صلاة الساعات ” 15 أغسطس – آب 2020 “
انتقال سيدتنا مريم العذراء
اللون الليتورجي ابيض
صلاة السَحَر
• اللَّهُمّ † بَادِرْ إلى مَعونَتِي.
– يا رَبّ، أسْرِعْ إلى إغَاثَتِي.
المَجْدُ للآبِ وَالابْنِ، والرُّوحِ القُدُس
كَمَا كَانَ في البَدْءِ والآنَ وَكلَّ أوانٍ،
وإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين. هللويا.
دعوة إلى الصلاة
• يا رَبِّ افتَحْ شفتيَّ
– ليُخبِرَ فَمي بتسبِحَتِكَ.
النشيد النشيد من خطبة البابا بيوس الثاني عشر
في ساحة القديس بطرس في ١ / ١١ / ١٩٥٠
يوم تحديد عقيدة الانتقال.
يا أقربَ الناسِ إلى قلبِنا وأولاهُمْ بالحُبِّ الحَميمْ،
يا هَمَّ أيامِنا الأليمَ ويا حُزنَ ليالِينا المُقيمْ.
يا قَلَقَ سَاعتِنا النّاصِبَ أيها المَرضى والمُحتاجون،
أيُّها المُتعَبونَ والسُجناءُ يا أيها المُضطَهدون.
يا ذَوي أَذرعٍ بلا عَمَلٍ وأجسادٍ بِدونِ مَأوى،
يا مَن يُعانونَ أصنافًا شتّى من الشدائِدِ والبَلوى.
يا مَن في كُلِّ رِبعٍ من رُبُوعِ الأرضِ الفَسيحَةِ يَضرِبون،
فَلا تُنيلُهُم إلاّ الحِرمانَ والدُّموَع التي يذرِفون.
يا ذوي النفوسِ المُضطَرِبةِ الحامِلَةِ ثِقَلَ الآلامْ،
يا من باتوا يكفُرونَ بِصلاحِ الحياةِ وخيرِ الأنامْ،
يَستسلمونَ إليها مُكرَهينَ في عالَمٍ بلا سَلَام
رغمَ ما بُذِلَ وما يَجِبُ على العالَمِ أنْ يَبذُلا،
ليُعِدَّ لكم عالَمًا أكرمَ عَيشًا، وأسعَدَ حالا:
ألا ارفَعوا أبْصارَكُم أيُّها القَومُ إلى بِنتِ الناصِرَة،
مُختارةِ الله أُمًّا للكَلِمَةِ بِقُدرةٍ قَادِرة،
تِلكَ التي رَحَّبَتْ بِكلمةِ الله تَرحيبَةً جَليلَه
وعاشَتْ على وَجهِ هَذي البَسيطَةِ وَضيعَةً مَجهُولَه
وهي الآنَ تَتَمَتَّعُ بِأمجَادِ السَّماءِ نَبيلَه.
فلقد سبقتْكُم إلى سُلوكِ سَبيلِ الفقرِ والعَدَم
وذَاقَتْ مُرَّ الاحتِقارِ وذُلَّ المَنفَى وبالِغَ الألم.
واختَرَقَ فؤادَها سيفُ حُزنٍ رَهيبٍ أمامَ الصليبْ
والآن عَيناها غَارقَتَانِ في النورِ الأزليِّ العَجيب،
وهي في السَّماءِ أُمُّ رَؤومٌ كُلٌّ إلى قلبِها حَبيبْ.
أنتيفونة ١: طُوبى لَكِ، يا مَريمُ:
إنَّ الخلاصَ بِكِ جاءَنا،
والآنَ بينَ يَدَيِّ المَولَى بالمَجدِ تَتَمَتَّعِين.
المزمور ٦٢ (٦٣) ٢ -٩
النفس العطشى إلى الله
اللهَ يلتمس سحرًا من يهجر أعمال الليل.
أَللَّهُمَّ أَنتَ إِلهي إِلَيكَ بكَّرتُ *
إِلَيكَ ظَمِئَت نَفْسي وتاقَ جَسَدي.
