stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الكلدان الكاثوليك

رهبانُنا وراهباتُنا الى أين ماضون؟

557views

نقلا عن موقع بطريركية بابل للكلدان

29 مايو – أيار 2021

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

رهبانُنا وراهباتُنا الى أين ماضون؟

البطريرك لويس روفائيل ساكو

رهبانُنا وراهباتُنا الى أينَ ماضون؟ سؤالٌ طالما يراودني كمسؤول عن الكنيسة الكلدانية، نظراً للمكانة التي يشغلونها في الكنيسة، مِمَّا يدفعني أن أتوجه إليهم بنداءٍ خاصٍ وصريح.

أجل وبكل صراحة، إخوتي وأخواتي، اننا نشاهد تراجعاً في حياة الرهبان والراهبات عموماً. يعود ذلك  الى قصورِ التنشئة، لكن أيضاً بسبب اختراق روح العالم (العلمنة- العولمة) فكرهم واديرتهم، بالرغم من تأكيد يسوع “ليسوا من العالم كما اني لست من العالم” (يوحنا 17/16). هناك حاجة للتمييز بين ما هو من الله وما ليس منه، للتفاعل والانتعاش والتجدد.

أتساءل: اين هي الدعوات اليوم في رهبانياتنا الرجالية والنسائية؟ كم مبتديء ومبتدئة يوجد لديهم؟ وإلى أي حدٍّ الدعوات هي هاجسهم الأكبر، أحياناً نشاهد أن الهاجس الاكبر هو للبناء والمؤسسات.

لماذا عدد الرهبان الهرمزديين الذين انعتقوا للعمل في الكنائس الرعوية اكبر من عدد الباقين في الديراليس هذا خلل، وعلى رئاسة الدير معالجته؟

هذه بعض مؤشرات:

قال لي أحد الرهبان ان الدير هو مجرد خان أعود اليه للطعام والمبيت. آخرون واخريات يستميتون للحصول على جنسيّة دولة أجنبية! او يقومون بعمليات تجميل وترشيق.

إلى ما تدل هذه المؤشرات؟

انها تدل على منطق العالم الذي اشار اليه يسوع وليس منطق الله الذي هو في بناء الجمال الروحي الباطني، وليس البدني الخارجي!! سؤالي هو الى اين يريدون ان يصلوا؟

اعتقد انه من الاهمية بمكان إستعادة الانضباط (اصلاح العناصر غير المنضبطة أو اخراجها من الديروالالتزام بقواعد الحياة الرهبانية وضرورة التنشئة السليمة والمستدامةهذا الاصلاح المنشود سوف يُنمّي الدعوات.

لا انكر وجود اشخاص في الرهبانيات هم مثال التزام صادق ومؤثر في الرهبانية. انهم بركة للدير والكنيسة، اسأل الله ان يديمهم.

 الرهبنة مشروع تلمذة على يسوع

دعوة الراهب أو الراهبة سرٌّ خفيٌّ في قلبه. إنجذاب الى المسيح، حرٌّ وواعٍ، بلا ضغطٍ واكراه. اتباعٌ يهدف الى مرافقة يسوع بفرح، والتلمذة له بصدق وامتلاء قلب المكرَّس.

هذا الاختيار – العلاقة الحميمية – هو بمثابة جوهرة نادرة لا أثمن منها في الدنيا، وجدها من يبتغي الرهبنة، فتخلى عن كلِّ شيء بحب عظيم وحماسةٍ لاقتنائها (متى 13/44). هذه الجوهرة ܡܪܓܢܝܬܐ هي المسيح، أرض ميعادنا. هذا ما ينبغي ان يسعى الراهب والراهبة لتجسيده في سلوكه اليومي بثقة. اذاً ما يعيشه الراهب أو الراهبة ليس فرضاً – قانوناً يطبقه، انما هو انجذابٌ واعجابٌ وشغفٌ للتوجه كليّا اليه عبر عيش نذور الفقر والطاعة والعفة. اني لا ادّعي ان الانخراط في الرهبنة أو الكهنوت أمر سهل. لا ليس كذلك، بل هو باب ضيِّق كما يصفه يسوع (متى 7/13). لابد من الاجتهاد للدخول اليه، إنه سرّ فصح المسيح: موته وقيامته.

