stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى مصر

2.4kviews

برنامج زيارة البابا يوحنا بولس 

ويذكر أن البابا كان قد قرَّر أن يبدأ برنامجه بمحادثات مع الرئيس مبارك في مطار القاهرة، تتناول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية، ومستقبل المنطقة، ثم زيارة البابا شنودة -بابا المسيحيين الأرثوذكس في مصر- في مقر الكاتدرائية الأرثوذكسية في منطقة العباسية شرق القاهرة، وذلك ردًا على زيارة سابقة للبابا شنودة إلى البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان عام 1973.

وأتبع البابا يوحنا زيارة البابا شنودة بزيارة مماثلة لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في مقر مشيخة الأزهر الجديد القريب من المقر القديم، واستغرقت زيارة بولس الثاني لكل من شنودة وطنطاوي قرابة 45 دقيقة. وجدير بالذكر أيضًا أن البابا يوحنا بولس الثاني كان قد قرَّر الإقامة في مقر سفارة الفاتيكان في مصر في حي الزمالك غرب القاهرة، وهو مقرّ متواضع نسبيًا، بيد أن المسؤولين الكاثوليك في مصر أكدوا أن هذا تقليد فاتيكاني، وأن سفارات الفاتيكان تكون هي مقرات إقامة البابا في العادة

زيارة  البابا يوحنا بولس البابا تعد هي الأولى إلى مصر منذ دخول الإسلام.. أقام بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني صباح أمس الجمعة 25-2-2000 قداسًا احتفاليًا كبيرًا ضمَّ نحو 23 ألف مسيحي ينتمي معظمهم إلى الطائفة الكاثوليكية التي يرأسها، كما ضم ممثلين عن الطوائف المسيحية الأخرى.

وقال البابا : إنه يصلي لكي “تتطور علاقات صافية وأخوية بين كل الكنائس والطوائف الدينية في إطار الإحسان والإرادة الطيبة”.

وأضاف “أن مثل هذا الجو من الحوار والتقارب سيساهم في إيجاد حلول للمشاكل التي لا تزال تعرقل المشاركة التامة، كما أن هذا الجو سيشجع أيضا على احترام الحساسيات الخاصة لكل طائفة”. وأعرب عن أمله في أن يتمكن المسيحيون من تشكيل “جسد واحد يكون صورة للعالم المقبل”.

 سيزور البابا  دير القديسة كاترين الأرثوذكسي في سيناء اليوم السبت 26-2-2000 م

وقد كانت الضخامة والتعظيم سمة القداس الذي أقيم في ستاد القاهرة الدولي ، ونقله التلفزيون المصري على الهواء مباشرة، وأشار كثير من المصريين إلى ما حملته الكلمات التي تضمَّنها القداس، والتي ركزت على أهمية وحدة العالم المسيحي بطوائفه المختلفة لمواجهة الثقافات والحضارات الأخرى الموجودة في مصر وفي غيرها من الدول، 

وكانت مراسم الاستقبال الحافل للبابا يوحنا بولس قد بدأت باستقبال الرئيس المصري حسني مبارك له بحضور حشد كبير من المسؤولين المصريين ومسؤولي الطوائف المسيحية المصرية والأجنبية، كما اصطفَّ لاستقباله آلاف من طلبة المدارس الكاثوليكية في مصر التي تبلغ 168 مدرسة كاثوليكية، تخرَّج منها عدد كبير من الوزراء، أبرزها مدارس الراهبات، والجزويت، والفرير، والراعي الصالح، وسان جورج.

وكان وزير الشباب والرياضة المصري علي الدين هلال قد وافق على طلب قدَّمته الكاتدرائية الكاثوليكية في مصر لزيادة عدد الحاضرين إلى القداس، كما وافقت الحكومة المصرية على إذاعته على الهواء مباشرة.

وقد افتتح القداس بـ “نص” من سفر إشعيا قرأها أحد الشباب الكاثوليك بمصر، وهي تركِّز على أن مصر أرض موعودة ومباركة، ولا بد للمسيحيين أن يهتموا بها، وتقول هذه الآية: “فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ للرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا، فَيَكُونُ عَلامَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُم مُّخَلِّصًا وَمُحَامِيًا وَيُنْقِذُهُمْ، فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمون ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً، وَيُنْذِرُونَ لِلرَّبِّ نَذْرًا وَيُوفُونَ بِهِ وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِبًا فشافيًا..”!

وكان أبرز ما تضمَّنته كلمة البابا في القداس هي دعوته إلى الحوار والتقارب بين كل المسيحيين المنقسمين لأسباب مختلفة منذ القرن السادس، وأعرب عن أمله في تعاون ملموس مع المسلمين.

وقال البابا أيضًا: إن الهيئات الكاثوليكية تأمل في تقديم مساهمتها في تطوير الإنسان وخصوصًا النساء والعائلة “من خلال توعية الشباب على القيم الإنسانية والروحية والأخلاقيات الأساسية في إطار احترام معتقدات كل منهم”، وتابع: “إنها تعتزم أيضا تشجيع العلاقات الودية مع المسلمين لكي يعمل أفراد كل من الطائفتين بصدق على فهم الآخر وعلى العمل من أجل العدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والسلام والاحترام والحرية لكل البشر”.

