stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

رسالة البابا فرنسيس إلى الكنيسة الألمانية

680views

29 يونيو 2019

البابا فرنسيس يقدّم دعمه للمسيرة السينودسيّة للكنيسة في ألمانيا من خلال رسالة يعبّر فيها عن تقديره للكنيسة الألمانية مسلّطًا الضوء على أهميّة دور الروح القدس في التجدد الكنسي

“ندرك جميعًا أننا لا نعيش مرحلة تغيير وحسب وإنما أيضًا تغيير مرحلة يطرح أسئلة جديدة وقديمة تولّد نقاشًا منطقيًا وضروريًا” بهذه الكلمات يبدأ البابا فرنسيس رسالته إلى كنيسة ألمانيا موضحًا أنّه يدرك مأساوية وضع الكنيسة في البلاد مقدّمًا دعمه للتأمّل حول هذا الموضوع. تشكل هذه الرسالة مساهمة للأب الاقدس في المسيرة السينودسيّة التي قرّرها أساقفة البلاد في جمعيّتهم العامة في آذار الماضي. وتنطلق هذه المسيرة من دراسة قام بها الأساقفة حول موضوع الاعتداءات الجنسيّة من قبل المكرسين والإكليروس، وحول مواضيع أخرى أيضًا كشيخوخة الجماعات المسيحية، وغياب الدعوات وعدم قبول العقيدة الكاثوليكية حول الجنس ومسألة أسلوب حياة الكهنة. لكن البابا لا يجيب على هذه الأسئلة الملموسة، لأن مساهمته تريد أن تكون أساسًا روحيًّا لهذا النقاش، فهو لا يقدّم حلولاً جاهزة وإنما وفي أسلوب الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل يذكّر بأهمية دور الروح القدس.

يبدأ البابا الرسالة مسلطًّا الضوء على قوّتين كبيرتين تميّزان الكنيسة الألمانية: أن الجماعات الكاثوليكية في ألمانيا بتنوعها وتعدادها هي معروفة في العالم بأسره لحسها بالمسؤولية ولسخائها، وثانيًا يشير الأب الأقدس إلى المسيرة المسكونية التي انطلقت فيها الكنيسة. بعدها يتوقّف الحبر الأعظم عند معنى السينودسيّة مسلّطًا الضوء على الرؤية المزدوجة أي أنها تتحقق من الأسفل إلى الأعلى، ومن ثم من الأعلى نحو الأسفل. وبالتالي فالأولوية هي للحياة اليومية والملموسة في جميع الأماكن.

وللقيام بهذه المسيرة السينودسيّة يؤكّد البابا فرنسيس أنّه من الضروري أولاً التحلّي بالشجاعة. ولكن وفي الوقت عينه هناك حاجة للتنبّه لعدم السقوط في الفخاخ التي قد نواجهها خلال المسيرة ويسميّها البابا “تجارب”. ويكتب أنّه في أساس هذه التجارب هناك الاعتقاد بأن الجواب الأفضل للعديد من المشاكل وللنقص الموجود هو إعادة تنظيم الأمور وتغييرها لجعل الحياة الكنسية تتلاءم مع المنطق الحالي أو منطق مجموعة معينة. ولذلك علينا أن نتقدّم بحكمة لأن الرؤية المنطقية للمشاكل تحمل معنى مهم ولكننا بهذه الطريقة لا نعيش امانتنا بالكامل. وبالتالي يعود الحبر الأعظم في رسالته إلى الارتداد الراعوي مؤكّدًا أنّه على البشارة أن تكون المعيار الذي يقودنا ويحركنا.

ولكي لا يبقى في الأمور المجرّدة، يشير البابا فرنسيس في رسالته إلى أهداف الإصلاح الحقيقي: أن نسير لكي نلتقي الإخوة والأخوات ولاسيما المهمّشين منهم والضعفاء في إطار ثقافة التهميش وثقافة غالبًا ما تملؤها “خطابات رهاب الأجانب”. ومرّة أخرى يعود الأب الاقدس للحديث حول موضوع السينودسيّة التي تحتاج إلى “حس كنسيٍّ” حي؛ شعور مشترك للكنيسة بأسرها، لأن المسيرة التي بدأتها لا يجب أن ينتهي بها الأمر في عزلة التفاصيل الخاصة.

ولذلك يتابع الحبر الأعظم لا يمكننا ان نتجاهل أو أن نخفي التحديات التي تنتظرنا ومختلف المسائل والاسئلة التي تظهر بل يجب علينا أن نواجهها متنبّهين لكي لا نغرق فيها وتنحصر آفاقنا ووقائعنا. وبالتالي علينا أن نصغي للجميع ولاسيما للبسطاء والصغار. هذه هي المسيرة السينودسيّة. ويضيف: لنسر معًا كجسم رسولي ولنصغِ إلى بعضنا البعض يقودنا الروح القدس حتى وإن كانت أساليبنا في التفكير مختلفة. ويختم البابا فرنسيس رسالته بالقول ليرشدنا الرب إلى درب التطويبات!

نقلا عن الفاتيكان نيوز