة والعدالة والسلام.
توفي جان فانييه في السابع من شهر أيار الجاري، وتمّت مراسم جنازته عصر أمس في جماعة تروسلي برويل في شمال باريس. في القداس الذي ترأسه المطران بيار أورنيلاس أسقف رين وممثل الكنيس الكاثوليكية في جماعة الآرش العالمية، تمّت قراءة مقاطع من الكتاب المقدّس والإنجيل كان جان فانييه قد اختارها بنفسه لهذا اليوم وقد حرّكته خلال السنوات الخمسة والخمسين التي أمضاها في خدمة جماعة الآرش والحاضرة في أكثر من أربعين بلد في العالم. وقال أسقف رين في عظته إن كلمة الله هذه قد قادت جان فانييه في لقاءاته مع المهمَّشين والمنبوذين والمعتقلين في جميع أنحاء العالم الذين بمعناتهم وصرختهم لبناء علاقة لمسوا قلب جان فانييه. بفضلهم فهم بشكل أفضل عمق هذه الكلمة التي كانت تدوي في قلبه. بفضلهم نمت فيه هذه الكلمة. إنَّ كلمة الله هذه قد دفعته ليعمل من أجل وحدة المسيحين والسلام بين الأديان، بفضل كلمة الله فهم أن البشرية والفقر هما المسيرة الأكثر أمانة للوحدة والسلام والأخوّة. إنَّ كلمة الله هذه قد طلبت من جان فانييه أن يتحرر من كل كبرياء ومن كل ادعاء للسيطرة ومن كل شعور بالذنب من أجل الاقتراب بشكل تدرجي من المثال الحقيقي لتلميذ يسوع الوديع والمتواضع من القلب.
وللحفاظ على ارث جان فانييه حيًّا وجه المطران بيار أورنيلاس دعوة أن يغسل بعضهم أرجل بعض وينحنوا على الضعفاء ويكونوا معلمين من خلال كونهم خدامًا متواضعين ومحبّين ويتعلّموا التواضع والمحبة. وخلص أسقف رين إلى القول أعزائي أعضاء الآرش لقد اختاركم الله لكي تُظهروا للجميع أنه بإمكاننا أن نكون إخوة وأخوات. لقد اختاركم الله لكي نفهم جميعًا أن سعادتنا هي أن نعيش في شركة مع بعضنا البعض. إنَّ الله قد اختاركم لكي يعرف العالم أن السلام ممكن وأننا نستطيع العيش بسلام مع بعضنا البعض بالرغم من اختلافاتنا العديدة. أنتم الحاضرين هنا أمامي أو في جماعاتكم في جميع أنحاء العالم تُظهرون لنا مسيرة هذه الأخوة وهذا السلام.
نقلا عن الفاتيكان نيوز