stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

حريق كاتدرائية نوتردام: البابا يعبر عن قربه من الفرنسيين والكنيسة الفرنسية

838views

16 أبريل 2019

على أثر الحريق الهائل الذي شب في كاتدرائية “نوتر دام” بباريس عبّر البابا فرنسيس عن قربه من الفرنسيين ومن الكنيسة الفرنسية. شب الحريق في تمام الساعة السابعة إلى عشر دقائق من مساء الاثنين في الجزء العلوي من البناء الذي كان يخضع لأعمال الترميم، وأدت ألسنة النيران إلى انهيار سقف الكاتدرائية وبرجها في الوسط. وهو أول حريق بهذا الحجم يتعرض له هذا الصرح الديني الذي يُعتبر تحفة الهندسة الغوطية، وقد بدأ تشييده بين العامين 1163 و1345.

تُعتبر كاتدرائية “نوتر دام” أهم مكان للعبادة الكاثوليكية في فرنسا، وقد أقدمت السلطات على فرض طوق أمني في محيط المبنى حيث تجمّع المواطنون الفرنسيون والسياح لمشاهدة الحريق فيما عمل حوالي خمسمائة من رجال الإطفاء بدون انقطاع على إخماده، وقد أصيب أحدهم بحروق، في وقت فتحت فيه النيابة العامة في باريس تحقيقاً لتحديد المسؤوليات. مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أليساندرو جيزوتي ترك تغريدة تويترية صباح اليوم الثلاثاء كتب فيها أن البابا فرنسيس قريب من فرنسا، ويصلي من أجل الكاثوليك الفرنسيين ومن أجل سكان العاصمة باريس، الذين يعانون من وقع صدمة رهيبة بسبب الحريق الذي شب في الكاتدرائية. ولفت جيزوتي إلى أن البابا برغوليو يرفع الصلاة أيضا على نية جميع الأشخاص الساعين إلى مواجهة هذا الوضع المأساوي. وكان المسؤول الفاتيكاني قد عبّر مساء أمس الاثنين عن حزن الكرسي الرسولي إزاء نبأ الحريق الذي شب في كاتدرائية نوتر دام، التي تمثل رمزاً للمسيحية في فرنسا والعالم، كما قال جيزوتي، معبرا عن قرب الكرسي الرسولي من الكاثوليك الفرنسيين ومن الباريسيين خصوصاً، وأكد أن الصلاة تُرفع من أجل رجال الإطفاء وكل من يبذلون ما في وسعهم بغية احتواء المأساة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن كاتدرائية “نوتر دام” تحترق، مشيرا إلى أن فكره يتجه نحو جميع الكاثوليك وجميع الفرنسيين، وعبر عن حزنه لرؤيته جزءا من فرنسا يحترق. ووجه الرئيس الفرنسي كلمة شكر إلى رجال الإطفاء مؤكداً أن المبنى لم ينهار كلياً بفضل شجاعة هؤلاء. وأعلن ماكرون عن انطلاق حملة لجمع التبرعات على الصعيدين الوطني والدولي من أجل تمويل عملية إعادة الإعمار. وقد أثارت هذه الحادثة الأليمة ردود فعل على الصعيد الدولي. رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا أكد أن إيطاليا كلها تقف إلى جانب الشعب الفرنسي، بحس من الصداقة والمقاسمة. كما قالت المديرة العامة لهيئة اليونيسكو أودري أوزلاي إن الهيئة الأممية تقف إلى جانب فرنسا من أجل إنقاذ وإعادة ترميم هذا الإرث الذي لا يُقدّر بثمن، مع العلم أن كاتدرائية “نوتر دام” أُدرجت في العام 1991 على قائمة تراث الإنسانية العالمي.

إنه أول حريق بهذا الحجم تتعرض له الكاتدرائية المشيّدة في قلب العاصمة الفرنسية وفي الساحة التي تحمل أيضا اسم “نوتر دام”. وهي تُعتبر من أشهر المباني الغوطية في العالم. ومع القانون الفرنسي العائد لعام 1905، الذي يقضي بالفصل بين الكنيسة والدولة، أصبحت الكاتدرائية ملكاً للدولة الفرنسية، شأن باقي الكاتدرائيات التي بنتها مملكة فرنسا، لكن استخدامها وُضع بتصرف الكنيسة الكاثوليكية، ولم تتعرض الكاتدرائية لأضرار تُذكر خلال الحربين العالميتين. تجدر الإشارة هنا إلى أن السقف الذي انهار في الحريق تم الانتهاء من بنائه في العام 1326 عندما تم وضع القرميد، ويبلغ وزنه الإجمالي مائتين وعشرة آلاف كيلوغرام، أما البنية التي تحمل السقف فهي مصنوعة من خشب السنديان، ويقول البعض إن بناءها تطلب استخدام حوالي ألف وثلاثمائة شجرة سنديان. أما حجر الأساس فوضعه البابا ألكسندر الثالث عام 1163 عندما كان الملك لويس السابع على عرش فرنسا.

نقلا عن الفاتيكان نيوز