stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

حينما يكون التفضيل والتعتيم شعار المرحلة – الأب وليم سيدهم

Bible and cross --- Image by © VStock LLC/Tetra Images/Corbis
460views

لقد أسس السيد المسيح الكنيسة على الصخرة، بطرس الرسول قيادة اعترفت بضعفها، “فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا.” (لو 22: 62). فاستحق ان يكون هامة الرسل، وأن يقود الكنيسة لأنه اعترف بحدوده وترك لمعلمه زمام حياته فمات شهيدًا مع زميله بولس الرسول.

ولكن شهدت الكنيسة الكاثوليكية كبوات كثيرة في العصور الوسطى وشاء الرب أن ينتشلها من وحال الظلام إلى وضح النهار من خلال الباباوات الذين أصروا أن يغسلوا ثوبها بدم الحمل.

إلا أننا اليوم ونحن نقرأ –انجيل حبة الخردل- يصح لنا أن نتأمل في هذه الحياة التي نشر عطرها الآباء المشهود لهم بالتواضع وإنكار الذات والذين صمدوا أمام المحن، واتبعوا قول معلمهم “هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ) “مت 28: 20(

لقد حاول نيرون ودوميتيان الأباطرة الرومان أن يقهروا الكنيسة في عصرهم إلا أن الشهادة كانت هي الدماء التي ارتوت بها الكنيسة فيما بعد، وكبرت حبة الخردل وصارت اشجارًا ,ارفة في كل القارات وفي كل المجتمعات.

ومازالت تزدهر وتنتشر كلمة المسيح حيثما وجد خدام ينكرون ذواتهم ويتبعون معلمهم، الا أننا اليوم نشهد ظهور كيانات ارتضت لنفسها أن تبشر بجبروتها وقوتها وليس بقوة المسيح ولا بتواضعه

وحينما كتب يوحنا سفر الرؤيا، كان خطابه موجه للكنائس السبعة في المدن السبعة التي كان اضطهاد دوميتيان يسحقها ويتعامل معها كتعامل الجزار مع خرافه. وليس كتعامل الراعي لرعيته فانقلب الحال.

وحين نلقي نظرة على حبات الخردل المنتشرة حول وادي النيل سنميز فورًا بين الرعاة وبين أصحاب السلطة والصولجان، بين الذين ينكرون ذواتهم لتزدهر رعيتهم وبين من يضحون بقطيعهم في سبيل الحصول على مكاسب زائلة. ولقد تحدث الانجيل عن أمثال ذلك في مثل الزوان والقمح.

فلما سأل الناس صاحب الرض لماذا لا تخلع الزؤان لينمو القمح فقال لهم. لن أفعل حتى لا اخلع القمح مع الزؤان، فلنترك شعب الله الواعي يتألم مثل سيده المصلوب حتى إذا جاء وقت الحصاد، نجمع الزؤان ليحرق بالنار والقمح لناكل منه.

نطلب الله الكلي القدير أن لا يسمح للمضللين أن يصلوا إلى غيتهم وأن يخلص من أنيابهم القطيع الصغير الذي إقتناه له وأن يزوده بقوة الروح القدس حتى لا يضل.