سيضطهدونكم من أجل اسمى – الأب وليم سيدهم
نحن نتبع شخصًا ما لأن له نفوذ وسلطان ومال وجاه هذا هو الواقع الذى نعيشه.أما أن نتبع شخصًا يعدنا بالاضطهاد والتعذيب والاذلال فهذا شئ يناقض طبيعة الإنسان؛ أن نكون في مرمى النيران بسبب القائد الذى نتبعه فهذا شيء غريب.
إن يسوع لم ولا يطلب من أتباعه إلا أن يصنعوا بحياتهم ما صنعه هو بحياته، فبينما رعاة اليوم في الكنيسة يحثون المؤمنين على الصبر على البلاء وعلى احتمال الظلم والفقر من أجل المسيح بينما يستمتعون هم بالمال والجاه والسلطة على رقاب العباد وبهذا ليس من المسيح في شيء؛ لأنهم يخونون الأمانة فهم يتفوهون بكلام المسيح ولا يمارسونه هم. لذلك فلا تستغرب أن يبتعد الشباب والشابات عن مثل هذه الكنائس والتجمعات التى تقوم على النفاق والإزدواجية.
يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل فليبي (2 : 5 -8) “فليكن فيما بينكم الشعور الذي هو أيضا في المسيح يسوع. هو الذي في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب”.
ويمكننا القول بكل ثقة أن بولس الرسول نموذج فذ لمن يعمل ما يدعو الآخرين إليه، إنه فعلًا تلميذ ناجح في رسالته لأنه يدعو الناس أن يعيشوا على الأقل مثله في التجرد والسهر والكد والمخاطرة بحياته. لذلك انتشرت المسيحية في البلدان التى بشر بها فقد عاش الاضطهاد بكل صوره من اليهود ومن الوثنيين في القرن الأول الميلادى.
نحن اليوم نُجرَّب على مدار الساعة في إيماننا بالمسيح، ولأننا أصبحنا مجرد موظفين كسالى جبناء يتطاول علينا أبناؤنا وبناتنا لأنهم يسمعوا منّا شيئًا ويروا اعمالنا فلا يمجدوا الله بل يلعنوا مثل هؤلاء الرعاة الفشلة، الكسالى، الفاترين.
إن الضغوط الإجتماعية و الدينية و الثقافية و الاقتصادية في أيامنا هذه لا تحتمل أنصاف الحلول ولا يجوز فيها المزايدة على شعوب فقيرة مظلومة تعاني من الأمراض وشح الموارد لتعيش في ظروف قاسية، رغم ذلك فإن هؤلاء المؤمنين يتمسكون بإيمانهم ويدافعون عنه فهم مضطهدون في كل مناحى حياتهم.
أمّا أن يتحجج بعض الكهنة في المزايدة على إيمان هؤلاء الناس ويطلبون منهم أن “يؤمنوا” ويصبروا ويحتملوا فهذه مزايدات يكمن فيها خطاب النفاق والكذب والإدعاء.
إننا نحتاج إلى جرعة من اليقظة التى تساعدنا على إكتشاف الخلل الذى يصاحب لدورنا الرسولى أمام شعبنا المؤمن. إن استشهاد 21 مسيحيًا في ليبيا من الشباب البسيط الفقير المكافح كم أجل لقمة العيش في آتون حرب مجنونة كفيل بأن يوقظنا من غفلتنا ويرجعنا غلي التواضع المسيحى الذي غالبًا ما يعترف فيه الإنسان بضعفه وعدم قدرته على الإقتداء بمعلمنا يسوع المسيح في تحمل آلام الخيانة والغربة وسوء الفهم من قِبل معاصريه وتلاميذه.
يقول المسيح في التطويبات : “طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل كذب من أجلي افرحوا وابتهجوا: إن أجركم في السموات عظيم، فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم” (متى 5 :11- 12) .
كما يعدنا المسيح بأن شعرة من رؤوسكم لا تسقط رغم كل المعاناة و يعدنا أيضًا بأن أمام المحاكم و القضاة علينا إلا نحما همًّا فروح الله يتحدث على لساننا و سنكون على مستوى التحدي.
”وهاأنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم” (متى 28 : 20)