stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

«خَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم» – الطّوباويّ بولس السادس

870views

الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
حديث موجّه إلى فرق السّيدة بتاريخ 04/05/1970
«خَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم»(تك 1: 27)

إن الزّواج، حسب ما يعلّمنا إيّاه الكتاب المقدَّس، وقبل أن يصبح سرًّا من أسرار الكنيسة، هو واقع هامّ حدث على الأرض: “خَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم”. يجب أن نرجع دائمًا الى هذه الصفحة الأولى من الكتاب المقدّس إذا أردنا أن نفهم ما هو الثنائي الإنساني وكيف يجب أن يكون، وكيف يجب أن تكون الأسرة. ثنائية الجنسين قد أرادها الله كي يكون الرجل مع المرأة صورة عن الله ومِثله يكونان نبع حياة: “اِنْموا واَكْثُروا وامْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها وَتَسَلَّطوا على أَسْماكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماءِ وَكُلِّ حَيَوانٍ يَدِبُّ على الأَرض”(تك 1: 28) إذا قرأنا بانتباه نصوص الأنبياء وأسفار الجامعة والأمثال ونصوص العهد الجديد، نجد أنها جميعها تدلّنا على المعنى العميق لهذا الواقع الأساسي (أي الزّواج) وترشدنا كي لا نحصره فقط بالغزيرة الجسدّية… بل أن نكتشف التكامل بين قِيَم الرجل وقِيَم المرأة، ونكتشف أيضًا عظمة وضعف الحبّ الزوجي كما الخصوبة والانفتاح على سرّ مشروع حب الله. هذا الإرشاد الواقعي يحتفظ بكامل قيمته في زمننا ويصوننا من تجارب الإثارة الجنسيّة المدمّرة …إن المؤمن المسيحي يدرك أن الحبّ البشري هو صالح في الأساس، وإذا جُرِح وتشوّه بسبب الخطيئة كما يحدث في كل ما في الإنسان، فهذا الحب يجد في المسيح خلاصه وفدائه… كثيرون هم الأزواج الذين وجدوا في حياتهم الزوجية طريق القداسة، طريق وجدوه في هذا التجمّع الحياتي الذي هو التجمّع الوحيد المبني على سرّ من أسرار الكنيسة! إنّ التجدّد العميق في سرّ المعموديّة هو عمل الرُّوح القدس، جاعلًا منّا “خليقة جديدة” تنادينا كي نعيش، نحن أيضًا، حياة جديدة (راجع تي 3: 5؛ غل 6: 15؛ رو 6: 4). في هذا المشروع السامي الهادف الى تجدّد جميع الأشياء في الرّب يسوع المسيح، فإنّ الزواج الذي هو أيضًا مجدَّد ومُبرّر، أصبح واقعًا جديدًا أي سرًّا من أسرار العهد الجديد. وها إن زوجين يطلّان على عتبة العهد الجديد كما أطلّ زوجان على مدخل العهد القديم. لكن في حين كان زواج آدم وحوّاء مصدر الشر الذي تدفّق على العالم، فإن زواج يوسف ومريم هو قمّة تدفقت منها القداسة على كلّ الأرض.