رسالة البابا إلى البطريرك برتلماوس الأول في عيد القديس أندراوس الرسول
30 نوفمبر 2019
نقلا عن الفاتيكان نيوز
بعث البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت برسالة إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس الرسول كما جرت العادة سنوياً.
عبر البابا في الرسالة عن قربه من البطريرك برتلماوس لافتا إلى أنه يعبر عن هذا القرب من خلال زيارة للوفد الرسمي للكرسي الرسولي والكنيسة الرومانية الذي حمل معه أطيب التحيات والتمنيات إلى البطريرك المسكوني وأعضاء السينودس المقدس، والكهنة والرهبان وجميع المؤمنين الذين يشاركون في الاحتفال الليتورجي في كنيسة القديس جاورجيوس البطريركية. وكتب البابا في الرسالة أنه يود التعبير من خلال الوفد الزائر عن نية الكنيسة الكاثوليكية ونيته شخصياً في متابعة الالتزام على صعيد استعادة الشركة التامة بين مسيحيي الشرق والغرب.
بعدها ذكّر فرنسيس بأن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الأربعين لإنشاء اللجنة اللاهوتية الدولية للحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية والتي دشنها البطريرك ديميتريوس الأول والبابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارة هذا الأخير إلى الفنار، لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس في العام 1979. وشدد البابا على أنه خلال تلك السنوات حققت اللجنة الدولية خطوات هامة إلى الأمام، معبرا عن امتنانه على الإنجازات المحققة، وموجها كلمة شكر إلى أعضاء اللجنة السابقين والحاليين على حد سواء، على تفانيهم والتزامهم الدؤوب.
وأضاف فرنسيس أنه يتذكّر بامتنان المتروبوليت ستيليانوس، والذي كان لسنوات طويلة الرئيس المشارك لهذه اللجنة، والذي وافته المنية مطلع هذا العام، فرقد على رجاء القيامة التي وعد بها الرب كل من يضعون ثقتهم به. وذكّر البابا بأن يوحنا بولس الثاني وخلال زيارته للفنار – في الثلاثين من تشرين الثاني نوفمبر من العام 1979 – أكد أنه يتعين علينا ألا نسأل أنفسنا ما إذا كنا قادرين على استعادة الشركة التامة، لكن إذا كان يحق لنا أن نبقى منفصلين. واعتبر فرنسيس أن هذا السؤال ما يزال يشكل تحدياً بالنسبة للكنيستين، ويتطلب من جميع المؤمنين أن يجاوبوا عليه بموقف وسلوك متجددَين.
تابع البابا رسالته إلى البطريرك برتلماوس الأول مؤكدا أن البحث عن استعادة الشركة التامة بين الكاثوليك والأرثوذكس لا ينحصر فقط بالحوار اللاهوتي، لأنه يتحقق أيضا من خلال قنوات أخرى تتعلق بالحياة الكنسية، لافتا إلى أن علاقاتنا تتغذى قبل كل شيء بفعل أعمال صادقة من الاحترام والتقدير المتبادلين. وهذه الأعمال، مضى البابا إلى القول، تعبر عن الأمانة المتقاسمة لكلمة الرب، والرغبة المشتركة في المكوث معاً في محبته، هذه المحبة التي هي ثمرة الروح القدس وعلامةٌ للحياة المسيحية الأصيلة.
ورأى فرنسيس أيضا أن العلاقة بين الكنيستين تبدو ناضجة عندما يطيع الكاثوليك والأرثوذكس تعاليم الرب القائم من الموت والذي يدعونا إلى إعلان الإنجيل على كل الخليقة وشفاء المرضى، وهكذا يعمل المؤمنون معاً في إعلان البشرى السارة وفي خدمة المحتاجين. ولفت البابا إلى أن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية بدأتا هذا المشوار الواعد معاً، وهذا ما تدل عليه المبادرات المشتركة العديدة معبرا عن أمنيته بأن يتعزز الحوار اليوم في كل السياقات المحلية: حوار المحبة والحياة في إطار مشاريع روحية، رعوية، ثقافية وخيرية متقاسمة.
في ختام رسالته إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أندراوس أشار البابا إلى الصداقة الأخوية والصادقة التي تربطه ببرتلماوس الأول لافتا إلى أنه عبر عن بعض المشاعر التي تخالج قلبه في هذه المناسبة السعيدة. وختم مؤكدا أنه يتحد مع الكنيسة الأرثوذكسية في الصلاة إلى القديس أندراوس الرسول ويجدد لغبطته ولجميع المؤمنين التعبير عن أطيب التمنيات معانقاً إياهم بالرب.