كأَرضٍ قاحِلةٍ مُجدِبَةٍ لا ماءَ فيها †
كذلِكَ في القُدسِ شاهَدتُكَ *
لِأَرى عِزَّتَكَ ومَجدَكَ
أَطيَبُ مِنَ الحَياةِ رَحمَتُكَ *
وإِيَّاكَ تُسبِّحُ شَفَتايَ
وكذلِكَ في حَياتي أُبارِكُكَ *
وأَرفع كَفَّيَّ بِاسْمِكَ
كَمِن شَحْم ودَسَمٍ تَشبعُ نَفْسي *
وبِشفاهِ التَّهْليلِ يُشيدُ فَمي
إِذا ذَكَرُتكَ على مَضجَعي *
تَمْتَمْتُ بكَ في الهَجَعات
لِأنّكَ كُنتَ لي نُصرَةً *
فأُهَلِّلُ في ظِلِّ جَناحَيكَ
عَلِقَت بِكَ نَفْسي *
ويَمينُكَ سَانَدَتني
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ١: طُوبى لَكِ، يا مَريمُ:
إنَّ الخلاصَ بِكِ جاءَنا،
والآنَ بينَ يَدَيِّ المَولَى بالمَجدِ تَتَمَتَّعِين.
أنتيفونة ٢: رُفِعَتْ مَريَمُ البَتولُ فوقَ أجواقِ المَلائِكَة،
فَلْيَفرَحِ المُؤمِنونَ جَميعًا، ولِلرَّبِّ فَلْيُسَبِّحُوا.
التسبحة دانيال ٣: ٥٧ – ٨٨، ٥٦
كل خليقةٍ فلتُسبِّح الربّ
سبِّحوا إلهنا، ياجميع خلائقه (عن رؤيا ١٩: ٥)
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ أَعْمالِ الرَّبّ *
سَبِّحيه وآرفَعيه إِلى الدُّهور
بارِكوا الرَّبَّ يا مَلائِكَةَ الرَّبّ *
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها السَّموات
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ المِياهِ الَّتي فَوقَ السَّماء *
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ الجُيوش
باركا الرَّبَّ أَيَّتُها الشَّمسُ والقَمَر *
باركي الربَّ يا نُجومَ السَّماء
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ الأَمطارِ والأَنْداء *
بارِّكي الرَّبَّ يا جَميعَ الأَرْياح
بارِكا الرَّبَّ أَيَّتُها النَّارُ والحَرّ *
بارِكا الرَّبَّ أَيُّتُها البَرْدُ والحَرّ
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها النَّدى والصَّقيع *
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها الجَمَدُ والبَرْد
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها الجَليدُ والثَّلْج *
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها اللَّيلُ والنَّهار
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها النُّورُ والظَّلام *
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها البُروقُ والغُيوم
لِتُباركِ الأَرضُ الرَّبَّ *
لِتُسَبِّحْه وتَرفَعْه إِلى الدُّهور
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها الجِبالُ والتِّلال *
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ أَنبِتَةِ الأَرض
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها اليَنابيع *
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها البِحارُ والأَنْهار
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها الحيتان †
وجَميعُ ما يَتَحَرَّكُ في المِياه *
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ طُيورِ السَّماء
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها الوُحوش والمَواشي *
بارِكوا الرَّبَّ يا بَني البَشَر
بارِكوا الرَّبَّ يا بَني إِسْرائيل *
سَبِّحوه وآرفَعوه إِلى الدُّهور
باركوا الرَّبَّ يا كَهَنَةَ الرَّبِّ *
بارِكوا الرَّبَّ يا خُدَّامَ الرَّبّ
بارِكوا الرَّبَّ يا أَرْواحَ ونُفوسَ الأَبْرار *
بارِكوا الرَّبَّ أَيُّها القِدِّيسون والمُتَواضِعو القُلوب
باركِوا الرَّبَّ يا حَنَنْيا وعَزَرْيا وميشائيل *
سَبِّحوه وآرفَعوه إِلى الدُّهور.
لنُبارِكِ الآب والابن والروح القدس *
لنُسبِّح وَلْنَرْفَعْهُ إِلَى الدُّهُور.
