stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

رسالة البابا فرنسيس لمناسبة الدورة الثانية والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة “فاو”

510views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

14 يونيو 2021

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

الحاجة إلى ثقافة العناية، الانطلاق من الانتماء المشترك إلى عائلة بشرية واحدة، تغيير النماذج والنظم الزراعية والغذائية المتبعة حتى الآن، الأزمة الحالية كفرصة لبناء مستقبل أفضل للجميع بدون إقصاء أحد. كان هذا من بين أهم ما أشار إليه البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة الدورة الثانية والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التي بدأت أعمالها اليوم الاثنين.

انطلقت اليوم الاثنين ١٤ حزيران يونيو وتستمر حتى ١٨ من الشهر أعمال الدورة الثانية والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة “فاو”، وموضوعها “تحويل النظم الزراعية والغذائية: من الاستراتيجية إلى العمل”. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة توقف في بدايتها عند الوضع الحالي الذي تطبعه الأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن وباء كوفيد ١٩ والتي أبرزت الأهمية الخاصة لما تقوم به منظمة الأغذية والزراعة من عمل لتقديم إجابات ملائمة على مشكلة غياب الأمن الغذائي وسوء التغذية. وذكَّر قداسته بأنه ورغم ما تم التوصل إليه من نتائج خلال العقود الأخيرة فلا يزال الكثير من أخوتنا وأخواتنا يفتقدون إلى إمكانية الحصول على الغذاء الضروري سواء على صعيد الكم أو النوعية. وأشار البابا في هذا السياق إلى أن أعداد المعرضين إلى غياب حاد للأمن الغذائي والمحتاجين إلى مساعدات فورية قد بلغت العام المنصرم الرقم الأعلى خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهذا وضع يمكن أن يزداد سوءً في المستقبل. وتحدث الأب الأقدس عن النزاعات والظواهر المناخية القصوى والأزمات الاقتصادية والتي تشكل إلى جانب الأزمة الصحية الحالية مصدر قحط وجوع لملايين الأشخاص. ولمواجهة حالات الضعف المتعاظمة هذه هناك حاجة ضرورية إلى سياسات قادرة على التعامل مع الأسباب الهيكلية لهذه الأزمات.

وتابع البابا فرنسيس أنه ولتقديم حلول لهذه الضروريات من المهم في المقام الأول ضمان أن تكون النظم الزراعية والغذائية مرنة وتشمل الجميع ومستدامة، موفِّرة إمكانية تغذية سليمة للجميع. ومن وجهة النظر هذه فإنه من المفيد تطوير اقتصاد دائري يوفر الموارد للجميع بما في ذلك للأجيال القادمة ويعزز استخدام الطاقة المتجددة. وشدد البابا هنا على أن العامل الأساسي للنهضة من الأزمة التي تضربنا هو اقتصاد محوره الإنسان لا يقوم على الربح فقط، اقتصاد مترسخ في الخير العام، صديق للأخلاقيات ومحترِم للبيئة. وواصل الأب الأقدس أن إعادة البناء ما بعد الجائحة تقدم لنا فرصة لتغيير المسار المتبع حتى الآن والتحول إلى نظام غذائي عالمي قادر على مقاومة الأزمات المستقبلية. وتندرج في هذا الإطار زراعة مستدامة ومتنوعة تأخذ بعين الاعتبار الدور الثمين للنشاط الزراعي للعائلات والجماعات الريفية. وأشار قداسة البابا إلى مفارقة ألا وهي أن مَن يعاني من غياب أو شح الأغذية هم مَن ينتجونها، حيث يعيش ثلاثة أرباع فقراء العالم في مناطق ريفية، وعلى الزراعة يتوقف تمكنهم من العيش. وتابع البابا أن أخوتنا وأخواتنا هؤلاء هم الأكثر عرضة للمعاناة من انعدام الأمن الغذائي وذلك بسبب عدم التمكن من بلوغ الأسواق وامتلاك الأراضي، الاستفادة من الموارد المالية والبنى التحتية والتقنيات.

هذا وأراد البابا فرنسيس التعبير عن تقديره وتشجيعه لجهود الجماعة الدولية من أجل أن يتمكن كل بلد من تطبيق الآليات اللازمة لبلوغ استقلالية غذائية سواء عبر نماذج تنمية واستهلاك جديدة أو أشكال جماعية تحافظ على الأنظمة البيئية المحلية والتنوع البيولوجي. وشدد أيضا على أهمية الاستفادة من التجديد لدعم صغار المنتجين وتحسين قدرتهم على المقاومة. وتحدث قداسته من جهة أخرى عما وصفها بخطوة أساسية هي تعزيز ثقافة العناية أمام التوجهات الفردانية والعدوانية للإقصاء، فبينما يزرع البعض التوتر وسوء الفهم والزيف فإننا مدعوون إلى بناء ثقافة سلام عبر مبادرات تشمل جميع جوانب الحياة البشرية وتساعدنا على رفض فيروس اللامبالاة.

وفي ختام رسالته لمناسبة الدورة الثانية والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة “فاو” أكد البابا فرنسيس أن وضع البرامج لا يكفي في حد ذاته لتحفيز الجماعة الدولية على العمل، فهناك حاجة إلى أفعال ملموسة تنطلق من الانتماء المشترك إلى العائلة البشرية وتعزيز الأخوّة. كما وأكد قداسته ان المسؤولية الفردية تحفز المسؤولية الجماعية وتدعو عائلة الأمم إلى التزامات محددة وعملية. وشدد البابا على ضرورة اعتبار الاختبار الحالي فرصة لإعداد غد الجميع بدون إقصاء أحد. ثم أكد الأب الأقدس دعم الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية لأعمال المؤتمر ومرافقتهما المشاركين فيه في العمل من أجل عالم أكثر عدالة في خدمة أخوتنا وأخواتنا الضعفاء والمعوزين.