هدايا بابوية ودلالات دنيوية

وقف الحاضرون من المسيحيين الذين تنوَّعت حالاتهم الاجتماعية ما بين الفقراء والأغنياء يرددون هتافًا للبابا باللغة الإنكليزية يقول:

“يوحنا بولس الثاني.. نحن نحبك” “John Paul II .. We love you

وكانوا يلوِّحون له فى حب بمناديل من مختلف الألوان طبعت عليها صورة البابا المصاب بمرض باركنسون (الرعاش) المتكئ على العصا البابوية يجرّ ببطء أعوامه الثمانين ولكنه يعمل بكل طاقته من أجل المسيح.

شارك في القداس الاحتفالي مع البابا بطاركة المنطقة و15 أسقفًا من الطوائف الكاثوليكية والقبطية واللاتينية والمارونية واليونانية والأرمنية والآشورية والكلدانية، وأقيم القداس بسبع لغات تكريسًا للمبدأ الذي تدخل في إطاره زيارة البابا للمنطقة، وهو توحيد الكنيسة والحوار بين الأديان والطوائف والشعوب.

بعد اللغات العربية والقبطية القديمة والأرمنية القديمة التي تكلم بها مختلف المشاركين في القداس.. اختار البابا اللغة الفرنسية لتوجيه ندائه من أجل التقارب بين المسيحيين، باعتبار أن معظم المدارس المسيحية في مصر وخصوصًا المؤسسات التربوية التي يديرها اليسوعيون تعتمد اللغة الفرنسية في دروسها، كما تكلم مشاركون آخرون باللغات الإنكليزية والإيطالية والبولندية (اللغة الأم للبابا يوحنا بولس الثاني).

وقد قدم الحاضرون للبابا هدايا متنوعة تحمل كل واحدة منها مدلولاً رمزيًا:

كانت الهدية الأولى هي الحمام الذي قالوا: إنه رمز السلام.

وكانت الهدية الثانية التي قدمتها له امرأة تلبس زي فلاحة مصرية هي عبارة عن سلة بها بعض البلح والقصب والقطن قائلة: إنها رمز الخصب والخير الذي تجود به أرض مصر.

قدمت له امرأة أخرى تلبس زيا فرعونيًا هرمًا بداخله صليب قالت: إنه رمز الحضارة والخلود.

لم تخل هذه الهدايا من مدلول سياسي، حيث قامت طائفة تمّ تقديمهم باعتبارهم “السودانيين المهجّرين”، وقدمت له هدية من القرع والماء قائلين: إن هذا هو الخير الذي تجود به أرض السودان بما يحمله ذلك من تعريض بالنظام الحاكم في السودان الذي تتهمه الفاتيكان بالتفرقة ضد المسيحيين الذين يطلبون الانفصال في الجنوب.

انطباعات الحضور

أما انطباعات الحاضرين من المسيحيين فقد تنوَّعت بصورة كبيرة، ولكن كثيرين منهم سواء من الكاثوليك أو البروتستانت اعتبروا هذا اليوم عيدًا لكل المسيحيين المقيمين في منطقة الشرق الأوسط ويومًا تاريخيًا شاهدوا فيه مظاهر قوتهم.

قال رجل الأعمال الأرمني الكاثوليكي ريمون ترزيان (38 عامًا) الذي وصل إلى ستاد القاهرة منذ الساعة السادسة صباحًا: “أشعر بفرح عارم يجتاحني بمناسبة مجيء قداسته إلى مصر. إنها بركة لي ولعائلتي وأولادي”.

أما التلميذة القبطية الأرثوذكسية نور مكرم عبيد (13 عامًا) التي تدرس في مدرسة الليسيه في حي المعادي بالقاهرة، فقالت: “إنها لحظة مشحونة بالانفعالات لمصر ولي شخصيًا، هذه الزيارة تمثل السلام ووحدة الكنائس المسيحية”.

وقالت الكاثوليكية مرغريت نظمي (23 عامًا): إن “هذه الزيارة هي حدث مهم جدًا، لأنها تثبت أن كل شيء يسير على ما يرام في مصر”.

أما الممثلة المصرية المسلمة “يسرا” التي حضرت القداس فقد اعتبرت أن “الحب كان دائمًا موجودًا في مصر، وسيبقى موجودًا حتى نهاية الأزمنة. إنه أحد أهم وأكبر الأحداث بالنسبة للشرق الأوسط وللإنسانية. هذا الشيء لا يحدث إلا مرة واحدة في الحياة”.

وأضافت: “أعتقد أن زيارته (البابا) للقدس سيكون لها تأثير كبير علينا، لأن القدس هي لجميع الأديان ولجميع الشعوب، ومن غير المقبول أن نكون بحاجة لإذن من أجل الدخول إليها”.

الراهبة ماري دميانة من المدرسة الكاثوليكية في الإسكندرية “مدرسة نوتر دام دي سيون” قالت: “لا يمكنني أن أعبر عن شعوري بالكلام، ولكن هذه الزيارة ستبين للعالم أجمع أنه يوجد مسيحيون في مصر، لأنني عندما أسافر إلى الخارج يعتقدون هناك أن كل الشعب المصري مسلم”.

أما الشاب المصري حسين عبد الرحمن الذي حضر القداس هو الآخر.. فقد قال: إنه جاء للمشاركة في القداس بدعوة من أصدقائه الكاثوليك، وأضاف في كلمات تعكس الوحدة الوطنية التي يشعر بها المسلمون في مصر: “لقد كبرنا معا ونريد أن يشارك بعضنا بعضًا أجمل أيام حياتنا”.

موقع كنيسة الإسكندرية