مُبارَكٌ أنتَ فِي جَلَدِ السَّماءِ *
نَرْفَعُكَ وَنُسَبِّحُكَ إلى الدهور.
هنا لا يُقال المجد للآب….
أنتيفونة ٢: رُفِعَتْ مَريَمُ البَتولُ فوقَ أجواقِ المَلائِكَة،
فَلْيَفرَحِ المُؤمِنونَ جَميعًا، ولِلرَّبِّ فَلْيُسَبِّحُوا.
أنتيفونة ٣: عَظَّمَ الرَّبُّ اسْمَكِ،
حتّى لا يَبرَحَ مَدْحُكِ مِن أفواهِ الناسِ،
الذينَ يَذكُرُونَ قُوَّةَ الرَّبِّ إلى الأبَد.
المزمور ١٤٩
سرور القديسين
أبناء الكنيسة، أبناء الشعب الجديد،
فليبتهجوا بملكهم، بالمسيح (هزيكوس)
أَنشِدوا للرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا *
تَسبِحَتُه في جَماعةِ الأَصْفِياء
لِيَفرَحْ إِسْرائيلُ بِصانِعِه! *
لِيَبتَهِجْ بَنو صِهْيونَ بِمَلِكِهم!
لِيُسَبِّحوا اْسمَه بِالرَّقْص! *
لِيَعزِفوا لَه بِالدُّفِّ والكِنَّارة!
فإِنَّ الرَّبَّ يَرْضى عن شَعبِهِ *
يُزَيِّنُ الوُضَعاءَ بِخَلاصِهِ
يَبتَهِجُ الأَصفِياءُ بالمَجْد *
يُهَلِّلونَ على أَسِرَّتِهم
تَعْظيمُ اللهِ مِلْءَ حُلوقِهِم *
وسَيفٌ ذو حَدَّينِ بِأَيديهم
لإِنْزَالِ الِاْنتِقام بِالأُمَم *
والعِقابِ بِالشُّعوب
لِرَبطِ مُلوكِها بِالقُيود *
وأَشْرافِها بِكُبولٍ مِن حَديد
لِتَنْفيذِ الحُكْمِ المَكْتوبِ فيهم: *
هذا فَخرٌ لِجَميعِ أَصْفِيائِه.
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٣: عَظَّمَ الرَّبُّ اسْمَكِ،
حتّى لا يَبرَحَ مَدْحُكِ مِن أفواهِ الناسِ،
الذينَ يَذكُرُونَ قُوَّةَ الرَّبِّ إلى الأبَد.
القراءة أشعيا ٦١: ١٠
أسرُّ سُرورًا في الربِّ وتبتَهِجُ نَفْسي في إلٰهي، لأنَّهُ أَلبَسَنِي ثِيابَ الخَلاصِ، وشَمَلَني بِرِداءِ البِرِّ، كالعريسِ الَّذِي يتَعَصَّبُ بالتّاجِ، وكالعَروسِ الَّتِي تَتَحلّى بزينَتِها.
