Homeالبابا والكنيسة في العالمرسالة البابا فرنسيس بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لنشأة الأمم المتحدة
رسالة البابا فرنسيس بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لنشأة الأمم المتحدة
No tags
الفاتيكان نيوز
26 سبتمبر 2020
كتبت ريتا عاطف من المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر
وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لنشأة الأمم المتحدة قال فيها
“إن الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة هي فرصة لإعادة تأكيد رغبة الكرسي الرسولي في أن تكون هذه المنظمة علامة وأداة حقيقية للوحدة بين الدول وخدمة العائلة البشرية بأكملها”
يتأثر عالمنا حاليًا بجائحة كوفيد ١۹، التي أدت إلى إزهاق أرواح العديد من الأشخاص. إنَّ هذه الأزمة تغير أسلوب حياتنا، وتشكك في أنظمتنا الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وتكشف هشاشتنا كمخلوقات. وبالتالي يدعونا الوباء لنأخذ زمن المحنة هذا كزمن للاختيار… إنه وقت الاختيار بين ما هو مهم وما هو عابر، وقتُ الفصل بين ما هو ضروري وما ليس ضروريا.
تابع الأب الأقدس يقول لقد سلط الوباء الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الصحة العامة وتطبيق حق كل فرد في الرعاية الطبية الأساسية. لذلك، أجدد دعوتي إلى المسؤولين السياسيين والقطاع الخاص لكي يتّخذوا التدابير المناسبة من أجل ضمان الحصول على اللقاحات ضدّ فيروس الكورونا والتقنيات الأساسية اللازمة لرعاية المرضى. وإذا وُجب تمييز شخص ما، فينبغي أن يكون الأشد فقرًا والأكثر ضعفًا، أي ذلك الشخص الذي يتم عادة تمييزه بسبب عدم امتلاكه القوة أو الموارد الاقتصادية. لقد أظهرت لنا الأزمة الحالية أيضًا أن التضامن لا يمكن أن يكون كلمة أو وعدًا فارغًا.
أضاف الحبر الأعظم يقول مع أخذ ذلك في عين الاعتبار، أفكر أيضًا في التأثيرات على العمل، قطاع زعزع استقراره سوق عمل يدفعه الغموض والشك وانتشار “الروبوتات” على نطاق واسع. وبالتالي من الضروري بشكل خاص إيجاد أشكال عمل جديدة قادرة على إرضاء الإمكانات البشرية وتؤكد على كرامتنا في الوقت عينه. من أجل ضمان عمل كريم ينبغي تغيير النموذج الاقتصادي السائد الذي يسعى فقط إلى توسيع أرباح الشركات.
تابع الأب الأقدس يقول في الواقع، من المؤلم أن نرى عدد الحقوق الأساسية التي لا يزال يتمُّ انتهاكها مع الإفلات من العقاب. وقائمة هذه الانتهاكات طويلة جدا وتنقل لنا الصورة المروعة لبشريّة منتهكة وجريحة، محرومة من الكرامة والحرية وإمكانية التنمية. في هذه الصورة، لا زال المؤمنون أيضًا يعانون من جميع أنواع الاضطهاد، بما في ذلك الإبادة الجماعية بسبب معتقداتهم. وبين هؤلاء المؤمنين نجد أنفسنا ضحايا أيضًا نحن المسيحيين: كم من المسيحيين يتألّمون في جميع أنحاء العالم.
أضاف الحبر الأعظم يقول إنَّ الجهود الدولية العديدة المهمة للاستجابة لهذه الأزمات تبدأ بوعد كبير، ومن بينها الاتفاقان العالميان بشأن اللاجئين والهجرة، لكن العديد منها يفتقر إلى الدعم السياسي اللازم للنجاح. فيما يفشل البعض الآخر لأن الدول الفردية تتنصل من مسؤولياتها والتزاماتها.
تابع الأب الأقدس يقول على الجماعة الدوليّة أن تعمل بجد من أجل إنهاء الظلم الاقتصادي. فعندما تقوم منظمات الائتمان المتعددة الأطراف بتقديم المشورة للدول المختلفة، من المهم أن تأخذ في عين الاعتبار المفاهيم المرتفعة للعدالة المالية، والميزانيات العامة المسؤولة في مديونيتها، وبشكل خاص، التعزيز الفعال والرائد لأشد الناس فقرا في الإطار الاجتماعي، هذا هو الوقت المناسب من أجل تجديد الهندسة المالية الدولية.
أضاف الحبر الأعظم يقول لا يسعنا إلا أن نلاحظ العواقب المدمرة لأزمة فيروس الكورونا على الأطفال، بما في ذلك المهاجرين القصر واللاجئين غير المصحوبين بذويهم. كذلك يزداد العنف ضد الأطفال، لذلك أناشد السلطات المدنية بأن تولي اهتمامًا خاصًا للأطفال المحرومين من حقوقهم الأساسية وكرامتهم، ولا سيما حقهم في الحياة والتعليم، وبالتالي فقد حان الوقت لإعادة التقييم أهدافنا والالتزام بها مجدّدًا وأحد هذه الأهداف هو تعزيز دور المرأة.
تابع الأب الأقدس يقول علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كانت التهديدات الرئيسية للسلام والأمن، مثل الفقر والأوبئة والإرهاب، يمكن مواجهتها بشكل فعال عندما يستمر سباق التسلح، بما في ذلك الأسلحة النووية، في هدر الموارد الثمينة التي يمكن استخدامها بشكل أفضل لصالح التنمية المتكاملة للشعوب وحماية البيئة الطبيعية.
يحتاج عالمنا الذي يعيش في حالة صراع إلى أن تصبح الأمم المتحدة ورشة عمل فعالة من أجل السلام، الأمر الذي يتطلب أن يعمل أعضاء مجلس الأمن، وخاصة الأعضاء الدائمين، بوحدة ووتصميم أكبر.