رسالة الصلاة لشهر ديسمبر 2019 – الاب / بيوس فرح ادمون الفرنسيسكاني
رسالة الصلاة لشهر ديسمبر 2019
رقم 101
امكُث معي يا إلهي، فأنا بحاجةٍ إلى حضورِكَ
إنَّ الآبَ العَلِيَّ بَشَّرَ، مِنَ السَّماءِ، بِكَلِمَتِهِ هَذا، الجَزيلِ الكَرامَةِ، والجَزيلِ القَداسَةِ والتَّمْجيدِ، بِوَاسِطَةِ مَلاكِهِ، القدِّيسِ جبرائيل، في أَحشاءِ القدِّيسَةِ المَجيدَةِ العَذراءِ مَريَمَ؛ ومِنْ أَحـشائِها أَخَذَ (الكَلِمَةُ) جَسَدَ إِنسانِيَّتِنا، وهَشاشَتَنا، الحَقيقيّ. فَهْوَ الَّذي كانَ غَنِيّاً فَوْقَ كُلِّ شَيءٍ، أَرادَ اختِيـارَ الفَقْرِ لِنَفْسِهِ، في هَذا العالَمِ، مَعَ أُمِّهِ العَذْراءِ الكُلِّـيَّةِ الطُّوبى.
تعلمنا القديسة كلارا،إن حبنا العميق ليسوع الطِّفلِ الكُلِّيِّ القَداسَةِ، وَالمَحبوبِ للغايَةِ، الَّذي لُفَّ بِأَقمِطَةٍ فَقيرَةٍ، وَأُضُّجِعَ في مِذوَدٍ، وبِأُمِّهِ الكُلِّـيَّةِ القَداسَةِ، أُنَـبِّهُ أَخَواتي، وأَتَوَسَّلُ إِلَيهُنَّ، وأُناشِدُهُنَّ أَنْ يَرتَدَينَ دائِماً مَلابِسَ فَقيرة، ويتشبهن بيسوع الفقير وامه مريم .
نصلىلهونصرخ من اعماقنا ونقول ” أنت أعطيتني وصيتك يارب” أن أحب وأقبلك بكل كياني، لكن ليست فيّ قوة لهذا الحب، أنت يا من هو الحب، تعال واسكن فيّ، وافعل معي ما تريد، لأن وصيتك تتخطى قواي، وعقلي أضعف من أن يفهمك، ويفهم تجسدك ، نفسي لا تقوى على فهم أسرار حياتك أتوق لصنع مشيئتك في كل شيء, لكن خبرة ايامي ضعيفة. تسبب ليخسارة محبتك، بسبب الظلام الذي في قلبي, وهذا الظلام يبعدني عنك. إني أغرق فيا إلهي نجني، كما نجيت بطرس الذي تجرأ وطلب أن يأتيك ماشيا على المياه”. أمين
تحتل الصلاة لدى المؤمن الجهد الأكبر من حياته لأنها تجعله في صلة مع الله مصدر حياته وهدفها أن نستمر في الصلاة قدر ما نستطيع حتى تدخل فينا قوة الله التي لا تقهر وتمكننا من طرد كل تأثير هدام وتزيدنا قوة فيأتينا فرح الرجاء والغلبة الأخيرة,.إن الصلاة الحق بها نتحدبالعلي فهى ليست إلا نورا” واقتدارا” ينزل علينا من السماء. وهي تسمو في جوهرها على واقع وجودنا.
إن هذا العالم ليست له في ذاته طاقة على الصلاة فالروح تتقلب متموجة. مرة تجري فينا كنهر دفاق, ومرات يجف القلب. فحياتنا الأرضية ليست بالحقيقة إلا لحظة قصيرة معطاة من قبل الأب الحنون حتى ندرك بها ”حب المسيح المتجسد” الذي يتخطى كل معرفة وإدراك ،حتى نمتلئ بكل ملء حب الله.
الاب / بيوس فرح ادمون
فرنسيسكاني