الردّة
• إنَّ مريمَ البَتول * رُفِعَتْ إلى السَّمَاء
•• إنَّ مريمَ البَتول * رُفِعَتْ إلى السَّمَاء
• والآنَ تَمْلِكُ مع المَسيحِ للأبَد
•• رُفِعَتْ إلى السَّمَاء
• المجد للآب والابن، والروح القدس
•• إنَّ مريمَ البَتول * رُفِعَتْ إلى السَّمَاء
القراءة الأولى
من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس ١: ١٦-٢: ١٠
جعلنا الله نملك في السَّماء مع يسوع المسيح
لا أكُفُّ عَن شُكرِ اللهِ فِي أمرِكُم، ذَاكِرًا إيَّاكُم فِي صَلَوَاتِي لِكَي يَهَبَ لَكُم إلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ المسِيحِ، أبُو المجدِ، رُوحَ حِكمَةٍ يَكشِفُ لَكُم عَنهُ تَعَالَى لِتَعرِفُوهُ حَقَّ المعرِفَةِ، وَأن يُنِيرَ بَصَائِرَ قُلُوبِكُم لِتُدرِكُوا مَا هُوَ الرَّجَاءُ الَّذِي تَنطَوِي عَلَيهِ دَعوَتُهُ وَمَا هِيَ سَعَةُ المجدِ فِي مِيرَاثِهِ بَينَ القِدِّيسِينَ، وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُوَّتِهِ الفَائِقَةِ لخَيرِنَا نَحنُ المؤمِنِينَ، وَالموَافِقَةِ لِعَمَلِ قُدرَتِهِ العَزيزَةِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي المسِيحِ، إذ أَقَامَهُ مِن بَينِ الأموَاتِ وَأَجلَسَهُ إلَى يَمِينِهِ فِي السَّمَوَاتِ، فَوقَ كُلِّ صَاحِبِ رِئَاسَةٍ وَسُلطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَفَوقَ كُلِّ اسمٍ يُسَمَّى بِهِ مَخلُوقٌ، لا فِي هَذَا الدَّهرِ وَحدَهُ، بَل وَفِي الدَّهرِ الآتِي أيضًا، وَجَعَلَ كُلَّ شَيءٍ رَأسًا لِلكَنِيسَةِ، وَهِيَ جَسَدُهُ وَمِلءُ ذَاكَ الَّذِي يَمتَلِئُ تَمَامًا بِجَمِيعِ النَّاسِ.
وَأنتُم، وَقَد كُنْتُم أَموَاتًا بِزَلاَّتِكُم وَخَطَايَاكُم الَّتِي كُنْتُم تَسِيرُونَ فِيهَا بِالأمسِ، مُتَّبِعِينَ سِيرَةَ هَذَا العَالَمِ، سِيرَةَ سَيِّدِ مَملَكَةِ الجَوِّ، ذَاكَ الرُّوحِ الَّذِي يعَمَلُ الآنَ فِي أبنَاءِ المعصِيَةِ… وكُنَّا نَحنُ أيضًا جَمِيعًا فِي جُملَةِ هَؤُلاءِ نَحيَا بِالأمسِ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا مُلَبِّينَ رَغَبَاتِ الجَسَدِ وَنَزَعَاتِهِ. وَكُنَّا بِطَبِيعَتِنَا أبنَاءَ الغَضَبِ كَسَائِرِ النَّاسِ.
وَلَكِنَّ اللهَ الوَاسِعَ الرَّحمَةِ، لِحُبِّهِ الشَّدِيدِ الَّذِي أحبَّنَا بِهِ، مَعَ أَنَّنَا كُنَّا أموَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحيَانَا مَعَ المسِيحِ (بِالنِّعمَةِ نِلْتُم الخَلاص)، وَأَقَامَنَا مَعَهُ وَأَجلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَوَاتِ فِي المسِيحِ يَسُوعَ. فَقَد أرَادَ أن يُظهِرَ للأَجيَالِ الآتِيَةِ نِعمَتَهُ الفَائِقَةَ السَّعَةِ بِلُطفِهِ لَنَا فِي المسِيحِ يَسُوعَ.
فَبِالنِّعمَةِ نِلْتُمُ الخَلاصَ بفَضلِ الإيمَانِ. فَلَيسَ ذَلِكَ مِنكُم، بَل هُوَ هِبَةٌ مِنَ اللهِ، وَلَيسَ مِنَ الأَعمَالِ، لئَلَّا يَفتَخِرَ أحَدٌ. لأنَّنَا مِن صُنْعِ اللهِ خُلِقْنَا فِي المسِيحِ يَسُوعَ لِلأعمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللهُ بِسَابِقِ إِعدَادِهِ لِنُمَارِسَهَا.
الردة
• كلُّكِ جميلةُ وبهيّةٌ، يا مريُم البتول: انتقَلْتِ من هذا العالمِ إلى المسيح. إنَّكِ تتألَّقِين بينَ جوقاتِ القدِّيسين مثلَ الشَّمسِ في السَّماء.
• الملائكةُ يَفرَحون، ورؤساءُ الملائكةِ يسبِّحون لكِ، يا مريمُ البتول.