الله يدعو،  والراهب هو المُستلم، والمُصغي والمطيع. عليه أن يعود  دوماً الى من أرسله، أي الى الينبوع.

رتبة العهد المؤثرة

كم هو جميلٌ ومؤثرٌ عندما أسال راهباً أو راهبة بمناسبة احتفاله بنذوره: ماذا تريد؟

اليكم نموذج احتفال الراهبات بنات مريم الكلدانيات:

المحتفل: ماذا تطلبن وانتن ساجدات أمام مذبح الرب؟

الراهبات: ان نُعطَى الثوب الرهباني بمراحم الرب وكنيستِه.

المحتفل: هل فكرتُنَّ بعمق ماذا يتطلب منكنَّ هذا الاتِّشاح بالثوب الرهباني من تجرُّد ونكران الذات واتباع المخلص، والطاعة التامة بكل وعيكنَّ وحريتكنَّ؟

الراهبات: نعم يا سيدنا، لقد فكرنا بذلك بعمقٍ وجدّية.

هذه هي بداية مسيرة عهدٍ “نعم- هاءَنذا” التي نحتفل بها والتي ينبغي أن تكون حاضرة دوما لدى الراهب والراهبة لكي يحيا منطق تكريسه بقناعة راسخة!

غنى الحياة الجماعية

حياة الجماعة، وحدة وتنوع (اخوة متنوعون) من أجل الحياة والشهادة. الحياة الجماعية مصدر قوة وتعزية وتشجيع لتغيير حياة الراهب وبنائها بجذرية ونعمة كبيرة كسبيل للارتقاء نحو الله. على أن الجماعة تبقى بمثابة عائلة واحدة اسمها الرهبانية الفلانية. هم فيها اخوة أو أخوات متلاصقين ومحبين. انها واحة الرب المخضرّة والمُزهرة، وليست حصناً ينحبس فيه الراهب بتحسر ومرارة ويسعى لايجاد بدائل. في الجماعة يحقق الراهب ما لم ينجح في تحقيقه لوحده. إن الجماعة ترافقه في بلورة فكره وسلوكه بمحبة ورجاء.

 اجد أفضل وصف للحياة المشتركة هو ما جاء في رسالة بولس الى أهل فيليبي: “فأتِمُّوا فرحي بأن يكونَ لكم رأيٌ واحدٌ، ومحبَّةٌ واحدةٌ، ونفسٌ واحدةٌ، وفكرٌ واحدٌ، ولا تعمَلوا شيئاً بالشِّقاقِ أو المجدِ الباطلِ، بل فليَعُدَّ بتواضُعِ الضّميرِ كلٌّ منكم قريبَهُ أفضلَ منهُ. ولا يعتَنِ أحدٌ بما هو لنفسِه بل بما هو لقريبهِ أيضاً” (فيلبي 2/ 2-4).

سابقاً، لا يُدعى الرهبان والراهبات باسمائهم، انما كانوا يَدعون بعضهم بعضاً بانتباه ومحبة “أخونا- خاثا- اختي”.

اسئلة مطروحة على الرهبان والراهبات:

  • هل تستذكر لحظة الدعوة (اللقاءالتي حفزتك للتجاوب معها، وهل تستعيدها وتستثمرها؟
  • ماهي خطوط القوة بالنسبة اليك للمضي قدماً في عيش تكريسك؟
  • هل تفسح المجال لروح الله، الروح القدس لكي يغيّرك، ام انك غير مبالٍ بإلهاماته؟
  • هل انت فرحان وتعيش بسلام وارتياح تكريسك؟كيف تختبر ذلك وتعبّر عنه؟
  • ما هي المعوّقات الداخلية (داخل قلبك) والخارجية التي تحول دون تقدمك في الحياة المكرسة؟
  • ما هي المخاطر التي تشعر انها تحاول انتزاع ارتباطك وكنزك وفرحك منك؟
  • ما تاثير الصلاة فيك؟ هل هي ديباجات رتيبة تتلوها من باب الفريضة، ام أنها صلاة فعلية تصقلك وتغذيك؟
  • ما أهمية الرياضة الروحية في إنارة دربك في ترسيخ دعوتك، والمصالحة مع نفسك ومع الآخرين؟
  • ما تطلعاتك لتجديد الحياة الرهبانية وتأوينها وإنعاشها للفرد والجماعة؟