stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات 2016

914views

1538093_Articolo

تحت عنوان “الكنيسة أم الدعوات” صدرت ظهر اليوم الاثنين رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي الثالث والخمسين للصلاة من أجل الدعوات كتب فيها أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، كم أرغب، خلال هذا اليوبيل الاستثنائي للرحمة أن يختبر جميع المعمّدين فرح الانتماء للكنيسة وأن يكتشفوا مجدّدًا أن الدعوة المسيحية، كما الدعوات الخاصة أيضًا، تولد في قلب شعب الله وهي عطايا من الرحمة الإلهيّة.

تابع الأب الأقدس يقول في رسالة إعلان اليوبيل الاستثنائي للرحمة ذكّرت بكلمات القديس بيدا المكرّم والتي يشير بها إلى دعوة القديس متى: “نظر إليه برحمة واختاره”. إن عمل الرب الرحوم يغفر خطايانا ويفتحنا على حياة جديدة تصبح ملموسة في الدعوة للإتباع والرسالة، لأن كل دعوة في الكنيسة تجد مصدرها في نظرة يسوع الرحيمة.

أضاف الحبر الأعظم يقول يصف الطوباوي بولس السادس، في الإرشاد الرسولي “إعلان الإنجيل”، مراحل عمليّة البشارة، وأحدها هو الانضمام للجماعة المسيحيّة، تلك الجماعة التي نال منها شهادة الإيمان والإعلان الواضح لرحمة الرب. وهذا الانصهار الجماعي يشمل غنى الحياة الكنسيّة كلّه ولاسيما الأسرار. فالكنيسة ليست فقط مكانًا يعاش فيه الإيمان وإنما هي أيضًا موضوع إيماننا ولذلك نقول في قانون الإيمان: “نؤمن بالكنيسة”.

إن دعوة الله، تابع البابا فرنسيس يقول، تتمّ من خلال الوساطة الجماعيّة. فالله يدعونا لنشكل جزء من الكنيسة، وبعد نضوج معيّن في داخلها، يمنحنا دعوة خاصّة. إن مسيرة الدعوة تتمّ مع الإخوة والأخوات الذين يعطينا الرب إياهم، لأن الديناميكيّة الكنسية للدعوة هي الترياق ضدّ اللامبالاة والفرديّة، وتحدّد تلك الشركة التي من خلالها تنتصر المحبّة على اللامبالاة، لأنها تتطلّب منا أن نخرج من ذواتنا ونضع أنفسنا في خدمة مخطط الله.

أضاف الحبر الأعظم يقول في هذا اليوم المكرس للصلاة من أجل الدعوات أريد أن أحثَّ جميع المؤمنين على تحمّل مسؤوليتهم في العناية بالدعوات وتمييزها. عندما كان الرسل يبحثون عمّن يأخذ مكان يهوذا الاسخريوطي، جمع القديس بطرس مائة وعشرين أخًا؛ ولاختيار سبعة شمامسة تمّ استدعاء جماعة التلاميذ. لقد أعطى القديس بولس لطيطس معايير خاصة لاختيار الكهنة. واليوم أيضًا لا تزال الجماعة المسيحيّة حاضرة على الدوام في   الدعوات وفي تنشئتها واستمرارها.

تابع البابا فرنسيس يقول الدعوة تولد في الكنيسة. منذ بزوغ الدعوة من الأهميّة بمكان أن يكون لها “معنى” ملائم للكنيسة، إذ ما من أحد ينال دعوة حصريّة تقتصر على منطقة معيّنة أو مجموعة وحركة كنسيّة معيّنة وإنما هي دعوة للكنيسة والعالم. لأنَّ “العلامة الواضحة لأصالة الموهبة هي كنسيّتها وقدرتها على الاندماج بتناغم في حياة شعب الله المقدس من أجل خير الجميع” (فرح الإنجيل، عدد ١٣٠). الدعوة تنمو في الكنيسة. خلال عمليّة التنشئة يحتاج المرشحون لمختلف الدعوات بأن يتعرفوا بشكل أفضل على الجماعة الكنسيّة متخطّين النظرة المسبقة المحدودة التي نملكها جميعنا. ولذلك من الأهميّة بمكان أن يقوم المرشّح ببعض الخبرات الرسوليّة مع أعضاء آخرين من الجماعة على سبيل المثال في نقل الرسالة المسيحيّة، واختبار حمل البشارة إلى الضواحي، واكتشاف كنز التأمل والتعرّف على الرسالة إلى الأمم بشكل أفضل. الكنيسة تعضد الدعوة. إن مسيرة الدعوة في الكنيسة لا تنتهي بعد الالتزام النهائي وإنما تستمرّ في الاستعداد والجهوزيّة للخدمة وفي الثبات والتنشئة المستدامة. فمن يكرّس حياته للرب يستعد لخدمة الكنيسة حيث ما تدعو الحاجة. وفي هذا الإطار تشكّل رسالة بولس وبرنابا مثالاً لهذه الجهوزيّة الكنسيّة.

أضاف الأب الأقدس يقول بين العمال الراعويين يلعب الكهنة دورًا مهمًّا إذ أنهم ومن خلال خدمتهم تحضر كلمة يسوع القائل: “أَنا بابُ الخِراف… أَنا الرَّاعي الصَّالِح” (يوحنا ١۰، ۷. ١١). إن العناية الراعوية بالدعوات تشكل جزء أساسيًّا من خدمتهم الكهنوتيّة، فالكهنة يرافقون الذين يبحثون عن دعوتهم والذين قد قدّموا حياتهم في سبيل خدمة الرب والجماعة. إن جميع المؤمنين مدعوون ليتيقنّوا لهذه الديناميكيّة الكنسيّة للدعوة لكي تتمكن جماعات الإيمان من أن تصبح، على مثال العذراء مريم، حشا والديًّا يستقبل عطيّة الروح القدس. فأمومة الكنيسة تظهر من خلال الصلاة الدائمة من أجل الدعوات ومن خلال العمل التربوي والمرافقة للذين يشعرون بدعوة الله لهم. وختامًا هي أمّ الدعوات من خلال عضدها المستمرّ للذين كرّسوا حياتهم لخدمة الآخرين.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول لنطلب من الرب أن يمنح جميع الأشخاص الذين يقومون بمسيرة دعوة انضمامًا أعمق للكنيسة، وبأن يعزز الروح القدس في الرعاة وفي جميع المؤمنين الشركة والتمييز والأبوّة والأمومة الروحيين. فيا أب الرحمة يا من قدّمت ابنك من أجل خلاصنا وتعضدنا على الدوام بمواهب روحك، أعطنا جماعات مسيحيّة حيّة ومتحمّسة وفرحة تكون مصدرًا لحياة أخويّة وتولّد بين الشباب الرغبة بالتكرُّس لك وحمل البشارة. أعضدها في التزامها في تقديم تعليم مناسب حول الدعوة ومسيرات التكرُّس الخاصة. أعطها الحكمة من أجل التمييز الضروري للدعوات فتُشِعُّ هكذا في كل شيء عظمة محبتك الرحيمة. يا مريم، يا أم يسوع ومربيته، تشفعي لكل جماعة مسيحيّة لكيما وإذ يخصّبها الروح القدس تصبح مصدرًا لدعوات صادقة في خدمة شعب الله المقدّس.

الفاتيكان