• إنَّكِ تتألَّقِين بينَ جوقاتِ القدِّيسين مثلَ الشَّمسِ في السَّماءِ.
القراءة الثانية
من الرسالة البابوية “الله الوهَّاب” (Munificentissimus Deus) للبابا بيوس الثاني عشر
(أعمال الكرسي الرسولي، مجلد 42 -1950 -،760- 762 و767- 769)
جسدُكِ مقدَّسٌ ومجيد
إنَّ الآباءَ القدِّيسين ومعلِّمِي الكنيسةِ العظامَ، في عظاتِهم وخُطَبِهم التي وجَّهُوها إلى الشَّعبِ، في عيدِ انتقالِ والدةِ الإلهِ، تكلَّمُوا على هذا العيدِ وكأنَّه أمرٌ معروفٌ ومقبولٌ. إنّما حاولوا في كلِّ مرّةٍ أن يشرحوا العقيدةَ بصورةٍ أوضحَ. فكانوا يبيِّنون معناه ويعلِّلون الأسبابَ الرفيعةَ التي أدَّتْ إليه. وقد بيَّنُوا بصورةٍ خاصّةٍ أنّ هذا العيدَ لا يَذكرُ فقط أنَّ الفسادَ لم يَنَلْ من جسدِ مريمَ العذراء، بل يذكرُ انتصارَها على الموتِ أيضًا، وتمجيدَها في السَّماءِ، على مثالِ ابنِها وحيدِها يسوعَ المسيح.
كانَ القدّيسُ يوحنا الدِّمشقيُّ أشهرَ منادٍ بهذه الحقيقةِ. فلمّا قارنَ بينَ انتقالِ سيّدتِنا مريمَ العذراءِ، والدةِ الإلهِ النقيّةِ، مع سائرِ نعمِها وامتيازاتِها، قالَ مؤكِّدًا: “من بقِيَتْ بتولًا في الولادةِ لم ينَلْ منها أيُّ فسادٍ، من الضَّروريِّ أن يُحفَظَ جسدُها بعدَ الموتِ من كلِّ فسادٍ. ومَن حَملَتِ الخالقَ طفلًا في أحشائِها، من الواجبِ أن تُقِيمَ في المساكنِ الإلهيّةِ. ومن اتّخذَها الآبُ عروسًا، من الواجبِ أن تسكُنَ في الأخدارِ السَّماويّةِ. ومَن شاهدَتْ ابنَها على الصَّليبِ، وجازَ في صدرِها سيفُ الألمِ الذي تجنَّبَتْه حينَ الولادةِ، من الضَّروريِّ أن تشاهدَه جالسًا عن يمينِ الآبِ. من الواجبِ أن يكونَ لوالدةِ الإلهِ كلُّ ما هو لابنِها، وأن تكرِّمَها كلُّ خليقةٍ والدةً وأَمَةً لله.
ويرى القدِّيسُ جرمانس من القسطنطينية أنَّ جسدَ مريمَ البتولِ، والدةِ الإلهِ، نُقِلَ إلى السَّماءِ من غيرِ أن يناَلَه الفسادُ، وذلك ليسَ فقط بسببِ أُمومتِها الإلهيّةِ، بل لقداسةٍ خاصّةٍ شمَلَتْ جسدَها البتوليَّ. يقولُ: “أنتِ التي تَظهَرِين في البهاءِ كما هو مكتوبٌ، وجسَدُك البتوليُّ كلُّه مقدَّسٌ وكلُّه عفيفٌ وكلُّه مسكِنٌ لله، ولهذا فهو بعيدٌ عن كلِّ انحلالٍ ولا يعودُ إلى التُّرابِ. ولكنْ، لأنَّه بشرِيٌّ، كانَ يجبُ أن يتبدَّلَ ليصلَ إلى اللافسادِ في الحياةِ العُليا. ولكنَّه هو نفسُه، الجسدُ الحيُّ والمجيدُ والتامُّ والمزدانُ بالحياةِ الكاملةِ”.
وأكَّدَ كاتبٌ آخَرُ قديمٌ جدًّا: “بما أنّها الوالدةُ المجيدةُ للمسيحِ مخلِّصِنا وإلهِنا واهبِ الحياةِ والخلود، فهو يَهَبُها الحياةَ، وهي تشاركُه إلى الأبدِ في عدمِ فسادِ الجسدِ. أخرجَها من القبرِ، ونقلَها إليه بطريقةٍ هو وحدَه يَعرِفُها”.
تستندُ أقوالُ الآباءِ القدِّيسين كلُّها على الكتُبِ المقدَّسةِ، فهي أساسُها الأخيرُ. وكلُّها تضعُ والدةَ الإلهِ النَّقيَّةَ أمامَ أعينِنا، وتُظهِرُها لنا متَّحدةً اتحادًا وثيقًا بابنِها الإلهيِّ، شريكةً معه في كلِّ شيءٍ.
ويجبُ أن نذكرَ خصوصًا أنَّ الآباءَ منذ القرنِ الثَّاني رأَوْا في مريمَ العذراءِ حوّاءَ الجديدةَ تُقدَّمُ لآدمَ الجديدِ، خاضعةً له، ومرتبطةً به ارتباطًا وثيقًا في معركتِه مع العدوِّ الجهَنَّميّ. وما رمزَ إليه “الإنجيلُ السَّابقُ” (أي الوعدُ بالمخلّصِ في سفرِ التكوين)، سوف يتحقَّقُ، فيتمُّ الانتصارُ الكاملُ على الخطيئةِ والموتِ. وقد جمعَ رسولُ الأممِ بين هذَيْن الأمرَيْن فذكرَهما دائمًا معًا. وكما أنَّ قيامةَ المسيحِ المجيدةَ هي الجزءُ الأهمُّ والأخيرُ في هذا الانتصارِ، كذلك كانَ يجبُ أن تُختَمَ المعركةُ المشتركةُ التي سارَت فيها مريَمُ البتولُ معًا هي وابنُها، كان يجبُ أن تنتهيَ أيضًا بتمجيدِ جسدِها البتوليّ. كما يقولُ الرَّسول: “وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الكَائِنُ الفَاسِدُ مَا لَيسَ بِفَاسِدٍ، حِينَئِذٍ يَتِمُّ قَولُ الكِتَابِ: قَد ابتَلَعَ النَّصرُ الموتَ” (١ قورنتس ١٥: ٥٤؛ ر. هوشع ١٣: ١٤).
إنَّ والدةَ الإلهِ الجليلةَ، والمتّحدةَ بصورةٍ سرّيّةٍ بيسوعَ المسيحِ منذ الأزل، بالقرارِ الواحدِ نفسِه في علمِ الله السَّابقِ، والتي ظلَّتْ طاهرةً في الحَمَل، وفي أُمومتِها الإلهيّةِ لم تُثلَمْ بتوليَّتُها، والتي كانَتْ شريكةً سخيّةً مع الفادي الإلهيِّ، ومعه انتصرَتْ انتصارًا كاملًا على الخطيئةِ وكلِّ ما ينجُمُ عنها، نالَتْ أخيرًا، تتويجًا لامتيازاتِها، ألّا يمَسَّها فسادُ القبرِ. وعلى مثالِ ابنِها، بعدَ أن هُزِمَ الموتُ، نُقِلَتْ نفسًا وجسدًا إلى السَّماءِ حيث تَجلِسُ الآنَ ملِكةً متألِّقةً عن يمينِ ابنِها، ملِكِ الدهورِ الأبديِّ.
الردة
• جاءَ يومُ المجدِ، فيه تصعدُ مريمُ البتولُ إلى السَّماءِ. لِنُسبِّحْ وَلْنُهلِّلْ وَلْنَقُلْ: مباركَةٌ أنتِ في النِّساءِ، ومباركةٌ ثمرةُ بطنِك.
• طوبى لكِ، يا مريمُ البتولُ القدّيسةُ، والمستحقَّةُ كلَّ حَمدٍ، لأنّه منكِ أشرقَ شمسُ البِرِّ، المسيحُ إلهُنا.
• مباركةٌ أنتِ في النِّساءِ، ومباركةٌ ثمرةُ بطنِك.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
هُوَذا بِنتُ أورشَليم تَرتَفِعُ
جَميلَةً عَذْبَةً مُشرِقَةً إشراقَ الصُّبحِ الطَّالِع!
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩
المسيح والمعمدان سابقه
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:
بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ
بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
هُوَذا بِنتُ أورشَليم تَرتَفِعُ
جَميلَةً عَذْبَةً مُشرِقَةً إشراقَ الصُّبحِ الطَّالِع!
الأدعية
هَلُمَّ نُحَيّي مُخلِّصَنا، الَّذِي ولدَتْهُ مريمُ البتولُ، ولنبتهِلْ إليه:
رَبَّنَا، لتشفَعْ لنا أُمُّك البتول.
يا شمسَ البرِّ السَّاطِعة، بِطُلوعِكَ أنْـبَـأَتْ تلكَ الَّتِي هِي الفَجرُ المُنير،
– أهّلْنا لأنْ نُتابِعَ سَيرنا بهُداكَ وإمدادِك.
أيُّها الكَلِمةُ الأزَلي، جَعلْتَ مريمَ خِدْرًا خالِدًا لسُكناك،
– أنقِذْنا مِنْ فَسادِ الخَطِيئة.
يا مُخلِّصَنا، يا مَنْ وَقَفَتْ أُمُّه عندَ صَليبِهِ،
– أعطِنا بشفاعَتها، أنْ نُشارِكَكَ آلامَك.
يا يَسوع، لَقد أقمْتَ مَريمَ، وأنتَ على الصَّليبِ، أُمًّا ليوحنّا،
– أرسِلْ إلينا عَونَك، حتَّى يُصبِحَ كلٌّ مِنَّا ابنًا حقًّا لمريم.
* أو:
هَلُمَّ نُحَيّ مُخلّصنا، الَّذِي ولدَتْهُ مَريمُ البَتول، ولنبتَهِلْ إليه:
رَبَّنا، لتشفَعْ لنا أُمُّك البَتول.
يا مُخلّصَ العالَم، يا مَنْ بقوَّةِ فدائِهِ صانَ أُمَّهُ مِنْ وَصمَةِ الخَطيئة،
– اجْعَلْنا أطهارًا مِنَ الخَطيئة.
يا فادِينا، جَعلْتَ حَشَا مريمَ خِدرًا لسُكناكَ، ومَقرًّا للرُّوحِ القُدُس،
– اجعَلْ نَفْسَ كُلٍّ مِنّا لهٰذا الرُّوحِ هَيكلًا.
أيُّها الكَلِمةُ الأزَلي، بِنعمتِكَ اختارَتْ أُمُّكَ النَّصيبَ الأفضَل،
– دَعْنا نَجْري على مِثالِها، في البحثِ عَنِ الغذاءِ الرُّوحي الباقي للحَياةِ الأبَديَّة.
يا مَلِكَ الملُوك، لَقد نَقَلْتَ أُمَّكَ جِسمًا ونفْسًا إلى السَّماء،
– دَعْنا نَبحثُ دائمًا عمَّا هُو فَوق.
يا ربَّ السَّمٰوَات والأرض، يا مَنْ أجلَسَ مريمَ عن يمينِه،
– اجْعَلْنا أهلًا لهٰذا المجد.
أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.
الصلاة
أَيُّها الإِلهُ الأَزليُّ القدير، يا مَن نَقَلتَ مريمَ البتولَ الطَّاهرة، جَسَدًا ونَفْسًا، إِلى المجدِ السَّماويّ † اِجعَلنا نَصبو إِلى الأُمورِ التي في العُلى * فنكونَ أهلًا لـِمُشارَكةِ البتولِ ذلك المجدَ للأَبد. بربنا يسوع المسيح ابنك * الإله الحي المالك معك ومع الروح القدس † إلى دهر الدهور.
البركة
١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:
• الرَّبُّ مَعَكُم.
– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.
• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.
– آمين.
• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.
– الشُّكْرُ لله.
٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:
• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.